ماهوسراختيارالخشت ؟؟
بعد أن أعلن وزير التعليم العالي عن تعيين د سعيد الضو قائما بأعمال رئيس جامعة القاهرة فوجئ الكثيرين بقرار جمهوري بتعيين الاستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت رئيساً لجامعة القاهرة.
وثارت تساؤلات لدي البعض عن الحكمة من اختيار د الخشت تحديدا. بالطبع لسنا في معرض المقارنة بين القيمة العلمية للدكتور الخشت والمرشحين الآخرين د محمد لطيف و د عمرو عدلي فكل منهم قامة يشار لها بالبنان. وإنما الأمر يتعلق برئاسة جامعة بحجم وقيمة جامعة القاهرة،
وبعد فترة تولي د جابر نصار للجامعة. وهي فترة اتسمت بالدعاية أكثر من التنمية الحقيقية لجامعة هي الأم لجامعات العالم العربي،وبالصدامات الكثيرة لأغراض دعائية لا تفيد الجامعة في شئ بل تسبب جدل مجتمعي دون أدني فائدة ترجي منها، وقرارات تعسفية في حق الكثير من أعضاء هيئة التدريس والموظفين بالجامعة. ولكل ما سبق كان د الخشت هو الشخص المناسب في المكان المناسب في التوقيت المناسب.
فالخبرات الإدارية السابقة الخشت سواء كمدير
لمركز اللغات والترجمة بجامعة القاهرة ثم مستشار ثقافي وإعلامي للجامعة وختاما كمستشار
ثقافي لمصر في السعودية كلها تشهد بكفاءته ونزاهته وقدراته الإدارية غير المسبوقة.
فيكفي انه في الوقت الذي تشكو فيه جاليات مصرية في الخارج لا تزيد عن مئات من مشكلات
تعليمية جمة استطاع الخشت لسنوات إنهاء كل المشكلات لأكثر من 260 الف طالب مصري سنويا
ولم تحدث أي شكوي في فترة توليه هذا المنصب الحساس. ولم يتوقف الخشت عن الوقوف بجانب
الجميع وهو في الخارج حتي لو لم يعرفهم شخصيا بل كان يتدخل من منطلق المسئول معنويا
عن كل المصريين في السعودية فتدخل في أمور لا تدخل في اختصاصه بعد أن تهرب المختصين
وقام بحل مشكلات الكثيرين دون أن ينتظر جزاء أو شكورا.
كما يتميز الخشت بقدرته علي خلق روح من
الألفة والمودة بين العاملين معه ويشهد علي ذلك كل من عملوا معه سابقا فكان لهم رئيسا
واخاً أكبر في الوقت ذاته مما يفتح طاقة الأمل لكل من ظلم في العصر السابق في عودة
الحق لأصحابه من الأساتذة والموظفين بجامعة القاهرة.
هذا بجانب الاسهامات العلمية المتميزة للخشت
ليس كأستاذ جامعي وإنما كفيلسوف ومفكر تنويري حقيقي يقود عملية تجديد الخطاب الديني
من داخل الجامعة حيث مقرها الطبيعي ويواجه المشكلات الاخلاقية والتطرف والارهاب والفساد
ليس بالخطب والشعارات الرنانة ولا بخطاب متطرف مضاد او خطاب ضد الدين بل بخطاب جديد
من داخل الدين نفسه ممثلا في القران والسنة ليعيد طرخ خطاب يتمسك بالأصول العقدية وفي
الوقت ذاته يتناسب مع الواقع المعيش وهو ما يجب ان يتم التركيز عليه بدلا من إدعاء
محاربة التطرف بحفلات غنائية تستفز مشاعر كثير من الشباب وتثير حفيظة البعض الاخر بل
وتزيد تطرف بعض أبنائنا الطلاب تحت اعتقاد ان ذلك حرب على الدين
بجانب ذلك فإن النزعة العلمية الحقيقية
لدى الخشت والمعرفة الموسوعية لديه تجعله قادرا على ادارة المنظومة العلمية بجامعة
القاهرة التي لم يتغير ترتيبها بين ال 400 حتي ال 500 في التصنيف الصيني وهو التصنيف
الأهم منذ دخولها فيه والارتقاء بها لتدخل مثل جامعات اخري كثيرة في المنطقة ضمن افضل
200 او حتي 300 جامعة دون أن يباهي بأنه وفر ملايين او مليارات بدلاً من استغلالها
في البحث العلمي والعملية التعليمية بشكل حقيقي.
تمنياتنا بالتوفيق لدكتور الخشت رئيساً
لأكبر جامعة في مصر والوطن العربي وأن تعود على يديه للمكانة اللائقة بها بمشاركة زملائه
من أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة والعاملين بها. وأن يكون له دورًا في حصول أعضاء
هيئة التدريس بالجامعات المصرية على حقوقهم المهضومة منذ عقود.
الكاتب د محمد كمال الجيزاوي مدرس القيم والأخلاق بجامعة كفر الشيخ