السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

القبول بالجامعات.. ونهضة الأمم

الجمعة 18/أغسطس/2017 - 04:58 م

يقاس السعى إلى تقدم الأمم بمدى اهتمامها وسعيها نحو تطوير منظومة التعليم وتحديثه بما يناسب الحياة، والإرتقاء بالاقتصاد لانه لا يوجد تقدم أو ارتقاء بدون تعليم جيد يخدم فكر ومواهب الطلاب المختلفة..

ولعل الدعوات التى تتردد هذه الأيام بوزارتى التعليم والتعليم العالى من تطوير التعليم، والسعى إلى تخريج أجيال من الجامعات قادرة على تحمل هذه المسئولية من الدعوات المحمودة والمطلوبة فى هذا الوقت الذى تتجه فيه دولتنا نحو التطوير والتقدم من خلال اعتماد التعليم كأحد أهم الأدوات فى ذلك التطوير..

ويعتبر التفكير فى تطوير نظام القبول بالجامعات من أهم الوسائل للوصول إلى تلك الغاية وفى نظرة بسيطة واقعية إلى نظام القبول الحالى، نجد ان من يستطيع تحصيل وإستيعاب أكبر جزء من مجموعة من المقررات يستطيع دخول الكلية التى يريدها.. وتقييم هذا والاستيعاب يتم من خلال امتحان نظرى فى كل مقرر.. وأياً كان نظام الأسئلة فى تلك الإمتحانات عن طريق قياسها مهارات ذهنية مختلفة، إلا أنها لم تأخذ فى الاعتبار باقى القدرات البشرية، كما أنها لم تأخذ الاختلاف فى آداء الطالب فى أوقات مختلفة..

وبنظرة موضوعية من خلال تجاربنا فى التعليم الجامعى، فأننا نجد ان هناك بعض الطلاب المتفوقين علمياً طبقاً للمقياس الحالى يتعثرون فى دراستهم الجامعية فى الكليات التى نسميها كليات القمة!!  لماذا إذن يحدث ذلك؟.. عندما جلسنا فى جامعة بدر بالقاهرة مع هؤلاء الطلاب وتحاورنا معهم، ظهر شيئاً واضحاً جلياً ان هؤلاء الطلاب يملكون قدرات غير محدودة ولكنها فى اتجاه آخر غير تلك الدراسة التى التحقوا بها، وكان علينا التوفيق بين قدراتهم والدراسة التى يلتحقون بها وإعادة توجيههم نحو المناسب لهم، وذلك من خلال منظومة الكليات المختلفة الاتجاهات كالمجموعة الطبية شاملة كلية التمريض، والدراسات الإنسانية شاملة الإدارة والعلوم المالية والاقتصادية واللغات والترجمة، فضلاً عن كلية الهندسة وتعظيم القدرات الإبداعية فى كليتى الفنون التطبيقية والعلوم السينمائية والمسرح والموسيقى..

إذن يجب علينا جميعاً السعى إلى التوفيق بين قدرات الطالب الشاملة وبين نوعية الدراسة التى سوف يلتحق بها قبل أن يلتحق بدراسة لا يجد فيها نفسه ويمكن ان يتعثر بها.. ذلك يمكن أن يتم عن طريق تطوير نمط القبول بالجامعات، بحيث يكون هناك أكثر من معيار للالتحاق بأى دراسة..

معيار القدرة على التحصيل مطلوب لكن يجب ان يضاف إليه مقياس واختبار متعدد الاتجاهات يقيس المواهب والإمكانيات المختلفة لدى المتقدم، ويصمم هذا الاختبار بحيث يكون مناسب لكل نوعية من الدراسة ليلتحق الطالب بها فى النهاية.. على أن تكون تلك الاختبارات من خلال آلية تضمن الشفافية والتقييم الفورى والالكترونى للطلاب..

 أ.د . إبراهيم القلا: قائم بعمل نائب رئيس جامعة بدر بالقاهرة لشئون التعليم والطلاب