الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار الجامعات

خلال فاعليات مؤتمر "يد واحدة.. وطن واحد".. الإعلان عن إقامة مؤتمر جامعة عين شمس للوحدة الوطنية كل عام

السبورة

وسط كوكبة من نجوم المجتمع المصري بمختلف فئاته و اهتماماته اختتمت منذ قليل فاعليات مؤتمر " يد واحدة .. وطن واحد " الذى أقامته جامعة عين شمس - بالتعاون مع المركز الثقافى القبطى الأرذوثكسي و بيت العائلة المصرية - استشعاراً منها لأهمية المشاركة فى القضايا و الأحداث الوطنية باعتبارها جزء لا يتجزأ من المجتمع المصري.

وأقيم المؤتمر الذي يأتى بالتزامن مع أعياد الميلاد المجيد تحت رعاية أ.د. أشرف الشيحى وزير التعليم العالي والبحث العلمي ، و رئاسة أ.د.عبد الوهاب عزت رئيس الجامعة ،و إشراف أ.د.نظمى عبد الحميد نائب رئيس الجامعة لشئون قطاع خدمة المجتمع و تنميية البيئة ، و أ.سمير عبد الناصر أمين عام الجامعة المساعد لشئون القطاع،  وبحضور أ.د.خالد عبد الغفار نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث و لفيف من أساتذة الجامعة والجمهور العام.

وخلال كلمته أكد أ.د. عبد الوهاب عزت أن الوقت الراهن يفرض علينا جميعاً ألا نقف مكتوفي الأيدي ، بل لابد أن تعلو أصواتنا لتقف فى مواجهة الإرهاب و التطرف و التعصب و الجهل ، و أن نلتف حول مصرنا الحبيبة لنشكل سياجاً من الأمل و درعاً من الحب و الوفاء يحميها .

وأشار إلى مدى العلاقة الوطيدة التى تربطه بنيافة الأنبا إرميا منذ الطفولة حيث كانا معاً بالمدرسة ذاتها خلال مرحلة الدراسة الإعدادية ثم الثانوية و استمرت العلاقة حتى يومنا هذا.

كما تناول قصة مستشفى الدمرداش التى أنشئت عام 1934 لصاحبها الشيخ الدمرداش على مساحة 15 ألف متر مربع؛ و أودع مبلغ 60 ألف جنيها لعلاج فقراء مصر، حيث توجد لوحة تذكارية على جدرانها كتب عليها " هذه المستشفى مخصصة لعلاج الفقراء دون النظر إلى ديانة أو جنسية" ، في وقت كان التفرقة العنصرية تسود كثير من بلدان العالم.، فكانت مصر دائمًا سباقة في إطروحتها للعديد من المواقف التى تدل على سماحة وكرم شعبها الأصيل الذى نشأ في أول أرض عرفت حقوق المواطنة و العدل على مر التاريخ.

وبدأ الأنبا إرميا الأسقف العام للكنيسة الأرذوثكسية و نائب رئيس المؤتمر و الأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية بقول"بسم الله الواحد الذي نعبده جميعًا" ، لافتاً إلى أن التاريخ و عصور ما قبل التاريخ لم تفرق أبداً بين مسلم و مسيحي حيث قامت أقدم و أعرق دولة كبيرة و متحضرة بين عام 5000 و 3500 قبل الميلاد ،و هذا يدل على استمرار مسيرة الوحدة على صفحات التاريخ يوماً بعد يوم و أن بطولاته و انتصاراته لاتزال محفورة فى ذاكرة الإنسانية و ضميرها و هى البلد الوحيد الذي باركنه الأديان و زارته الأنبياء و احتمت به العائلة المقدسة.

وأشار إلى أن جامعة عين شمس أول جامعة وقعت بروتوكول تعاون مع بيت العائة المصري  إيمانًا منها بدورها في نشر الوسطية و الإعتدال ؛ ففتحت أبوابها لتنظم ندوات و مؤتمرات و أنشطة طلابية تسهم في تدعيم قواعد الوحدة الوطنية، مطالباً بتعميم فكرة تعاون الجامعات المصرية مع بيت العائلة لما حققته تلك المبادرة من جانب جامعة عين شمس من نجاح ملموس خلال الفترة الماضية.

وأشاد بالدور الذى لعبته جامعة عين شمس ممثلة فى مستشفى الدمرداش خلال أحداث تفجير الكنيسة البطرسية و ما لاقاه المصابون من رعاية طبية كاملة و سرعة فائقة فى تقديم الخدمات الطبية للمصابين ، مؤكداً أن تلك الجهود ساهمت فى تقليل نسبة الوفيات بصورة كبيرة.

وأضاف أ.د.نظمى عبد الحميد أنه نشأ هو و جيله على حب الوطن منذ نعومة أظافره ؛ فلم يكن هناك فرق بين مسلم و مسيحي و إنما يعمل الجميع و يجتهد  بهدف الإرتقاء باسم و مكانة مصر . ولم يكن ذلك تلاحم شعبي و وطنى فحسب ؛ بل كان إنصهارًا واضحًاب ين أبناء شعب مخلص لوطنه.

وشدد على أن المصريين ما كان لهم أن يحرزوا مكانة بين الأمم إلا باتحادهم معاً و هو ما أضج مضجع المستعمرين . فبدأوا فى نسج الحيل و المكائد تارة و زرع أشواك الفتنة الطائفية تارة أخرى وكذلك زرع الإرهاب ليحصدوا شهداءنا من المصريين دون تفرقة. و لكن ذلك لم ينل من صلابة المصريون و إصرارهم على النجاح و التفوق.

وسرد أ.د. طارق منصور وكيل كلية الآداب و أمين المؤتمر عدداً من القصص الواقعية التى تؤكد على تلاحم النسيج الوطني و تذكر معنا مشهد القس الذي يصافح الشيخ بميدان التحرير خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير وكلاهما يرفع المصحف والأنجيل ويحملان الهلال والصليب.

وذكرأن اسم مصر ورد في القرآن الكريم خمس مرات صريحة وعشرات المرات مجازًا ؛ كما ورد اسمها في الكتاب المقدس 760 مرة ، و زارها معظم الرسل و الأنبياء و من لم يطئها ذهبت مصر إليه ؛ حيث ذهبت هاجر المصرية لتكون زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام ، كذلك ماريا القبطية زوجة رسول الله محمد عليه الصلاه و السلام. 

وأكد الفنان القدير طارق الدسوقي مقرر المؤتمر أن أخطر ما يواجه مصر في الفترة الحالية هو الجهل بتعدد أنواعه ما بين الجهل السياسي  والمعرفي والثقافي؛ ولكن يظل الجهل الأخطر هو الجهل الديني ؛ لافتًا إلى أن كل الأديان السماوية تدعوا إلى السلام والمحبة والرحمة وحرمة الدماء فلا فرق بين مسلم ومسيحي.

وأشار إلى أن عدم التعمق في الدين و فهمه الصحيح هو الذي يفسح المجال أمام أعداء الوطن لإستغلال عقول شبابنا الصغار و زرع مفاهيم مغلوطة بينهم ليطلقوا شرارة الفتنة بين جموع الشعب المصري العظيم في محاولات يائسة لزعزعة أمن وطننا و التفريق بين وحدة الشعب المصري.

وأعلن خلال كلمته على أن إحتفالية  " يد واحدة .. وطن واحد " ستكون مناسبة سنوية للتأكيد على أن الوحدة الوطنية للشعب المصري هي صمام الأمان الحقيقي لحماية مقدسات و مكتسبات وطننا الغالي.

واختتمت فعاليات المؤتمر بتكريم عدد كبير من الشخصيات العامة وإهدائهم درع الجامعة و هم معالى السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة و شئون المصريين بالخارج، د.نادية زخاري وزيرة البحث العلمي سابقاً، د.إيناس عبد الدايم مدير دار الأوبرا المصرية، الفنان إيمان البحر درويش، الفنان مجدي كامل ، الفنان طارق الدسوقي، الفنانة أنوشكا، الكابتن جمال عبد الحميد، ود. شريف أبو النجا مدير مستشفى 57357"، اللواء مهندس باقي زكي يوسف من أبطال حرب أكتوبر 1973، د. هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام بأكاديمية الشروق".كما تم تكريم اللجنة المنظمة للمؤتمر تقديراً لهم على جهودهم فى إظهار فاعليات المؤتمر بالشكل اللائق.