خدعوك فقالوا " كرامة وهيبة اعضاء هيئة التدريس "
على غرار إستخدام
شعار "إستقلال الجامعات" وتفسيراتها المتعددة على حسب الأهواء والرغبات سواء
من قبل المسئولين أو التيارات السياسية، أو كأصل للكلمة وما كانت تهدف له فى الأساس..!
نجد إستخدام شعار "كرامة وهيبة أعضاء
هيئة التدريس" بنفس الشكل والأسلوب سواء من قبل المسئولين أو من قبل التيارات
السياسية أو كأصل للكلمة وأهدافها بشكل مرتبط بتقدم وإصلاح الجامعات ..!
شعار "إستقلال الجامعات" يستخدمها
المسئولين لتوظيفها فى مجال الإستثمار والبزنس، بالدعوة للإستقلال المادى ورفع الدولة
يدها عن دعم الجامعات ماليا، ويتم غض البصر عمدا عن مدلول الكلمة فعليا..! والتشبث
بهذا التفسير فى كل حديث لهم برفع شعار "استقلال الجامعات" لإنهاء دور الدولة
المالى, ودخول رجال الاعمال فى الإستثمار بهذا المجال ..!
أما التيارات السياسية فتسخدمها من حيث
جانب الإستقلال الأمنى والإدارى، للسماح بربط السياسة مع العملية التعليمية، وتوظيف
الجامعات كساحات حزبية، تخدم أهدافهم وإنتمائهم السياسي، ولا يهمهم التفسير الاصلى
الذى خلق من أجلة هذا المصطلح..!
وبالعودة لأصل الكلمة فهي وضعت لتحقيق إستقلال تعليمي
وبحثى بعيدا عن أى تدخلات فى العملية التعليمية والبحثية، فلا توجد أي علاقة للسياسة
والأحزاب بالعملية التعليمية والبحثية، ولا علاقة لإستقلال الجامعات بالإستقلال المادى ولا الاستقلال الأمنى، لإن الجامعات
تابعة للدولة ماليا وأمنيا ومستقلة تعليميا وبحثيا وإداريا .
أما كلمة كرامة وهيبة أعضاء هيئة التدريس
فنجد المسئولين دائما ما يطلقونها عند ظهور
أي مخالفات من أي عضو هيئة تدريس..!
فهم ينظرون لأقل خطأ بأنه يقلل من كرامة
وهيبة عضو هيئة التدريس وصفته الجامعية..!
ويتغافلون عن مدلول الكلمة وشموليتها فعليا والحقوق والواجبات لكلا الطرفين..!
فهناك واجبات على الدولة تجاة أعضاء هيئة
تدريسها، وهناك واجبات على أعضاء هيئة التدريس تجاه مهنتهم ووطنهم العزيز .
أما التيارات السياسية والقليل من أعضاء
هيئة التدريس الغير ملتزم بواجباته يستخدمونها للتنصل من اى إلتزامات أو واجبات أو
إجراءات قد تفرضها القوانين واللوائح والقرارات، أو تفرضها الظروف و الخطط الاستراتيجية.
أما أصل تلك الكلمة وشموليتها فهى عدة إجراءات
الكل مسئول عن تنفيذها كمسئولين أو أعضاء هيئة تدريس أو مجتمع, وكبداية لابد من توفير رعاية شاملة من كافة الجوانب
تكون الدولة ملزمة بتوفيرها لتلائم صفة عضو هيئة التدريس وتحقق كرامته وهيبته، لتشمل
رعاية مادية وعلمية وصحية وإجتماعية للعضو وأسرته لتستمر بعد بلوغة السن القانوني للمعاش.
وفى نفس الوقت عضو هيئة التدريس عليه التزامات
وواجبات لمهنته ووطنه، من حيث تطوير قدراته وتنميتها والاهتمام بالثقافة العام ليكون
قدوة لطلابه في العلم والثقافة والمظهر والسلوكيات، بمراعاة أساليب الحوار والنقاشات
والأخلاق والمعاملات، ما بينه وبين الطلاب أو بينه وبين زملاءه، أو بينه وبين الإداريين
وأى فرد أو مؤسسة فى هذا الوطن, ولا يمكن أن يقف المجتمع كمتفرج بدون أن يكون هو الآخر
ملتزم بواجبات تجاة مؤسساته التعليمية وعلمائه، وحفظهم ودعمهم ورعايتهم, ورفض أي محاولة
للإقلال من مكانتهم أو تشويههم لتستمر صورة أستاذ الجامعة أو أستاذ المدرسة لها مكانتها
الرفيعة داخل المجتمع احتراما وتقديرا للدور الهام الذي يقومون به.
لابد ان تتغير نظرتنا للأمور لتصبح نظرة
شمولية، نضع أهدافنا وأولوياتنا نصب أعيننا ونرفض الشكليات والمظاهر الخادعة والشعارات
التى لن يكون لها أى جدوى ولا فائدة .. إلا مظاهر خادعة ..
فالربط ما بين حضور وغياب عضو هيئة التدريس
وبين شعار "هيبة وكرامة عضو هيئة التدريس"
هو ربط منقوص وخاطئ , لإن ليس هذا الامر هو الذي سيقلل من هيبة وكرامة الاستاذ الجامعى
طالما يتم فى أطار الإحترام والذوق واللباقة فى المعاملة ولن يضر العضو الملت, ولكن
ما سيقلل من هيبة وكرامة عضو هيئة التدريس هو البحث عن المصالح الشخصية وطغيانها على
المصلحة العامة, والأدوار المنقوصة للدولة والمجتمع والأساتذة، فإهمال الدولة لرعاية
أساتذة الجامعات علميا وثقافيا وماديا وصحيا وإجتماعيا يتسبب بالتبعية في إنشغال عضو
هيئة التدريس بعمل خاص ليوفر له ولأسرته ما قصرت فية وظيفته الأساسية , وقبل كل ما
سبق يصبح إهمال عضو هيئة التدريس لنفسة أمام هذا المجتمع لنجد
الجميع يكذب على الكل ...
*دولة ترفع شعار الاهتمام بالتعليم والبحث
العلمي.. وهي في الحقيقة تهمله ولا تفعل شئ.!
*مجتمع يرغب في تقدم وطنه وتطوير تعليمه...
وهو يسئ للتعليم والقائمين عليه بوسائل إعلامه ومسلسلاته والميديا ومواقع التواصل..!
*طلاب يلتحقون بالتعليم وهم رافضون للتعلم
..!
*أعضاء هيئة تدريس يعلمون بأن هناك جوانب
قصور في المناهج والقوانين ونظم الترقيات والأبحاث بالكيلو .... ولا يحركون ساكنا لإصلاح
العيوب ...!
ترى من أين نبدأ بالحل..؟؟