كل سنة وانت طيب ياريس
كان هذا اليوم يمثل مناسبة تاريخية ليس
لأنه عيد ميلاد الرئيس السابق محمد حسني مبارك فقط ولكنه عيد للمنافقين والأفاقين وحملة
المباخر لجني المكاسب وكانت تصيبهم حالة اسهال عاطفي ورومانسي فينهالون بالتهاني
وقصائد المدح.
آه يارس لاول مرة تختفي العبارة الشهيرة
"كل سنة وانت طيب يا ريس" ورسومات لصورة مصر تحتضنه في صدارة الصحف المصرية
خاصة القومية وكأنه عيد مصر القومي.. واعتبرت ان هذا العام هو عيد ميلادها الحقيقي
لأنها تحررت من نفاق رؤسائها السابقين الذين خلعوا ثوب الحياء وسقطت من عليهم ورقة
التوت وضللوا الضلال نفسه للحفاظ علي كراسيهم.
آه ياريس الشعب المصري أبو قلب طيب كان
يتمني أن يحتفل بهذا اليوم ولكن العين بصيرة واليد قصيرة ولا يجد ما يقدمه سوي برقيات
تهاني غير مدفوعة الثمن.
اہ ياريس. . ابناء الصعيد يدعونك لأخذ
"شور" معهم في ترعة توشكي بس خايفين عليك لعدم وجود مياه بها.
آه يا ريس .. نحن شباب مصر نود في تلك المناسبة
السعيدة دعوتك علي واحد شاي بأحد مقاهي وسط البلد التي نجلس عليها يوميا بعد تخرجنا
ومعنا ائتلاف شباب العاطلين ولكننا نخشي من صاحبها لأننا هاربون من دفع الحساب.
آه ياريس .. نحن بدو سيناء عايزين ندعوك
علي أكله متينة في احد الفنادق الكثيرة الموجودة علي ارضنا ولا نملك حتي حق الدخول
والعمل فيها فمعظمها للأجانب ونحن ممنوعون من المشي بجوارها.
آه ياريس. . نحن المرضي كان نفسنا نواسيك
في مرضك ونحتفل معا بهذا اليوم ولكن قررنا تأجيل الاحتفال للعام القادم علي أمل انتهاء
وزارة الصحة من إصدار قرار علاجك علي نفقة الدولة وإخلاء أحد الأسرة.
آه ياريس .. نحن موظفي مصر قررنا شراء تورتة
ونقطعها في الأتوبيس لكن خايفين يا قلبك يوقف من اللي بنشوفه كل يوم.
آه ياريس .. نحن أبناءك ثوار ميدان التحرير
ممكن تتناول معنا وجبة كنتاكي من الجبنة والفول وملفوفة في أجندة خاصة وح نحلي بعدها
بجملين.
آه ياريس ..نحن رجالك في سجن طرة في انتظارك
وأرسلنا لك طائرة خاصة لحضور تقطيع التورتة معنا في هذا اليوم "المبارك."
آه وآه وآه ياريس .. وأنا شاب مصري هرم..
وشعره شاب من كتر خيركم عليه وكرمكم اللي ماله حدود.. وأخد حقه ضغط وسكر وضمان اجتماعي
ولا ينظر إلي قناة السويس ولا بترول ولا معادن ولا بحرين ولا نيل ولا اسمنت ولا حديد
ولا جمارك ولا ضرائب وربنا يديك الصحة يا ريس.
**هذا المقال نشرته في جريدة الجمهورية
عام 2011 في أول عيد ميلاد للرئيس الاسبق محمد حسني مبارك بعد ثورة 25 يناير ، واعيد
نشره بعد 6 سنوات في نفس المناسبة ، لان رجال الرئيس خرجوا من طرة وتوغلوا في الحياة
الاجتماعية والسياسية ، والان يلتهمون بسطاء الشعب ، بدلا من تقطيع تورة عيد ميلاد
الرئيس الاسبق ، وكأن شي لم يكن
السيناريو يتكرر بوجود "تنابلة السلطان
" حول الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحاول قيادة مصر لمستقبل مشرق ، ولكنهم لايتعظون او يفهمون ،
الرئيس السيسي يحاول انقاذ مصر وهم يريدون هدم كل ما يقوم به ، ورسائل الرئيس وحبه لوطنه لم تصل الي عقولهم "المجرفة " ، وقلوبهم " المتحجرة "