الشيحى يستعرض استراتيجية تطوير التعليم العالى والبحث العلمى
الإثنين 06/فبراير/2017 - 10:17 ص
أكد الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالي والبحث العلمى أنه فى إطار اهتمام القيادة السياسية بالتعليم العالي والبحث العلمي باعتبارهما قاطرة التقدم والتنمية في أي مجتمع فإن الوزارة تسعي لإعداد خريج لديه مهارات وذو كفاءة وقادر علي المنافسة والمشاركة في تحقيق التنمية والتقدم لوطنه .. جاء ذلك في الكلمة التى ألقاها الوزير مساء أمس خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة الأهرام المسائى تحت عنوان "تطوير التعليم العالى والبحث العلمي .. رؤية مستقبلية" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور الأستاذ علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام المسائى، والدكتور حسن أبوطالب الخبير الإستراتيجى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وبمشاركة نخبة من خبراء التعليم العالى ومسئولى الجامعات والمراكز البحثية.
وفى كلمته استعرض الوزير الخطوات التنفيذية التي اتخذتها الوزارة لتطوير العملية التعليمية بمنظومة التعليم العالي، مشيراً إلى زيادة فرص الاتاحة بمؤسسات التعليم العالي حيث تسعي الوزارة إلى الارتفاع بنسبة الملتحقين بالتعليم العالي فى المرحلة العمرية 18-23 سنة من 33.3% إلى 40%، مؤكداً ضرورة الإهتمام بالتعليم التكنولوجى، موضحاً أن أمـريكا لديها 74% من التعليم العالى تعليم تكنولوجى و26% من المنظومة تعليم أكاديمى، مضيفاً أن رؤيتنا المستقبلية للتعليم العالى لا يجوز أن تستمر على نفس النمط ولابد من تعديل القدرة الإستيعابية .
وخلال الندوة أشار د. الشيحى إلى أن هناك العديد من المبادرات تقوم بها الوزارة لدعم منظومة الابتكار والابداع وريادة الاعمال والمشروعات الصغيرة والشركات الناشئة، مؤكداً أن التوجهات الحالية تسعى إلى تحويل البحوث النظرية والابتكارات التى أنجزها المبدعون المصريون فى مختلف مجالات البحث العلمى وتطبيقاته إلى منتجات تحقق عائد اقتصادى وتستفيد منها قطاعات الإنتاج والخدمات فى المجتمع.
وأضاف الوزير أنه يجب التوجه إلي التعليم الذي يدعم مفهوم الإقتصاد القائم علي المعرفة حيث أن التعليم يعد من أهم مصادر الدخل في بعض الدول المتقدمة، فضلاً عن أهمية البحوث فى شتى المجالات، وفي هذا الإطار تم وضع المخطط العام للتعليم العالي الذي يمكننا من التعرف علي الاحتياجات التعليمية في المناطق المختلفة ومدي مواكبتها لخطط التنمية.
وشدد د. الشيحى خلال الندوة على أنه لن يتم إنشاء أي كلية جديدة أو معهد إلا بعد استيفاء كافة المقومات اللازمة وموافقة اللجنة الخاصة بتقييم الإحتياجات والتخصصات البينية غير التقليدية، مشيراً إلي ضرورة تعظيم الاستفادة من المنشأت التعليمية القائمة وإدارتها بالشكل الأمثل.
وأكد الوزير أنه لابد من الإهتمام بالتعليم التكنولوجى، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة معاهد جديدة سيتم إنشائها خلال هذا العام فى العديد من التخصصات كالطاقة وتصنيع السيارات، حيث تم الإتفاق مع المصانع على تدريب طلاب هذه المعاهد والحصول على مرتب شهرى أثناء الدراسة والعمل بعد التخرج .
وعلى هامش الندوة دار حوار مفتوح بين الوزير والحاضرين حول عدد من القضايا منها: الجامعات الأهلية حيث أكد د. الشيحي أنه تمت الموافقة علي إنشاء 6 جامعات أهلية جديدة ستخرج من رحم الجامعات الحكومية وهي الإسكندرية، وعين شمس، وبنها، وأسيوط ، وقناة السويس، والزقازيق
وحول حصول الجامعات على الاعتماد أكد الوزير أنه لابد من الانتقال من جودة التعليم المحلي إلى الاعتماد الدولي، وأن مصر بها 425 كلية في الجامعات المصرية وأن 93 كلية فقط حصلوا علي الاعتماد والجودة، مشدداً على ضرورة التحرك نحو الاعتماد الدولي، خاصة في قطاعات الطب والهندسة والتربية.
وفيما يتعلق بمنظومة التعليم العالى أوضح د. الشيحى أن منظومة التعليم العالى فى مصر تشكلت خلال الـ60 عاما الماضية بما فيها من إيجابيات وسلبيات ولا يستطيع أحد أن يحتكر الإيجابيات فقط، وأن المنظومة تضم 24 جامعة حكومية و24 جامعة خاصة، والجامعات الحكومية تستوعب 65% من نسبة الطلاب، بينما تستوعب الجامعات الخاصة أقل من ذلك، ويوجد 157 معهد عالى خاص، و45 معهد حكومى.
وحول الطلاب المصريين بالجامعة الأمريكية أكد الوزير أنه تم قبول بعض الطلاب الراغبين فى التحويل إلى التخصصات المناظرة بالجامعات الخاصة والأهلية بشكل فورى، وذلك حرصا على مستقبلهم، مشيراً إلى أن هذا القرار يأتى بعد أن قامت الجامعة الأمريكية بزيادة مصروفات الدراسة بشكل مبالغ فيه الأمر الذى تجاوز قدرات الأسرة المصرية مما دعا إلى ضرورة إتخاذ هذا القرار.
وحول القوافل الطبية من الجامعات الحكومية أشار د. الشيحى إلى تسيير 24 قافلة خدمية خلال اجازة نصف العام الدراسى بهدف تقديم عدد من الخدمات التوعوية، والطبية، والبيطرية، والزراعية، والغذائية لسكان المناطق الواقعة في نطاقها لرفع مستوى الرعاية الصحية والوعى المجتمعى بها، موضحاً أن هذه القوافل تضم كافة التخصصات الطبية وأساتذة على مستوى عالى من التميز تقدم للأهالى أدوية مجانية.
وعن السرقات العلمية أكد الوزير أن هناك برامج للكشف علي الأبحاث العلمية قبل النشر، مشدداً على عدم التهاون فيما يتعلق بسرقة الأبحاث العلمية.
وفيما يتعلق بالبحث العلمى أكد د. الشيحى أن البحث العلمى يمثل الركيزة الأساسية لتقدم المجتمعات، مشيراً إلى ضرورة مواكبة المستجدات والتطورات العالمية بما يساعد على الوفاء بالاحتياجات القومية فى المجالات البحثية، موضحاً أن البحث العلمى نوعان هما: علوم أساسية وعلوم تطبيقية، وكلاهما مطلوب ومكمل للآخر.
وحول طلاب كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية قدم الوزير خالص تعازيه لأسر الطلاب الذين لقوا حتفهم فى حادث مأسوى نتيجة إنقلاب الأتوبيس الذى كان ينقلهم فى رحلة ترفيهية لقضاء أجازة نصف العام بمحافظة جنوب سيناء، داعيا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، موجهاً الشكر للقوات المسلحة المصرية على قيامها بإرسال طائرة لنقل 32 مصابًا من الطلاب وأربعة جثامين من المتوفين بالحادث إلى مستشفيات جامعة الإسكندرية، مشيراً إلى أن ما قامت به القوات المسلحة من تواجد عدد من القادة بمستشفى شرم الشيخ الدولى وإرسال طائرة عسكرية لنقل المصابين هو عمل وطنى إعتادت عليه قواتنا المسلحة، كما قدم الشكر لضباط وجنود وأفراد الشرطة الذين تواجدوا فى مستشفى شرم الشيخ وأبدوا رغبتهم فى التطوع بالتبرع بالدم.
وفى ختام الندوة تم تكريم د. الشيحى تقديراً للدور الذى يقوم به فى تطوير منظومة التعليم العالى والبحث العلمى فى مصر.