علماء "مصر تستطيع" يشاركون منتدي شباب العالم بخبراتهم فى مجال مستقبل تغير المناخ فى العالم.
الأربعاء 08/نوفمبر/2017 - 05:28 م
شارك كل من الدكتور هشام العسكري، أستاذ علوم نظم الأرض والاستشعار عن بكلية شميد للعلوم جامعة تشابمان بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور هاني سويلم أستاذ التنمية المستدامة، وأحد العلماء المصريين في الخارج في جلسة نقاشية بعنوان "مستقبل تغير المناخ فى العالم" ضمن جدول فعاليات منتدى شباب العالم.
تحدث دكتور هشام العسكري خلال اللقاء عن تأثير العوامل المناخية علي الطاقة المتجددة، من حيث إنشاء المحطات وصيانتها والاستفادة القصوى من إنتاجها وفقا للتغيرات المناخية، وقدم عرضا عن التغييرات المناخية المتوقعة علي العالم ومصر، مشيرة إلى أن ٧٠٪ من الانبعاثات الحرارية تصل لطبقات كوكب الأرض الذي يمتص جزءا من تلك الحرارة وهو ما يؤدى إلى ارتفاع درجات الحرارة.
وتابع قائلًا:"ليس لدينا رفاهية الإختيار، ولابد من مصادر أخرى للحصول على الطاقة، فهناك توقعات بنهاية القرن بحدوث ارتفاع في درجة الحرارة، مما ينتج عنه جفاف أكثر وعدم تماسك التربة، وتزايد الانبعاثات الحرارية، ولابد أن نفكر فى الأجيال القادمة ووجود أفكار لكيفية التأقلم مع هذا الكوكب، خاصة أننا نعيش في زمن أعاصير وزلازل متزايدة كلما اتجهنا لاستخدام الوقود"
وأكد أن هناك فرصة حقيقية للدول التي تقع في نطاق الحزام الشمسي ومنها مصر حيث إن الطاقة الشمسية ستكون هي البديل الحقيقي للطاقات الاخرى وهذا فرصة لمصر، لأن تكون قائد في هذا المجال، موضحا أنه قدم أول أطلس شمسي لمصر لوزارة الكهرباء بالتعاون مع وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، وهو ما سيساعد صناع القرار فى تحديد أفضل الأماكن بالأقمار الصناعية لإنشاء المحطات؛ لاستخراج طاقة متجددة عالية "شمسية ورياح"، وسيصبح لديهم القدرة على قياس الأحمال علي المحطات الكهربية القائمة والتي تعتمد علي الطاقة التقليدية، بهدف منع انقطاع التيار الكهربي بسبب العوامل الجوية.
وأوضح أنه يتعاون مع الدكتور مجدي يعقوب في تحويل المدينة العلاجية بأسوان لتعمل بالكامل بالطاقة الشمسية، مشيرًا الى أن الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب العالمي يرفض استخدام الوقود الأحفوري بالمدينة الطبية الجديدة والذي يقدم خدمة طبية يحتاجها المواطنين.
وأشار العسكري فى ختام حديثه إلى أهمية البدء فى مشروع المليون ونصف فدان، وأهمية قناة السويس الجديدة التى تعد هدية للعالم، وطالب بعدة توصيات تمثلت فى ضرورة عمل خريطة للعواصف الرملية فى مصر، وزيادة النطاق الخضري، وأن يوجه برنامج الفضاء الوطني لأهداف التنمية المستدامة 2030.
ومن جانبه، تحدث الدكتور هانى سويلم خلال اللقاء حول الطاقة والغذاء وعلاقتها بالتنمية المستدامة، موضحا أن العلاقة بين المياه والطاقة علاقة تكاملية، فالطاقة نحتاجها بشكل كبير فى إنتاج المياه ، والتى تؤثر بدورها فى الإنتاج الغذائي، فى حين نتسخدم المياه فى إنتاج الوقود الحيوي من خلال التوربينات التى تديرها المياة فتوفر الطاقة.
وأوضح سويلم أن سبب عدم اتجاهنا لتحلية مياة البحار رغم أننا نملك موارد بحرية كثيرة فى مصر، هو أن 40 % من تكلفة التحلية هى سعر الطاقة المستهلكة، رافضا الاتجاه العالمى الذي ينتج الطاقة (الوقود) من الغذاء، قائلا: "إنها فكرة شريرة، لأننا نستخدم غذاء الفقراء فى تحريك سيارات الأغنياء وهو أمر غير أخلاقي".
وذكر أن الاتجاه العالمي السائد حاليا هو عمل مشروعات صغيرة داخل كل منزل صغير، بحيث يقوم هذا المنزل بإنتاج غذائه وطاقته، وهذا الاتجاه سائد فى الدول التى تستعيض عن الشمس بأفكار لتوفير الطاقة، فى حين أننا لسنا فى حاجة لذلك، لأن أفريقيا تعد من أغنى مناطق العالم وفرة فى الطاقة الشمسية والطبيعية.
أكد سويلم أن مايميز المنطقة العربية، ليس البترول كما يعتقد، بل الشمس والمياة المالحة والرمل والشباب، فهذه العناصر الأربعة إذا اتحدت مع بعضها تنتج غذاء وتنمية، ولهذا يجب كما ذكر دكتور هشام العسكري أن نتوسع فى استخدام الطاقة الشمسية فى مصر، وخاصة أننا نستطيع من خلال هذه الطاقة نتنج الكهرباء، ونستخدم الكهرباء فى تحلية مياه البحار، ثم بنقوم بإستخدام هذه المياه فى عمل أحواض لتربية الأسماك، ومخالفات هذه الأسماك تسمى نترات يتم استخدامها فى تغذية النباتات، فهى عملية متصلة ومتكاملة.
واختتم سويلم حديثه بأنه قام بعمل أول برنامج ماجستير فى العالم عن التنمية المستدامة بمصر، وهو برنامج جاذب للطلاب من مختلف دول العالم، مطالبا فى ختام حديثه بضرورة إنشاء مشروع لإستخدام الطاقة المتجددة لمعالجة تحلية المياة وإنتاج الغذاء لأغراض تدريب الشباب على التكنولوجيا الحديثة فى دمج مجالات الطاقة والمياة والغذاء.