"جابر نصار" يغرد خارج السرب بنموذج مصري فريد
قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق ، في تاريخ مصر الحديث ومضات تبعث علي الأمل والتفاؤل في مستقبل أفضل وتدل علي قدرة هذا الوطن في النهوض والتقدم إلي الأمام لبناء دولة قوية غنية متقدمة في وقت قياسي
اضاف "
نصار " عبر صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك
" ، وسوف نضرب الأمثلة لذلك :
المثال الأول
: محمد علي وكيف بدأ في بناء مصر الحديثة ؟
نموذج محمد علي
نموذج فريد يؤكد قدرة هذا الوطن في التقدم والريادة في فترة زمنية قياسية لاتقاس في
عمر الزمن
تولي محمد علي
حكم مصر سنة 1805 وكانت مصر ليست دولة بالمعني المعروف فقد كانت ولاية عثمانية تراخت
عنها يد الحاكم العثماني حتي تحولت الي حكم مجموعات متعددة من المماليك فقد كانت كل
مجموعة من المماليك تحكم جزءاً والوالي التابع للدولة العثمانية يرتضي من هذه المجموعات
من المماليك الحصول علي جزء من الضرائب والمكوس مقابل إطلاق أيديهم في الشعب وكان الوالي
بدوره يقتسم هذا الجزء مع السلطان العثماني
وجاء محمد علي
وتخلص من المماليك وبدا في بناء الدولة المصرية وأهتم بالتعليم وارسال البعثات ليس
فقط للحصول علي درجات علمية ووظيفية وإنما لنقل التكنولوجيا والعلوم والثقافة والفنون
واستقدام الخبراء التكنوقراط لإقامة بنية تحتية ثقافية وصناعية وعلمية ونجح محمد علي
ونجح معه الشعب المصري في تقديم نموذج جديد لدولة حديثة قوية تتقدم في كل الملفات
أصبح لها جيش قوي
يحارب في الحبشة لتأمين منابع المياه وشرقا لتأمين الدولة الحديثة ثقافيا وفكريا وشمالاً
لتأكيد إستقلالها عن التاج العثماني الذي ترهل وفسد وتحولت الدولة إلي دولة حديثة إداريا
واقتصاديا وأصبح لها تأثير في محيطها بل وفِي الغرب أيضاً
تجربة محمد علي(
نموذج نهضة ) لم تستغرق زمنا حتي آتت ثمارها المرجوة والمدهشة ولولا أن تكالبت عليها
الأمم من كل حدب وصوب لكسرها في معاهدة لندن سنة 1940 لكان لمصر شأن عظيم ولكن للاسف
وخُنقت التجربة في مهدها وجرفت بعد ذلك باحتلالها وكسر إرادتها
علي الوجه المعروف
للكافة ولكن يبقي المثل للعبرة والتأسي والعمل والإنطلاق
مصر قادرة وتملك
الإمكانات العظيمة والشعب القادر علي التقدم وبسرعة
شعب محب للإصلاح
وداعم له ماقام هذا الإصلاح علي الشفافية والعدالة والنزاهة والإهتمام بالتعليم والثقافة
والفنون
هل لنا أن نعيد
قراءة تاريخنا ونخرجه من طوَّق الإهمال والتجاهل ؟
إلي اللقاء في
المثال الثاني