مصر دولة "غير سعيدة "في تقرير "السعادة العالمي"
الأربعاء 16/أكتوبر/2013 - 12:51 ص
مصر دولة غير سعيدة وفقاً لتقرير السعادة العالمي الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة بالأمم المتحدة ومعهد الأرض بجامعة كولومبيا...هبطت مستويات السعادة في مصر مقارنة بالأعوام الماضية في الاحصائية التي تضم 156 دولة. فقد تراجع معدل السعادة في مصر، واحتلت المركز 130 ضمن 156دولة,
وحاز على ترتيب 4.3 من مقياس من واحد إلى 10 درجات في الفترة بين 2010 - 2012، وذلك بالمقارنة بالفترة بين 2005 - 2007، حيث بلغ 5.4 درجة. وبالتالي، احتلت مصر المركز 130 ضمن 156 دولة تضمنها التقرير وفقاً لمعدلات سعادتها.
يرى أساتذة الجامعة الجامعة الامريكية أن هذا الهبوط الحاد في مستويات السعادة في مصر يأتى نتيجة لعوامل عديدة، منها عدم تحقيق توقعات الشعب.
تقول منى عامر، أستاذ مساعد في علم النفس، شعر الكثيرون بالفرح والسرور بعد ثورة 2011، ولكن حينما لم تتحقق رؤياهم وأمانيهم لما تخيلوا أنه سيكون الحال في مصر، فقد أثر ذلك على إحساسهم بالسعادة.
تذكر أيضاً رباب المهدي، أستاذ مساعد في العلوم السياسية، الآثار الناجمة عن عدم تحقيق تلك التوقعات بعد ثورة 2011. تقول المهدي يمكنك الإحساس بذلك أثناء سيرك في شوارع القاهرة. فقد كانت الناس سعيدة ومليئة بالتوقعات، وكانت المدينة بأكملها تشع طاقة هائلة، ولكن بمرور السنوات، لم تتحقق تلك التوقعات.
يقول هاني هنري، أستاذ مساعد في عام النفس، أن هذا الأمل الزائف قد أوجدته الإثارة الإعلامية، قائلاً لعب الإعلام دوراً كبيراً في إحداث هذا الشعور لأنه جعل الناس تعتقد أنهم سيحظون بالأفضل في كل شيء، فعلى سبيل المثال، صرح الإعلام، في الأيام التي تلت اندلاع الثورة، أن ثروات السياسيين والرئيس السابق حسني مبارك سيتم توزيعها على الشعب المصري. ولكن، على المصريين مواجهة حقيقة أن مبارك قد تم تبرئته في قضايا الفساد. يضيف هنري يكون لدى الناس الكثير من الآمال التي يرونها تتبدد فيما بعد، وهذا يؤدي إلى الشعور بالضياع.
ولكن، إن عدم تحقيق التوقعات ليس هو السبب الوحيد لتراجع معدل السعادة في مصر. يشير أيضاً إلى الشعور بالتوتر وعدم الرضا. تقول عامر لدينا مناخ سياسي متقلب يؤثر على شعورنا بالأمن. إن المعيشة في مصر في الوقت الحالي تؤدي إلى الشعور بالتوتر الشديد، مما يؤدي إلى الشعور بالضيق النفسي. وقد تأثرت بعض العوامل الرئيسية التي تساعد في التخفيف من حدة التوتر، مثل الدعم الاجتماعي والديني، بسبب الأحداث الجارية.
فضلاً عن ذلك، تعتبر إمكانية توقع الأحداث مهمة للغاية بالنسبة للحالة النفسية للإنسان بوجه عام، وفقاً إلى هنري. فبدون الشعور بالاستقرار، يشعر الإنسان بعدم قدرته على التحكم في حياته اليومية. يقول هنري حينما لا يتمتع الإنسان بالقوة اللازمة للتصرف في أموره، فإن هذا يقلل من فرصه للشعور بالسعادة.
ولكن، الجدير بالملاحظة في هذا التقرير، أن معدل السعادة في مصر لم يتراجع فقط، بل أن الدرجات التي حصلت عليها تعد منخفضة بالمقارنة بالدول الأخرى.
ويرجع أساتذة الجامعة حدوث ذلك إلى انتشار الفقر وضعف المؤسسات الديمقراطية. تقول عامر أن مقولة المال لا يشتري السعادة هي مقولة دارجة، ولكن توضح الأبحاث أنها مقولة وهمية. فإن السعادة ترتبط بمستوى الدخل، وذلك حتى مستوى محدد، ثم تختفي صلة الارتباط بعد ذلك.
تذكر أيضاً المهدي أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر قد تؤدي إلى عدم الشعور بالسعادة. ومع ذ