التكنولوجيا الحديثة تمنعُ الخِدَعَ
الإثنين 23/أكتوبر/2017 - 02:23 م
فيما مضى كانت الحروبُ تقومُ على خداعِ العدو، إما بدثِ معلوماتٍ خادعةٍ، أو بمباغتتِه ليلًا.. لذا فقد ظهرَ حديثًا دورُ المخابراتِ والتنصتِ الإلكتروني، الصوتي والمرئي.. شبكاتُ المجساتِ الإلكترونيةِ تتابعُ ميادينَ المعاركِ وتنقلُ معلوماتٍ دقيقةٍ عن ما يدورُ بها نهارًا او ليلًا.. ولعلنا نرى ما تقومُ به الطائراتُ بدون طيارٍ، ولعلنا نتذكر كيف تمَ اصطيادُ أسامة بن لادن في جنحِ الليلِ. مع التكنولوجيا الحديثة لا حاجةَ لقصاصي الأثر في الصحراءِ، فهي البيئةُ المثلى للحربِ الإلكترونية حيث تنكشفُ تمامًا، ولن يكونَ للوجودِ أعلى تبةٍ أيةُ ميزةٍ بل ستكونُ وبالًا لقربِها من النيران التي تنصبُ من فوقِها..
من الفطنةِ التعلمُ، هل تستطيعُ نملةٌ تخطي الحدودَ الإسرائيلية؟ ما هو آخرُ كمينٍ تعرضَ له جنودٌ إسرائيليون؟ وعلى فرضِ حدوثِه كيف كانت العواقبُ؟..
الروحُ البشريةُ غاليةٌ ولا يجوزُ التفريطُ فيها لذا تكونُ التكنولوجيا مهما غلا ثمنُها. الآلةُ مطيعةٌ، لا تنامُ ولا تتعبُ ولا ترتشي، لا تغيرُ جلدَها. يتعاملُ معها الفردُ المناسبُ المؤهلُ، لا الهجاصَ ولا الهِمباكَ ولا بتاع الثلاث ورقات..
نحن في عصرِ العلمِ الحقيقي بأشخاصِه الأمناءِ ومن يقدرُهم، لا سحرَ ولا شعوذةً. ربنا يطمئننا على مصر من طولِ معاناةٍ.
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس