الخميس 07 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

الثانوية العامة والوهم الكبير!!

الأحد 16/يوليو/2017 - 02:03 م

تعيش مصر هذه الأيام تناقضات عديدة ما بين الفرح والحزن ما بين الأمل والألم ما بين القلق والسكينة بعدما ظهرت نتيجة الثانوية العامة فنجد أنواع وأنماط مختلفة من حولنا..

عائلات سعيدة لأن أبنائهم حققوا أعلى الدرجات وبذلك ضمنوا مكانا في كليات القمة التي تعد بالنسبة لهم المفتاح السحري ومصباح علاء الدين الذي في اعتقادهم سيفتح لهم كل الابواب المغلقة.. والحقيقة أقول أنه ليس كل من يدخل قمة سيكون قمة إنما من سيجتهد ويحجز لنفسه مكانا بين المتميزين بالجهد والعرق واتقان العمل لذا وجب أن أهنأهم من كل قلبي.. ولكن انصحهم بأن الطريق للمستقبل تبنون فيه أول طوبة وعليكم الا تنظروا فيما حققتم ولكن فيما هو قادم فتح الله لكم كل الابواب المغلقة وثبت خطاكم واعانكم على إسعاد أنفسكم واهليكم..

عائلات حزينة وقلقة لأن أبنائهم لم يحققوا النتائج العالية المنتظرة وهؤلاء نوعان.. نوع قادر ماديا فيلحق ابنه بالجامعات الخاصة حتى يدخلون كليات القمة.. النوع الآخر هو غير مقتدر ماديا فيجلس محسورا نادبا حظه شاعرا بالظلم والقهر من الدولة أو من المصححين الذين ليس عندهم ضمير وظلموا اولادهم.. ولهؤلاء أقول الرضا مفتاح السعادة والرضا بالمقسوم عبادة.. 

وأنا اعتبر نفسي من الناس اللي بنتهم لم تحقق المجموع المرجوا والمنتظر منها بالرغم أنها بذلت مجهودا جبارا طوال العام.. وعندما ظهرت النتيجة وعلمت بدرجاتها كان سؤالي لها "صليتي ركعتين شكر لله "اجابتني" نعم يا أبي "فأخذتها في حضني وهنأتها وقلت لها" مليون مبروووووك يا حبيبتي وقرة عيني " الحمد لله انا راٍض كل الرضا بما قسم الله لنا وبفضل الله استطيع ان ألحقها بأي جامعة خاصة.. 

ولكننى سألحقها بالكلية التي تتناسب مع مجموعها في الجامعات الحكومية على يقين أن الله سيزهلنا بخيره مستقبلا لأن الله تعالى عادل ولا يظلم أحدا لذا وجب أن اقول لهم جميعا ليست هناك كليات قمة بل هناك طالب قمة أو طالبة قمة في كليتها وعندي كثير من النماذج الناجحة والمتميزة خريجة الكليات العادية بل حققوا نجاحات أكثر بكثير مما حققه طلبة كليات القمة..

بالأمل نحيا بالأمل نسعد وبالامل نحقق المستحيل.. وأقول لكل هؤلاء الرائعون ألف مليون مبروووووك فلا تفقدوا الأمل في الله وكونوا سندا لأبنائكم فمن دبر لهم ذلك هو الله العلي القدير واختار لهم ما لم تستطيعون ان تختاروا لهم..
 
عائلات حزينة مغمومة مهمومة هم من أخفق أبنائهم أقول لهم احمدوا الله لأن الله تعالى لا يأخذ منكم إلا ليعطيكم وراجعوا أنفسكم واعيدوا حساباتكم فالله سبحانه وتعالى اعطاكم فرصة حتى تعيدوا ترتيب اوراقكم وخير لكم ان تخفقوا بدلا من أن تنجحوا زيفا وزورا واجعلوا من هذا الإخفاق نقطة تحول لكم من ضعفاء إلى أقوياء من مستهترين إلى متحملي المسئولية وجادين لعل الله يبدل أحوالكم..

خلاصة القول أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.. لذا أوصيكم ونفسي بالرضا لأن الرضا مفتاح السعادة.. ولا تظنوا ان الثانوية العامة هي النهاية بل هي البداية وعلى كل طالب وطالبة ان يتقن عمله فيما هو قادم ولايعيش بذكريات الماضي.. فالماضي نتعلم منه ونأخذ منه الإيجابيات وندع السلبيات فاتقانكم لعملكم هو معيار نجاحكم في الدنيا والآخرة ولن نقابل الله بشهادة إنما نقابله بمدى منفعتنا لمن حولنا أيا كان مجال تخصصنا..

واختتم كلامي بقول الله تعالى" لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم والله لا يحب كل مختال فخور.." صدق الله العظيم.. 

بقلم معلم في بلد خالية من التعليم..