الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

تأملات فى نظام علاج أعضاء هيئة التدريس بجامعة طنطا

السبت 03/فبراير/2018 - 07:26 م

الجامعات معقل الفكر الإنسانى ومصدر للاستثمار والتنمية لأهم ثروات المجتمع على الإطلاق وهى الثروة البشرية.. ولذلك يشكل أساتذة الجامعات قطاعا من أهم قطاعات المجتمع.. ومن ثم صار واجبا على الدولة رعاية أعضاء هيئة  التدريس فى كافة المجالات وخاصة الرعاية الصحية..!

وللحقيقة فأن المشرع المصرى كان منصفا فى صياغته للمادة 94 من القانون 49 لسنة 1972 بشأن تنظيم الجامعات المصرية والتى تكفل علاج أعضاء هيئة التدريس على نفقة الدولة.. وفى الواقع فأن الجامعات لا تدخر جهدا فى مجال علاج أعضاء التدريس على نفقة الدولة داخل وخارج البلاد وأنا واحد من الذين استفادوا وتمتعوا بهذه الرعاية.. وهذا فضل للدولة على ودين لها فى رقبتى ماحييت..  

والجامعات الكبرى مثل جامعة القاهرة وعين شمس لها مستشفيات على درجة عظيمة من التجهيز مثل القصر العينى الجديد ومستـشفى عين شمس التخصصى.. وهذه المستشفيات لا تقـل عن مستشفيات الخارج وأفضل كثيرا من عدد كبير من المستشفيات الخاصة سواء من ناحية الفندقة أو التجهيزات أو الخبرة الفنية للقائمين بالعمل بها.. وأعتقد أن باقى الجامعات تعالج أعضاء هيئة التدريس العاملين بها فى مستشفيات خاصة بها..

أما فى جامعة طنطا فالوضع مختلف تماما.. فعلى الرغم من أن كلية طب طنطا انشأت سنة 1962 وكانت تابعة لجامعة الأسكندرية قبل إنشاء جامعة وسط الدلتا فى عام 1973 إلا أنه لم يتم بناء أو تخصيص مكان لائق داخل المستشفيات الجامعية لعلاج أعضاء هيئة التدريس...ومما يدعوا إلى الغرابة  أن نصف عدد الأساتذة الذين تولوا رئاسة الجامعة فى السنوات الماضية كانوا أساتذة بكلية الطب..!

ومع بداية إنشاء الجامعة كان أعضاء هيئة التدريس يعالجون بمستشفى مبرة طنطا التابعة لهيئة التأمين الصحى ...وكانت الجامعة تتحمل فرق تكاليف الإقامة بين الدرجة التأمينية والدرجة الممتازة..! ولكن مع زيادة عدد أعضاء هيئة التدريس، تعاقدت الجامعة مع عدد من المستشفيات الخاصة بمدينة طنطا لعلاج أعضاء هيئة التدريس بها.. وبدأ التعاقد مع مستشفى واحدة  وبدلا من أن تدبر الجامعة مكانا فى مستشفياتها ضاعف عدد المستشفيات التى تعاقدت معها عدة مرات وتعاقدت مع بعض المراكز المتخصصة فى مدينة طنطا..!

وبمراجعة بسيطة للمستشفيات التى تعاقدت معها الجامعة وجدت أنها جميعا بأسماء عائلات لها أصول أو فروع أو كلاهما من بين أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم يعملون فى كلية طب طنطا، بل أن عدد منهم كان من أصحاب اليد العليا..!

ومن الظواهر الملفتة للنظر أن الجامعة تمتلك حاليا مستشفى خمسة نجوم تسمى المستشفي التعليمي الجديد وفيه جميع وسائل التشخيص المتطورة وعناية مركزة مجهزة بأحدث التقنيات وغرفتين للعمليات ويمكن تخصيص عدد من أسرة تلك  لعلاج أعضاء هيئة التدريس وخاصة أن سعة المستشفى تسمح بذلك  وأعتقد أن تخصيص أسرة لعلاج أعضاء هيئة التدريس بهذا المستشفي   سوف يدر دخلا يساعد على الأقل فى تجديد عقود صيانة الأجهزة  ..!   لأن استمرار الوضع بصورته الحالية يسىء الى الجامعة بصفة عامة وإلى كلية الطب بصفة خاصة ولايخدم سوى مصالح أصحاب المستشفيات الخاصة التى تم التعاقد معها لأن الناس قد تعتقد أن امكانيات المستشفيات الأهلية أفضل من امكانيات المستشفيات الجامعية لأن أساتذة كلية الطب وباقى كليات الجامعة يتم علاجهم فيها، وقد آن الآوان للحراك وكفانا انتظارا ومجاملات لأصحاب المصالح والمستشفيات الخاصة...!

محمد نبيه الغريب استاذ متفرغ بقسم التوليد وأمراض النساء بكلية الطب - جامعة طنطا