عربات الفول ثم المقاهي.. الآن؟!
أثارَ ما ينويه مجلسُ الشعب من ترخيص عربات الأكل دهشةً كبيرة خاصة وأنه يحمل لافتة تشجيع الشباب. بداية لا مانع من أكل العيش الحلال طالما احترم حقوق الآخرين. لكن لأكل العيش أماكنُه وحدودُه، ومع الأسف فقد ارتبط أكلُ العيش بالغتاتة والتناحة والبلطجة في أحيان كثيرة. تحويلُ شقق الطوابق الأرضية لمقاه جعل حياة سكانها جحيم، وهم من اشتروا شققهم لراحة البال لا ليتعرضوا لكركرة الشيشة وقهقهات البلطجية والعواطلية. أما عربات الفول التي تحتل أي مكان يحلو لها بمباركة الأحياء فقد أصبحت موطئًا للقذارة والإزعاج خاصة بالقرب من مداخل العمارات السكنية، وراجعوا شوارع مدينة نصر شرق حتى تكون المعاناة رأي العين.
لقد دأبت فضائيات الإعلانات على فرضِ وصايتِها
على الشعب المصري بدءًا من التاسعة مساءًا مرورًا بالعاشرة مساءًا وحتى منتصف الليل،
لا تستهدف سوى المعلنين وعلى حساب الحقيقة في أحيان كثيرة. هل حقًّا ما تطرحه تلك الفضائيات
من دفاع عن مخالفات المقاهي وعربات الفول وغيرها يتغى صَالِحًا، ولماذا تتأثر بها الحكومة
وهو أصلًا إعلام قليل المصداقية؟! إلا إذا كان وسيلةً لها. هل سنشهد شرعنة وتكريس المخالفات
وكأن مصر ينقصها مزيد من البلطجة واحتلال الشوارع والميادين والأرصفة ومداخل العمارات؟!
هل تزدهر المخالفات مع عجز الحكومة عن توفير فرص عمل ومع تدهور الاقتصاد؟! هل هذا التقنين
وفِي هذه الفترة يستهدف شيئًا غير مصلحة المخالفين؟ وماذا إذا كان المخالف قد تخطى
مرحلة الشباب؟! هل أصبحت صحة المصريين تحت رحمة أي شعار؟
في إطار شرعنة المخالفات هل يصبح التسول مهنة
معترف بها؟ أمور مؤسفة محزنة مقلقة ...
· كاتب المقال
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات
بجامعة عين شمس
Prof. Hossam M.A. Fahmy