حصاد الأسبوع التعليمى.. طارق شوقى: فرص استثنائية للمعلمين.. ودعم معلمى الحاسب الآلى.. أعلم بالفاسدين الموجودين بالوزارة.. وحصر المكافآت وتقنينها.. ولا خوف من نظام الثانوية العامة الجديد

 

قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن المعلمين سيحظون بفرص استثنائية لأول مرة لم تحدث من قبل خلال الفترة المقبلة، حيث ستكون هناك تدريبات جديدة وتنمية مهنية ومحاولات لتحسين الأوضاع المالية، وهذا الأمر يحتاج موافقات وميزانيات وخطا زمنيا، وأن هذا الأمر يتم مناقشته على أعلى المستويات.

وقال الوزير إن هناك تدريبات ضخمة لمعلمى المرحلة الابتدائية، وتدريبات لاستخدام بنك المعرفة، وكل هذا يتم بالتنسيق مع الأكاديمية المهنية للمعلمين. 

وأكد أنه من أشد الداعمين لتدريس مادة الحاسب الآلي "الكمبيوتر" ومعلمي هذه المادة، خاصة أن النظام الجديد معظمه قائم على النظام الرقمى، مشيرًا إلى إن الوزارة تنوي تمييز معلمي الحاسب الآلي بتدريبات خاصة جدًا لأنهم سيشاركون في تطبيق منظومة التعليم الجديدة بالمدارس، لافتًا إلى أنه جارٍ تطوير المادة والمنهج الخاص بها، ليتم تعليم المادة بطريقة صحيحة، وليس بالطريقة التقليدية.

وأكد شوقى أن هناك عناصر فاسدة في كل مكان لكن التعميم خطأ، قائلًا إننى أعلم بالفاسدين الموجودين وقال : سأتحمل تعقب الفساد، ولن نتستر عليه، مضيفًا إلى أن هناك أنواعا من الفساد (فساد إدارى، وفى الاختيار، وفى الكفاءة، وفى تعطيل التطوير)، ولن نسمح بانعدام الكفاءة ولا العدالة في التوزيع، مشيرًا إلى أننا نحتاج قيادات متوافقة مع نظام التعليم الجيد لتحقيق الهدف، مؤكدًا أنه تم تشكيل لجنة لاختيار القيادات، وسيتم نشر إعلانات بالصحف لتعيين الأكفاء وبها وصف واضح للوظيفة وموضوعة بطريقة شفافة، وهذا بناءً على طلب الجميع وتدعيمًا للعدالة.

وقال شوقي إنه تم تشكيل لجنة لحصر المكافآت بكل أنواعها بالوزارة؛ لإعادة صياغة توزيع هذه المكافآت لمن يستحق ويبذل الجهد فى العمل؛ لضمان وجود موظف كفء، وعدم الشكوى.

وأضاف أنه تم عمل تغييرات كثيرة فى قطاع الكتب، وكيفية التعامل مع الناشرين، وعدد الطباعة، والسعى إلى التحويل الرقمى؛ لتوفير النفقات، لتوجيهها لتحسين أوضاع المعلمين ، مشيرًا إلى أنه تم توفير 600 مليون جنيه من التكاليف التي كان يتم دفعها في طباعة الكتب المدرسية هذا العام.

كما أعلن أنه سيتم تشكيل عدة لجان وهى: لجنة قيادات جديدة، ولجنة تنمية موارد واستغلال الأصول والخريجين، لاستغلال كل الأموال المهدرة لتحسين أحوال المعلمين وتحسين المنظومة كلها بعيدا عن موازنة الدولة، كما سيتم تفعيل لجنة مكافحة الفساد.

وبالنسبة للتغذية المدرسية، قال الوزير أنه يتم التعاون مع العديد من الوزارات وأجهزة الدولة، ونعمل على تغيير طرق التعاقد؛ لنصل إلى مستوى أعلى وأكثر تنظيمًا فى التغذية المدرسية.

وفيما يتعلق بالنظام التعليمي الجديد، قال شوقى إننا نبحث عن حل مشاكل النظام التعليمي الموجود، ولدينا الكثير من الخطط، وتم لقاء جميع سفراء الدول المهتمة بتطوير التعليم، مثل فلندا وسنغافورة، وتم الاطلاع على تجاربهم، ونسعى إلى إعداد منهج مصرى كامل قائم على غرس القيم، والهوية المصرية، وتكوين شخصية الطفل، وتقييم المهارات، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان عن مكونات هذا النظام بعد الانتهاء منه، مضيفًا أنه سيتم وضع معايير لانتاج نموذج مصرى، وشهادة مصر الدولية.

وقال الوزير إننا نعمل بشكل مختلف وليس تقليديًا، ونحتاج الكثير من الوقت، كما نعمل على تغيير القوانين، حيث إن قانون التعليم الجديد سيكون مختلفا، وهناك العديد من القرارات التى صدرت على سبيل المثال كتيب لقرارات تخص ذوى الاحتياجات الخاصة، وهناك قرارات ستصدر خاصة بالمدارس الخاصة والدولية.

وأشار إلى أن هناك نظاما جديدا فى العام الدراسى 2018 /2019 لطلاب الصف الأول الثانوى يطبق فيه نظام الثلاث سنوات فبدلًا من نظام المجموع على امتحان واحد يكون المجموع تراكميا على عدة امتحانات، كما سيتم تطبيق نظام تعليم مختلف على من سيلتحقون بمرحلة رياض الأطفال من العام المقبل.

وأوضح أنه سيتم توزيع كتاب ألف اختراع واختراع للمطالعة ليتعرفوا على علمائنا العرب وهو كتاب تكفلت دولة الإمارات بطباعته لتوزيعه على الطلاب.

وطالب شوقي الرأي العام بالثقة فى الوزارة وعدم الخوف من نظام الثانوية العامة الجديد ولا نظام التعليم الجديد، مشيرا إلى أن الوزارة تراعي جيدا جميع مخاوف المجتمع، وأن هناك خبراء على أعلى مستوى شاركوا في وضع هذه الأنظمة.

من جانبه أكد الدكتور محمد عمر مدير صندوق تمويل ودعم المشروعات التعليمية، أنه بناءً على توجيهات الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، سيبدأ هذا العام تدريب 500 ألف معلم من مختلف المراحل التعليمية، والأولوية ستكون لمعلمى المرحلة الابتدائية ثم الثانوية، ثم الإعدادية، تنفيذًا للخطة التى تعمل عليها الوزارة بالتعاون مع برنامج المعلمون أولًا.

وأضاف عمر أن الأكاديمية المهنية للمعلمين اعتمدت ترقية 516 ألف معلم، وتثبيت متعاقدي شهر 6 و7 من مسابقة 30 ألف معلم، وغيرهم من المتقدمين خلال مدة 45 يومًا؛ وذلك بعد الانتهاء من إصدار ملحق قرار تقليل الاغتراب.

وأكد أنه تم بحث بدائل محو الأمية، وسيتم إصدار نشرة منظمة بالبدائل خلال أسبوعين، بالإضافة إلى إصدار قرار ملحق بإعادة المغتربين، وذلك بعد تفريغ الاستثمارات الإلكترونية قبل بدء العام الدراسى الجديد.

كما أعلن عمر عن أنه بناءً على تكليفات الدكتور الوزير، سيتم تعيين ثلاثة معاونين لوكلاء الوزارة بالمديريات التعليمية من شباب المعلمين، وسيتم اختيارهم من المديريات بحيث لا تزيد السن على 40 سنة، وستصدر عن الوزارة بطاقة الوصف الوظيفى لكل معاون ومهام عمله، وسيكون التعيين بنظام التكليف ولمدة عام؛ وذلك لتكوين صف ثانٍ وثالث من القيادات وتمكين الشباب وتطوير الأداء، مشيرًا إلى أن أحد هؤلاء سيكون معاونا لشئون المعلمين.

وأوضح أن الوزارة تعمل مع النقابة العامة للمعلمين، لتعديل قانون النقابة لرفع المعاشات والخدمات المقدمة للمعلمين، وإعادة دور أندية النقابة والندوات الثقافية، بالإضافة إلى التعاون فى برامج التدريب وتطوير الأكاديمية المهنية للمعلمين.

وعلى جانب آخر.. أكد الدكتور أحمد الجيوشي، نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفني، أنه جار العمل على تطوير منظومة التعليم الفني في مصر، من خلال الاهتمام بأربعة محاور: المدرسة، والمنهج، والمدرس، والشراكة بين التعليم وسوق العمل.

وقال الجيوشي، خلال برنامج "من ديوان الوزارة" الذى يذاع على القناة الرسمية لوزارة التربية والتعليم عبر "يوتيوب"، أن مناهج التعليم الفني كانت تعاني من مشاكل كبيرة جدًا، وبعد بحث ودراسة لتجارب العالم وجدنا أن العالم يعتمد على أسلوب الجدارات المهنية، وبناءً عليه حصرنا المهن الموجودة عندنا ووجدنا أنها 220 مهنة، وعملنا على حصر مواصفات هذه المهن بسوق العمل بالتعاون مع مشروع "تيفيت 2" لإنتاج المناهج الدراسية المناسبة لكل المهنة.

وأضاف: "تم تحويل 25% من هذه المهن إلى برامج دراسية جديدة بالفعل وفق هذا الإطار العام في قطاع الزراعة وقطاع الصناعة وقطاع الفندقة"، مشيرًا إلى أن تطبيق المناهج الجديدة لن يبدأ من العام الدراسي المقبل ولكن سيبدأ من العام الدراسي بعد المقبل.

وأشار الجيوشي إلى أن الوزارة تخطط لأنه في 2018/2019 سيتم تطبيق المناهج الجديدة في كل منظومة التعليم الفني، لأن التطبيق يحتاج أولًا إلى تدريب 100 ألف معلم على هذه المناهج الجديدة.

وأكد الجيوشي أنه سيتم البدء بقطاع مدارس الخمس سنوات في كل التخصصات (دبلوم صناعي ، وزراعي، وتجاري ، وفندقي).

وأضاف أن مدرسة الضبعة ستعد أول مدرسة تعليم فنى للطاقة النووية السلمية فى مصر وفى العالم العربى.

وقال الجيوشي، إن معايير اختيار طلاب هذه المدرسة لن تقل عن معايير اختيار طلاب الكلية الحربية؛ لأن الخريج سيحصل في النهاية على فرصة عمل فى محطة الضبعة النووية.

وأعلن الجيوشي أنه سوف يتم إنشاء الجامعة التكنولوجية أو "التعليم الفنى العالى" لاستيعاب نسبة أكبر من طلاب التعليم الفني.

كما أكد الجيوشي ، أنه تمت الموافقة على أحقية طلاب مدارس تكنولوجيا المعلومات فى الشروق والإسماعيلية بالتقدم بالمعادلة حتى يتم التحاقهم بكليات الحاسبات والمعلومات.

وقال: "بناءً على ما سبق ذكره، نؤكد أن طالب التعليم الفني في المرحلة المقبلة سيحظى بــ 3 فرص وهى: العمل فى مهنة أو استكمال التعليم الجامعى الحكومى أو الالتحاق بالجامعة التكنولوجية".

وشارك الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، خلال الاسبوع الماضي فى فعاليات مؤتمر (التعليم والإرهاب)، بحضور حسين بن إبراهيم الحمادى وزير التربية والتعليم بدولة الإمارات، والدكتور ماجد النعيمى وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين ونخبة من المهتمين بالتعليم، والباحثين، والمفكرين.

وأشار شوقى خلال كلمته بالمؤتمر أنه من أجل توعية أبنائنا الطلاب وتحذيرهم من الاستقطاب باسم الدين اتخذت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية خطوات مبكرة؛ لتقوية الحس الوطني للطلاب، وترسيخ أفكار المواطنة، والتعايش السلمي، وقبول الآخر في أذهانهم كان من بينها تضمين المناهج الحالية أكثر من (25) قضية منها على سبيل المثال لا الحصر: السياحة وتنمية الوعي السياحي للطلاب، ومحاربة الإرهاب والتطرف، ونبذ العنف، والمواطنة الفعالة، والتسامح، والأمن القومي، والبيئة وحمايتها وتجميلها، والصحة الوقائية والعلاجية، وكلها قضايا ذات أهمية كبرى تؤثر على الاقتصاد القومي، بل إن بعضها يعد عوامل حسم في جذب فرص الاستثمار وتنمية اقتصاد الوطن.

وأوضح شوقى أنه يتم حاليًا إعداد ثلاثة كتيبات للأنشطة للصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية ترتكز على مجموعة من القيم؛ وذلك إيمانًا من الوزارة بأن التربية منذ الصغر على تلك المفاهيم هي الضمانة الأساسية لتنشئة جيل متزن، راسخ العقيدة، متسامح مع نفسه ومع الآخرين. 

وأضاف شوقى أن ما اتخذناه من خطوات لا يعني أننا أدينا كل ما يجب علينا، بل ينبغى أن نبذل مزيدًا من الجهد، وأن نسير في مسارات غير تقليدية تحقق لنا نتائج كبيرة في زمن قصير، فلم نعد نملك رفاهية ضياع الوقت دون بذل أقصى جهد لاجتثاث الإرهاب من أوطاننا، وإنقاذ شعوبنا من مغبته، مشيرًا إلى أننا نصمم نظاما تعليميا جديدا يبنى الشخصية، ويدرب النشء على التفكير والبحث، وقبول وفهم الآخر.