الكيف.. والحياة تحت مزاج البلطجة
الجمعة 10/فبراير/2017 - 02:33 م
قُتل شاب في مقهى، أقصد كافيه للذوات اسمه "الكيف"، بعد ما شاهد مباراة مصر والكاميرون؛ وقع وأصدقاؤه في كمين نصبه بلطجية صاحب الكافيه.. لماذا؟ يريد صاحب الكافيه تحصيل الغَلة بعد انتهاء المباراة، يوم للتهليب والثراء.. بعد الحادثة نشط حي مصر الجديدة واغلق الكافيهات غير المرخصة!! فجأة اكتشفها!!
نفس الحال وأسوأ في مدينة نصر شرق.. حيث انتشرت المقاهي في كل مكان، وهي قطعًا غير مرخصة، بالإضافة الى الاستيلاء على شقق الطوابق الأرضية وتحويلها إلى ما يضرب السكينة العامة ويناقض عقود إنشاء هذه الشقق.. بعض الشقق تم تحويلها إلى ممارسات مسماة تجارية بمعرفة الحي، بطريقة ما، بمقابل ما، جزء منه رسمي.. هل يحافظ حي مدينة نصر شرق على السكينة العامة أم على منافع للعاملين به؟! هل يسيطر رئيس الحي على العاملين معه أم أن زيتهم في دقيقهم؟..
تحويل شقق الطوابق الأرضية إلى محال ومطاعم ومقاٍه يحيل حياة السكان إلى جحيم، بسبب الاستيلاء على الفراغات والحدائق الموجودة أمام وخلف العمارات رغم أنها مخصصة للنفع العام، إضافة إلى ممارسات البلطجة من العاملين وأحيانا المترددين على تلك الأماكن.. ماذنب السكان وقد اشتروا الشقق على أنها كلها للسكن؟ ماذا جنوا ليتحملوا البلطجة والازدحام والضوضاء التي سمح بها الحي أو تغاضى عنها؟.. هل أصبحنا في دولة يحكمها البلطجية بشروطهم وقوانينهم؟!.. هل تحرض الأحياء البلطجية على السكان الآمنين حتى يسكتوا عن مخالفاتهم وتراخيصهم المضروبة؟! اسألوا حي مدينة نصر شرق..
الغريب أن يظهر مذيع فضائي في العاشرة مساءً متباكيًا على قتيل مقهى الكيف ومتباكيًا في نفس الوقت على إزالة مخالفات المقاهي لأنها في مفهومه تعد على مال عام!! وماذا يا أستاذ فضائي عن حقوق سكان العمارات الذين أصبحت حياتهم جحيمًا بسبب هذه المخالفات؟! أهي متاجرة في كل الاتجاهات والسلام؟!..
انظروا فيما تعانيه مدينة المبعوثين على شارع الطاقة بالحي الثامن من مدينة نصر من تحويل شقق بالطوابق الأرضية لأغراض تجارية، أقصد أغراض بلطجية.. انظروا فيما يتعرض له السكان من تهديدات صريحة ومستترة.
الأحياء سبب البلاء، بسبب فساد النفوس وعجز القوانين .. م الآخر كده.. لكن، هل أصبحت حياتنا بلطجة في بلطجة، وكله على كله؟!..
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس