التغيير بين التخطيط والتخبط ...!
الأربعاء 25/أكتوبر/2017 - 12:56 م
التخطيط هو وسيلة لادارة الموارد وآلية للتنسيق بين القرارات أو التصرفات التي تتخذها المؤسسات أو وحدات في مختلف مستويات صنع القرار. والتخطيط الاستراتيجي هو تخطيط بعيد المدى يأخذ في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية ويحدد القطاعات والشرائح المستهدفة وأسلوب المنافسة بغية تحقيق أهداف محددة لمؤسسة أى أنه عملية متجددة يتم تحديثها كل فترة لدراسة المستجدات والتحديات والتهديدات الخارجية والداخلية..
ويمكن تعريف التخطيط الاستراتيجي ببساطة علي أنه تحديد لإتجاه المجتمع أو المؤسسة أو أى حركة في المرحلة المقبلة لتحديد إتجاه الدولة أو المؤسسة أو الحركة ؟ وكيفية الوصول إلى هذا الهدف من خلال أجراء عمليات تغيير؟ ويجب أن يعتمد التغيير على التخطيط كما يجب أن يستوعب الجميع ويقتنعوا بأسباب التغيير وأهميته..
وفي المجتمعات المتقدمة يقود التخطيط الإستراتيجي عملية التغيير بقصد تحقيق الهدف..! وغالبا ما تكون أهم أسباب التغيير الإخفاقات الإقتصادية أوضعف أداء القيادات أما في المجتمعات النامية فأن أهم أسباب التغيير هي الجو السياسي العام والضغوطات الشعبية أو الخارجية، وشتان بين الأسباب في الحالتين...!
وعقب ثورة يناير المباركة تعالت أصوات الحناجر المطالبة باحداث التغيير في كل المواقع علي أرض المحروسة..! وطبعا لم تستند تلك المطالبات الي سند علمي أو تخطيط استراتيجي ولكن البعض تصورا أو صور لهم أن تغيير النظام السياسي يتطلب تغيير كل شىء ومن أجل لاشىء...! لدرجة أنني تصورت في وقت من الأوقات أن 50% من الشعب ينشدون تغيير النصف الآخر...!
ومن ثم فأنني أناشد السادة أصحاب السلطة وأصحاب الكلمة المسموعة أن يبثوا في الناس ثقافة التغيير بشرط أن يتم وفق التخطيط الإستراتيجي بعيدا عن التخبط الذى يلبس عبائة الثورة..! يجب علي الذين يطالبون بالتغيير إبداء أسباب التغيير في أى موقع ومبرراته وهدفه وكم أتمني أن يكون ذلك من واقع تقييم الأداء بعيدا عن الأهواء الشخصية وعملية تصفية الحسابات، لأن مصلحة الوطن يجب أن تكون فوق كل إعتبار وكل من يحمل الجنسية المصرية له حقوق علي المجتمع وعليه واجبات
ومن هذا المنطلق فأنني أرى أنه لايمكن أن نربط الجواد خلف العربة ونطلب منه دفعها للأمام..! لأن الوضع الصحيح أن يكون الجواد أمام العربة وليس خلفها كي يتمكن من جرها..
وبالقياس نطالب بوضع المعايير وتحديد الأهداف قبل احداث التغيير خاصة في الجامعات باعتبارها عقل المجتمع والمدرسة التي يتشبع فيها الدارس بثقافة الحياة الديمقراطية كما يتعلم كيفية تطبيق الأساليب العلمية للمساهمة في ايجاد الحلول لمشكلات المجتمع..
وللأسف الشديد فأنني كنت أتوقع من الشباب، صاحب ثورة 30 يونية الراقية والعظيمة أن يقودوا مع المخلصين من قيادات التعليم ثورة ضد الدروس الخصوصية وتدني مستوى التعليم بدلا من الإكتفاء بالمطالبة بتغيير القيادات الأكاديمية فقط لاغير..!
اد/ محمد نبيه الغريب
استاذ متفرغ بقسم التوليد وامراض النساء
بكلية الطب جامعة طنطا