رئيس جامعة طنطا الجديد
الأحد 29/أكتوبر/2017 - 05:30 م
من المتوقع انه فى خلال الشهور القليلة القادمة سيصدر قرارا بتعيين رئيسا جديدا لجامعة طنطا بعد خلو المنصب لمدة قاربت عام ونصف، وهي سابقة لم تحدث في أى جامعة من قبل..! وبسبب ذلك ولغيره فإن العديد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة ظلوا طوال الفترة الماضية في انتظار القيادات الجديدة في جو من التوتر والترقب وأصبح الحديث الشائع بين أفرادها هو من سيأتي.؟ وكثرت اتصالات وسفريات وشكاوى المشتاقين للمناصب وما أكثرهم..! والسبب في هذا كله يعود إلي المزايا المادية والنوعية لهذا المنصب وكذا عدم وجود معايير واضحة ومعلنة وشفافة لاختيار القيادات الجامعية... وهذا في حد شأنه يعد كارثة خاصة وقد رأينا بعض رؤساء الجامعات وبعض نواب رؤساء الجامعات الذين تم تعيينهم في مناصبهم وهم غير متفرغين لمناصبهم واستمروا سنوات وسنوات في أعمالهم بل إن بعضهم أحيل إلي المعاش ولم يتفرغ علي الرغم من مخالفة ذلك للائحة التنفيذية لقانون الجامعات كما رأينا رؤساء جامعات ونواب رؤساء جامعات لايقيمون بالمحافظات التي تقع فيها جامعاتهم، بل إن بعض العمداء والوكلاء في كليات الجامعة لايقيمون داخل المحافظات التي تقع فيها جامعاتهم لدرجة أنه في وقت من الأوقات كان القطار ومحطته من أهم المواقع الإستراتيجية لصنع القرارات....!
والحقيقة أن المتطلعين للمناصب كثيرون لكن أغلبهم ربما لم يعرف الطريق..! ومعظمهم يجهل الطريقة التي يتم بها حاليا اختيار القيادات لأنهم يعيشون في الماضي حيث كان يتم اختيار الواقفين بدلا من المتحركين مع تفضيل النائمين علي اليقظين والساكتين علي الناطقين والسائلين بدلا من العارضين وأهل الثقة بدلا من أهل الخبرة .
ولما كان التعليم العالي يهدف إلي المحافظة علي الموروث الثقافي والعمل علي تطويره ونشره, والحفاظ علي القيم الاجتماعية والمثل العليا للمجتمع ويعمل علي نشر المعارف والعلوم من خلال مؤسساته واعتماد إجراء البحوث العلمية وسيلة للتقييم والتطوير والاختراع, وكذلك العناية بالتكنولوجيا المعاصرة, والعمل علي تقديم الفكر الصحيح البعيد كل البعد عن التطرف وغرس الوعي في الأجيال المتعلمة من خلال البرامج والمناهج المقدمة لهم
لذلك فأننا نأمل في أن المولي سبحانه وتعالي أن سيوفق اللجنة المختصة ووزير التعليم العالي في الترشيحات التي سيصدرعلي أساسها القرار الجمهوري ونتمني أن تتوافر في القيادة الجديدة مواصفات أساسية أهمها لقدره علي تحويل التعليم الجامعي من الجمود إلي المرونة, ومن التجانس إلي التنوع, ومن ثقافة الحد الأدني إلي ثقافة الاتقان، ومن ثقافة الاجترار إلي ثقافة الابتكار, ومن ثقافة التسليم إلي ثقافة التقويم, ومن السلوك الاستجابي إلي السلوك الإيجابي, ومن القفز إلي النواتج إلي المرور بالعمليات ومن الاعتماد علي الآخر إلي الاعتماد علي الذات.. كل هذا يجعلنا نأمل في أن تكون تلك القيادة الجديدة، جديده فعلا!! كما نتمني أن تكون القيادة الجامعية الجديدة متفرغة لعملها وموجودة في مناطق عملها جميع الأوقات وتفكر قبل أن تصفق وتقويم قبل أن تكافئ وتحاسب قبل أن تعاقب وتعطي قبل أن تأخذ.