الانشطة الطلابية في الجامعات كمتطلبات للفكر التربوي المعاصروالقيمة المضافة
يشير الفكر التربوي المعاصر المتعلق بِجانب الانشطة الطلابية إلى ان معيار نجاحِ المؤسسات التعليمية يقاس اليوم بقدرة هذه المؤسسات على احداث نقلة واضحة في شخصية الطالب، إذ ان مؤسسات التعليم لم تعد بوتقة مغلقة تضم قاعاتٍ للتدريس وحسب،
ولم يعد اهتمامها مرتكزا على الجوانبِ النظرية البحتة من خِلال مناهج مقررة، انما يقع على عاتقِها مسؤولية السعي الجَاد لِتنميةِ الشخصيات الطلابية وصقلها وبالتالي بِناءِ أَجيالٍ متزنة من جَميعِ النواحي الفكرية والجسمية. ومن جانبٍ آخر، ومع ازديادِ أَعداد الخريجين في كثير من التخصصات، فسوق العملِ لا ينتظر من مؤسسات التعليم أن تضخ له شهادات أكاديمية، وإِن تَميزت بالتقديرات العالية، إِنما إِضافة لِذلك ينظر للجانب المهارى الذي يجب أن يجتهد الطالب لتحصيله من خِلال الأَنشطةِ الطلابية بتوجيه وعناية مؤسسـات التعليم في شتى مجالات الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية و ريادة الاعمال المبنية على أسس اخلاقية راسخة مستمدة من تعاليم الاديان السمحاء و القيم الايجابية و المواثيق الاخلاقية للمجتمع .
ان هذه الانشطة الطلابية تستطيع ان تحرز القيمة المضافة لجامعاتنا إذا تم تطبيقها بالشكل السليم ووفق ما أعدت من أجله في اطار من التخطيط الجيد للأنشطة
الذى يبنى على أسس و اهداف تربوية سليمة يراعي في اختيارها أن تكون مناسبة لمستوى الطالب
والإمكانات المتاحة لديه في بيئته و متوافقة مع اهداف البرامج الدراسية للطلاب. كذلك
من المستحسن أن تكون شاملة متوازنة ومتنوعة ومعينة على اكتساب خبرة وظيفية وأن تتضمن
توجيهات كافية لتنفيذها تحت إشراف سليم وإدارة
واعية حتى تكون وسيلة لبناء أبدان الطلاب ووسيلة لتدريبهم على ممارسة العلاقات الاجتماعية
واكتساب الخلق القويم وتنمية الاتجاهات الجيدة. لتوجيه قدرات الطلاب حتى تتكامل شخصياتهم
مع جميع جوانبها ومن ثم تتحقق المهارات المختلفة في كل المجالات وتعزز لديه روح التعاون
والمسؤولية والمبادرة في العمل التطوعي دون أي تردد في الجانب الذي يراه الطالب مناسبا
له. .
و على ما تقدم، نستطيع ان نقول لقد آن الأوان لنظرة مستقبلية من قبل الجامعات و مؤسسات التعليم العالى الاخرى يتم من خلالها تفعيل/تعديل اللوائح الدراسية لديها بان يشمل التقييم الانشطة اللاصفية خارج المنهج الدراسى التي يجب ان يقوم بها الطالب اثناء دراسته الجامعية و تعكس مهاراته الوجدانية.
و هذا يتطلب تبنى مشروعاً جديداً يتم من خلاله ضرورة توثيق الأنشطة خارج المنهج الدراسي والتي يمارسها الطلاب أثناء دراستهم بالجامعة بشكل رسمي، حيث يتم تدوين هذه الأنشطة، والجوائز، والمراكز القيادية التي يضطلع بها الطالب ويتم التحقق من صحة سجل الانشطة وإقرارها من قبل قادة الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين وذلك عند اقتراب نهاية الفصل الدراسي. و على ذلك، و باستثناء ما يحصل عليه الطالب من درجات مقابل القيام بهذه الأنشطة في السجل الخاص به، فان هذ السجل يضطلع بتقديم رؤية أكثر ديناميكية عن تطور الطالب ومهاراته والإنجازات التي يحققها خارج الفصل الدراسي،
كما انه يعد مهم لإضفاء الطابع الرسمي على التعليم خارج الفصل الدراسي بالجامعة. من ناحية اخرى، فان سجل الأنشطة المصاحبة للمنهج
الدراسي سيفيد الباحثين عن فرص عمل أيضاً، حيث أن هذا السجل هو بمثابة الموقف الذي
يكسب فيه جميع الأطراف، حيث يحصل الطلاب على سجل رسمي بالإنجازات التي قاموا بتحقيقها
والتي تعكس إمكاناتهم وقدراتهم الحقيقية، وتميزهم في سوق العمل عن الآخرين، وتزيد من
فرص توظيفهم، أما بالنسبة إلى أرباب العمل، يقدم هذا السجل معلومات موثقة يمكن الوثوق
بها، وتمكنهم من اتخاذ قرارات أصوب فيما يتعلق بتوظيف خريجي الجامعة.
ان سجل الأنشطة المصاحبة للمنهج الدراسي،
والذي يعتبر امتداد للأنشطة خارج المنهج الدراسي،
يعكس مدى مساهمة الجامعة في تقديم التعليم بشكل مهني للغاية، حيث تشكل الأنشطة
خارج المنهج الدراسي جزء كبير من تلك المهنية.
لذلك على الجامعات سرعة المبادرة بما يضمن
تشجيع الطلاب على المشاركة بفاعلية في هذه الانشطة داخل جامعاتهم
بدلاً من النظر إلى هذه الانشطة وكأنها وسيلة لقضاء وقت الفراغ دون النظر الى
فائدتها في تشكيل و بناء الشخصية و مصوغا يرتكز اليه في سوق العمل.