الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
شارع الصحافة

خالد منتصر : وزارة التربية والتعليم الداعشية تدعو الطلاب الي تحطيم التماثيل ..في انتظار رد الوزارة ورجال الدين

الجمعة 19/يناير/2018 - 07:17 م
خالد منتصر
خالد منتصر

هاجم خالد منتصر وزارة التربية والتعليم في مقال له تحت عنوان " وزارة التربية والتعليم الداعشية تدعو الطلبة إلى تحطيم التماثيل"  ، والسبورة تنتظر رد وزارة التربية والتعليم ورجال الدين علي هذا المقال المثير للجدل

ننشر نص المقال

لم أصدق عينىّ، وأنا أقرأ كتاب التربية الدينية للصف الثالث الإعدادى، فقد كان مكتوباً فى صفحة 52 من منهج التربية الإسلامية لموسم (2017 - 2018)، هذه العبارة فى درس الثقافة فى الإسلام عن الموسيقى والغناء والفن والنحت.. إلخ، كُتبت هذه العبارة: «أما فيما يتعلق بصناعة المجسمات (التماثيل)، فالعلماء متفقون على حرمة اقتنائها، لأنها رجس من عمل الشيطان يجب البعد عنه»، ثم أتبعها مؤلفو الكتاب بدليل قرآنى من سورة الحج: «فاجتنبوا الرجس من الأوثان»، صارت التماثيل يا سادة أوثاناً وأصناماً من وجهة نظر مشايخ الاستنارة مؤلفى هذا الكتاب، صارت المنحوتات الفنية التى يحتفى بها العالم كله كأنفس وأغلى إبداعات الفن مجرد رجس من عمل الشيطان، المدهش أن غلاف الكتاب مكتوب عليه مركز تطوير المناهج!!، يعنى أن هذا الكلام العجيب الذى لا يقال إلا فى معسكرات طالبان، وفى خيام داعش هو أحدث منتجات قريحة مركز التطوير التربوى!!، ونعم التطوير يا دكتور طارق يا شوقى، ونعم الاستنارة يا وزير التعليم، خريج جامعات أمريكا!!،

بدأت أشك فى أن هذا الكلام يوافق عليه د. «طارق»، دارس وباحث وخريج جامعات براون وماساشوستس وألينوى، لا يمكن أن يوافق عليه إلا خريج جامعة تورا بورا أو مدرسة قندهار، أو كُتّاب الشيخ برهامى!!، عدد ثمانية جهابذة من الأساتذة والدكاترة والمشايخ من أعضاء لجنة التطوير والتنوير والتثوير بوزارة التربية والتعليم الداعشية فكروا وقرروا أن التماثيل رجس من عمل الشيطان الرجيم، وأن المصريين فى الشوارع يعبدونها ويقدمون لها القرابين ويغنون فى شارع جامعة الدول «نحن غرابا عك»!!، أسماء هؤلاء الجهابذة من مبدعى التطوير التربوى بترتيب الجهبذة وحفظ الألقاب، محمد الفاتح الحسينى، وأحمد الحجاجى، والحسينى المداح، وحسن القصبى، وأحمد العلوى، ومحمد حبيب، وكمال عوض، وجمعة محمد شيخ، اجتمع هؤلاء الثمانية على قلب رجل واحد، وحرّموا التماثيل وشيطنوها. الجميل والبديع أنهم فى التدريبات الملحقة بهذا الدرس الداعشى كانوا فى منتهى الديمقراطية، وسألوا التلاميذ الغلابة الذين سيكونون فى المستقبل نسخاً مشوهة على أيديهم من أبى بكر البغدادى والزرقاوى وحبارة!، سألوا كل طالب: ما رأيك فى مثّال يصنع تمثالاً لطلبة قسم النحت فى كلية الفنون؟ ثم أتبعوه بسؤال لوذعى آخر عن رأيه فى أديب يكتب قصة تدعو إلى التحرر من كل القيود!!، يا الله.. يسلم فمك يا أستاذ خليفة خلف خلاف المطور المجدد للخطاب الدينى!!، بالطبع ستنهال اللعنات من هؤلاء الأطفال على هذا المثّال الشيطان الفاسق الفاجر المرتد، ومعه بالمرة الأديب ابن ستين فى سبعين المتحرر من القيود!!، مع الأطفال عذرهم «ده المنهج اللى بيقول»، واحنا بتوع المنهج، وسؤال بسيط لسيادة وزير التعليم خريج براون: ماذا عن الطفل الذى يخرج بمعوله من المدرسة فى الجيزة لتحطيم تمثال نهضة مصر، طبقاً لنصيحة مطورى المناهج الثمانية الجبارين العتاولة المتدينين بطبعهم، المؤمنين بالفطرة!!؟، ماذا عن ابن الأقصر، الذى يستمع فى حصة الدين إلى هذا الكلام العظيم، ويخرج غاضباً مملوءاً بالحماسة لتحطيم أوثان الكرنك وتخليص قريته وأهله من رجس الشيطان؟!!، ذنب هؤلاء فى رقبة مَن؟، غلظة وجدانهم وجلافتهم ومخاصمتهم للمسة إزميل الفن السحرية، التى ترقى بالوجدان والحس..

 كل هذا تعليم مَن وإفراز مَن وتلقين مَن؟؟؟، إنهم جنودك معالى الوزير، المدرسون الذين يلقّنون أطفالنا هذا الكلام الفاشى من فلول الإخوان وفتات السلفيين، هؤلاء هم من يتحكمون فى عقول أطفالنا، ويلوثون وجدانهم الرقيق، ويسوّدون صفحاتهم البيضاء، كيف وصلنا إلى هذا القاع الذى بلا قرار؟!، كنا نتمنى إصلاح مصر ونراهن أنه بعد رحيل هذا الجيل، الذى شوهته الأنظمة السابقة، وتركت الوهابيين يشكلون جمجمته المتكلسة، ويحنطون عقله فى كهوف وتوابيت العصور الوسطى، كنا نراهن على جيل جديد متعلم مستنير محب للفن، مرن الفكر متفتح المسام، قابل للآخر، لكننا استيقظنا على كارثة أن وزارة التربية والتعليم صارت هى المورد الرسمى للدواعش، وانضمت إلى المدارس الدينية والحضانات الإسلامية، صار التعليم المصرى هو الوكيل الحصرى لقطع غيار الطالبانيين والبوكوحراميين، والذين لأنفسهم من المفجرين!!، كان الإخوانى يلقى بالأطفال من سطح البيت، وصارت وزارة التعليم تلقى بالطفل من نافذة الفصل إلى نار جهنم السلفيين والإخوان وكتائب الدم، يا وزير التعليم يجب أن تعرف أن الأصنام والأوثان هى تلك الأفكار الداعشية المتخلفة التى تدرّسونها لأطفالنا فى مدارسكم التى صارت أطلال مدارس وخرابات فكر وأوكار تطرف.