عن الرئيس ومؤتمر استعادة حق الشعب.. أتحدث... "عبد المنعم" وشباب سوهاج فى مؤتمر استعادة حق الشعب
الخميس 08/يونيو/2017 - 04:17 م
يرتبط ارتقاء المجتمعات العربية بحكام ومسئولين يسعون جهد إيمانهم للتمكين لأفراد مجتمعاتهم للوصول بصورة مثالية للعيش بكرامة وإنسانية وترسيخ وإعلاء لقيم الحق والعدل والإنصاف والفضيلة حماية الحقوق, ومنع للظلم والجور عليه , فكثيرا من الصدف ما تخلق فرصا لتعديل المسارات ورسم الخطى على طريق الصحيح ، وكثيرا من الظروف ما تقترح علاجا لتقويم التعديات ومواجهة التحديات واستعادة حق الشعب .
والحق للحق فالمرء دائما ما يحتاج لفكرين: فكر ينطق وفكر يفهم ويستوعب القدرة على إدارة الأزمات و كيفية مواجهتها. فكر يؤمن بالعمل الجماعي وبالخبرات والمعارف والمهارات التى تفجر طاقات الشباب وتثق في قدراتهم ، وفكر يعمل على تهيئة المناخ والفرص لإدماج الشباب في مجتمعاتهم والمشاركة في المسئولية وصنع القرار كما يعمل على إدماج واستيعاب التكنولوجيا الحديثة في العمل الجاد المشترك الذي يسوده التعاون بين جميع الأطراف لتشكيل واقعا منسجما ومندمجا ومحفزا للعمل وبالتالي شركاء فى المسئولية وفى صنع القرار.
في إطار هذه الرؤية قام الرئيس "عبد الفتاح السيسي" بافتتاح مؤتمر استعادة حق الشعب لاستعراض جهود المحافظات فى حملات إزالة التعديات على أراضى أملاك الدولة، وتقنين الأوضاع منها، والوقوف على آخر المستجدات والموقف فيها ، تلك الظاهرة التي استشرت خلال العشرة أعوام الماضية وتمثل أحد أهم التحديات التي واجهت الدولة المصرية، خاصة وأن الحفاظ على الأراضي الزراعية يمثل أحد دعائم الأمن القومي المصري، وأن التعدي على الأراضي الصحراوية بشكل عشوائي يؤثر سلباً على المياه الجوفية ويقوض فرص إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، والذي طال حوالي 168 مليون م2، وإجمالي ما تمت إزالته أو تقنينه من تعديات بلغ 118 مليون م2 بنسبة تصل إلى 69 % من إجمالي مساحة التعديات، في حين طالت التعديات على الأراضي الزراعية نحو مليون و930 ألف فدان، وإجمالي ما تمت إزالته أو تقنينه من تعديات نحو مليون و700 ألف فدان بنسبة تصل إلى 87 % من الأراضي التي تم حصرها.
وخلال المؤتمر استعرض الدكتور "أيمن عبد المنعم" محافظ سوهاج مجهودات المحافظة في إزالة التعديات على الاراضى أملاك الدولة أمام رئيس الجمهورية حيث رصد سيادته 99,489 حالة تعدى بمساحة 23,179 فدان أراضى زراعية و 12,5 مليون متر مربع أراضى بناء، كما أوضح المحافظ أن هناك 85,327 حالات الزراعات المثمرة والاستثمارات الجادة ومباني آهلة بالسكان سوف يتم تقنين أوضاعها بالتعاون بين المحافظة وجهات الولاية على تلك الاراضى وذلك مراعاة للبعد الانسانى والاجتماعي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقد بمسرح الجلاء بالقاهرة بحضور السيد عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والتنمية المحلية وعدد من الوزراء والمحافظين وعدد من شباب محافظة سوهاج والمحافظات.
كما توجه محافظ سوهاج الدكتور" عبد المنعم" بالشكر للقيادة السياسية والحكومة على هذا الزخم الذي تشهده البلاد للتأكيد على هيبة الدولة وسيادة القانون, وكذلك توجه بالشكر أيضا للأجهزة الأمنية والقوات المسلحة وهيئة الرقابة الإدارية والوحدات المحلية بمحافظة سوهاج على الجهد المبذول والتنسيق التام خلال الفترة الماضية والمهلة التى حددها سيادة الرئيس لاستعادة الأملاك والمساهمة الفاعلة في إنجاح خطة المحافظة لإزالة جميع التعديات على الاراضى أملاك الدولة.
فتحية شكر وإعزاز تقدير نتوجه بها لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى هذا النموذج المثالي للقيادة الرشيدة والنشيطة والقادرة على اتخاذ القرارات وتحمل الأعباء والمسئوليات والوفاء بالالتزامات نحو شعبه وذلك لعدة أسباب:
أولها: القدرة والقوة في اتخاذ قرار عودة الاراضى المتعدى عليها من أملاك الدولة، هذا القرار الجريء الذي انتظرناه طويلا ليرد الأمانات لأصحابها ويصون كرامة المصرى ويرسى قواعد الحق والعدل والإنصاف لإعادة رسم وجه مصر جديدة... مصر المستقبل للأجيال القادمة بأيادي أبنائها.
وثانيها : المحاولات الدءوبة واللا منتهية لدعم الاقتصاد المصري من اجل تحسين مناخ الأعمال والاستثمار ودعم البنية الأساسية اللازمة لنمو القطاعات الإنتاجية المختلفة وتطوير الصناعات القائمة منها.
وثالثها: توظيف كل إمكانيات الدولة بكافة أجهزتها المعنية لاستعادة أملاك الدولة وتحقيق كل هذا الانجاز في وقت قياسي ومهملة محددة لم تجاوز20 يوما عمل يحسب لكافة القيادات بالمحافظات والمحافظين. هذا الانجاز الذي سيرفع من القيمة الإنتاجية والسعرية للاراضى أملاك الدولة المتعدى عليها لإعادة استثمارها وهيكلتها في مشروعات كثيرة وفقا لرؤية استراتيجية قومية مستقبلية متعددة الأبعاد لتعظيم الناتج القومي ورفع القيمة النسبية للاراضى في جميع المحافظات و صعيد مصر للأجيال القادمة.
رابعها: إشراك الشباب في المنظومة من خلال طرح وتبادل الرؤى وفتح الآفاق للحوار بين الشباب والمسئولين بشفافية وموضوعية ووضع التصورات حول قضايا الإصلاح فى الدولة وأولوياتها وآلياتها التي تستثمر طاقات الشباب، بصورة واقعية بهدف صياغة رؤية شاملة وتوصيات بين الدولة والشباب توافق تطلعاتهم وأفكارهم ورؤياهم وتصل بنا في النهاية إلى إقامة دولة قوية متحضرة بسواعد شبابها.
خامسا : رسم إستراتيجية قومية متعددة الأبعاد تأخذ في اعتبارها النظرة الشاملة للأمور و سرعه انجاز المشروعات وإعادة توزيع الثروات بشكل متكامل ومتوازن. وفقا لما تتطلبه هذه المرحلة الراهنة من انجازات وكفاءات وقدرات وقرارات مناسبة تواءم بين الإمكانيات المتاحة وتطلعات المواطنين للعمل على تحقيق احتياجاتهم و الأهداف المرجوة من التنمية ووفقا لاحتياجات كل محافظة من المحافظات.
سادسا: على سبيل المثال الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج الذي أراد التغيير والتطوير الشامل لمحافظته كما أراد الارتقاء والنهوض بمعدلات التنمية للفرد والمجتمع فسابق الزمان ليحقق انجازات تلامس وتتوافق مع الاحتياجات الفعلية للمواطنين وتكسب التأييد الشعبي لها انطلاقا من تعبيرها عن مصالحهم وهمومهم المشتركة، كما شارك كل فئات المجتمع في النقلة النوعية لجذب الاستثمارات لسوهاج وصولا للنهضة الحقيقية التي ينشدها للإقليم والتي تتحدى الإمكانات المتاحة وتتخطى حدود الزمان والمكان لوضع سوهاج جديدة على الخريطة السياحية و التنموية والاستثمارية للإقليم في زمن قياسي بأيدي أبنائها وظهريها الشعبي ومحافظها النشيط الذي يمثل محركا ومحفزا لكافة جهود وأنشطة التنمية والفرص الواعدة للاستثمار في الإقليم برغم التحديات ومعضلات متعددة.
يجب أن نتوقف أحيانا لنسأل أنفسنا كثيرا: كيف وماذا نعمل للصالح العام وللأجيال القادمة؟ من أين تبدأ الحاجة في التطبيق السليم للمعايير والأولويات والعمل الجاد المشترك؟ بماذا نؤمن ولمن ندين بالولاء ؟ كيف ولماذا يعيش الشرفاء والمخلصين والأوفياء لأوطانهم مهمومين و منغمسين ومنتمين لشعوبهم في كل ما يحتاجونه الوطن ومتفانين في صنع مستقبل أفضل له ولأبنائه؟ إن حكمة التجارب تكمن في الصوت القوى الذي يصنع القرار دون تردد، ذاك الصوت الذي تألم فتعلم، واستثمر الأحداث ليستنبط العبر والدروس المستفادة وصبر على مشــاق الحيــاة بحكمـة تتصالح مـع النفس والزمن، وبذل لكل غال ونفيس من أجل أن يحيا هذا الوطن كريما أبيا مرفوع الرأس ، ولا شك أن العملية ليست بتلك البساطة التي نتخيلها، ولا بتلك السهولة التي نتصورها، بل هي سلسلة متجانسة من التجارب والحكمة والصبر التي يستخدم معه العقل ويتعلم منها القلب في مدرسة الحياة، مؤكداً أن مصر الحرة الكريمة تستحق كل التضحية و الفداء فهى قلب الأمة النابض وطليعتها في البناء والعطاء والتقدم والتنمية.