أبو بالين مش كداب !
قد يبدو في بعض الأحيان أنه ليس هناك ما يكفي من الوقت للقيام بكل ما تحتاج إليه أثناء حياتك اليومية والذي يمكن أن يؤدي إلى تراكم الكثير من القلق والتوتر وبالتالي عدم إنجاز المهام المطلوبة منك، ويقال دائما ”أبو بالين كداب“ نتيجة عدم القدرة علي تنظيم الوقت بين المهام المختلفة. لذا من المهم أن تقوم بتطوير إستراتيجيات فعالة لإدارة وقتك لتحقيق التوازن بين المطالب المتضاربة من الوقت للدراسة، والعمل لكسب المال، والترفيه. علي ذلك تعتبر مهارات إدارة الوقت ذات قيمة في كل جوانب الحياة المختلفة وحتي يصبح ”أبو بالين مش كداب“.
لا تحاول أن تتذكر
كل شيء في رأسك لأن هذا يعتبر وصفه سريعة للكوارث! إحمل القلم والورق أو المنظم للوقت
والذي قد يكون الموبايل أينما ذهبت ليكونوا وببساطة نظام التذكير الخاص بك، قم بكتابة
الأشياء التي تحتاج إلى القيام بها، بما في ذلك المواعيد والمواعيد النهائية، ومن أجل
البقاء في الموعد المحدد ضع جدولا زمنيا ثم التزم به، يعتبر كل ذلك أدوات مفيدة جدا
لإدارة الوقت بشكل فعال. هذا ويعتبر عمل قائمة يومية بالمهام مع الرجوع الي هذه القائمة
وتحديثها بإنتظام جزء أساسي للتخطيط للعمل، ولكن عليك بإعطاء الأولویة للعناصر المدرجة
في القائمة وتقسيمها إلى عناصر مهمة وغير مهمة مع تسليط الضوء على المهام العاجلة لأنها
الخطوة الاولي لتنظيم وقتك.
ضع لنفسك أهدافا
محددة ومحددة بوضوح، وتأكد من واقعية هذه الأهداف وقابليتها للتحقيق. للقيام بذلك،
تحتاج أولا إلى فحص الوضع الحالي الخاص بك وتقييم ما هي الأهداف الهامة بالنسبة لك
وما هي الإجراءات التي تحتاج إلى اتخاذها لتحقيق الهدف المنشود. كل هذا لا يغني أن
يكون لديك خطة طوارئ أو طريق بديل لهدفك في حال عدم التوفيق في الطريق الأساسي.
رتب أولوياتك،
ومن هنا يأتي مصطلحا الكفاءة والفعالية والذي قد يختلط الأمر بعض الشئ في تفسيرهما.
علي سبيل المثال، شخص يعمل بجد ومنظم تنظيما جيدا ولكن يقضي كل وقته على المهام غير
الهامة، هو يعمل بكفاءة وليس بفعالية. لكي تكون فعالا، عليك أن تقرر ما هي المهام الملحة
والمهمة والتركيز عليها. وهذا ما يسمى بتحديد أو ترتيب الأولويات. من المهم أن تسرد
المهام التي تحتاج إليها وأن تقوم بترتيبها حسب الأولوية، ثم تكريس معظم الوقت لأهم
المهام. أيضا عليك أن تتجنب التسويف فهو آفة التخطيط للعمل، فعليك أن تدير خوفك من
القيام بالأشياء التي لا تريد القيام بها وتدرك أن الخوف غالبا ما يكون أسوأ بكثير
من أي نتائج سلبية محتملة. حاول إتخاذ القرارات فورا عندما يكون ذلك ممكنا، أفضل وقت
للقيام بشيء عادة ما يكون الآن.
حلل أهدافك إلى
مكوناتها بحيث يمكنك إنجازها خطوة واحدة وفي وقت واحد إن أمكنك ذلك. أكتب هذه الخطوات،
وحاول أن تكون محددا قدر الإمكان عند القيام بذلك. وللحفاظ على حماسك عليك بمكافأة
نفسك عند تحقيق بعضا من هذه الأهداف مع مراجعة التقدم المحرز نحو أهدافك بإنتظام ومراجعة
الخطط حسب الإقتضاء لمراعاة التغييرات غير المتوقعة.
تعتبر المثابرة
حتما من أهم الأشياء، فإن الأمور لن تعمل دائما على نحو جيد تجاه أهدافك. فعندما لا
تعمل الأمور، تحتاج إلى المثابرة وتعلم كيفية إتخاذ موقف إيجابي تجاه الإحباط أوعدم
التوفيق. الأخطاء هي دروس بل هي جزء حاسم من أي عملية خلاقة وكل درس يقودك نحو الحل
الصحيح. الخوف من صنع أو قبول الأخطاء هو عقبة رئيسية لإتخاذ إجراءات فعالة. حاول أن
تكون على علم بأن الإرتياح قد يأتي بقدر سعيك لتحقيق الأهداف أكثر من تحقيق الأهداف
نفسها. عليك بالتعامل مع الضغط المتوقع، وهذا يمكن أن يختلف بمجرد تقاسم المشاكل مع
الأصدقاء. مشاركة المهام والمشاكل مع الآخرين خاصة الذين تثق بهم سوف يجعلك تنظر الي
الضغوط من منظور جديد، تأكد من ذلك.
حدد مناطق حياتك
حيث كانت إضاعة الوقت وحاول الحد منها، وهناك طريقة جيدة للقيام بذلك هو تسجيل كل ما
تفعله لمدة أسبوع بالتفاصيل الدقيقة ومن ثم إفحص السجل الخاص بك لمعرفة كيف يمكنك إستخدام
(أو إساءة إستخدام!) وقتك. طور من روتين عملك بإنتظام من خلال الحفاظ على مساحة عملك
مرتبة حتي يمكنك العمل بفاعلية، والعمل على الجدول الزمني بحيث يمكنك الوفاء بالمواعيد
النهائية في الوقت المناسب وعدم ترك كل شيء حتى اللحظة الأخيرة. إذا كان لديك مقال
صعب الكتابة، فابدأ أولا من خلال صياغة الهيكل، وهذا سوف يكسر الجليد. ويكون من الصعب
القيام بذلك إذا دفنت الأشياء التي تحتاج إلى العثور عليها تحت كومة من الورق!
وقال الله سبحانه
وتعالى في صورة العصر: وَالْعَصْرِ)1(إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ)2، فأقسم تعالى
بالعصر.
والمقصود بالعصر
هو: الزمن, والدهر, وذلك لشرفه وقيمته. وفي قسمه تعالى بالعصر دليل على أن أنفس شيئ
في الحياة هو الوقت. ويقول عيسي عليه السلام "اُسْلُكُوا بِحِكْمَةٍ مِنْ جِهَةِ
الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ" وكما قال الشاعر:دقّات قلب
المرء قائلة له إن الحياة دقائقً وثواني.
أخيرا وليس أخرا
إنتهز كل ثانية من عمرك لتحقيق أحلامك، أعمل بجد ولا تيأس، يمكنك العمل في أكثر من
إتجاه مع تنظيم الوقت عندها فقط يصبح أبو بالين مش كداب.