جيهان السادات: في الدول المتقدمة لا تتجاوز مدة الرئاسة فترتين.. أتمنى أن أرى مصر خالية من الأمية
احتفالاً و احتفاءًا بمرور 98 عام علي ذكري ميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات و وسط حضور مكثف من الجمهور العام و وسائل الإعلام؛ استضافت جامعة عين شمس السيدة الدكتورة جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل في ندوة ثقافية بعنوان" جيهان السادات..شاهدة علي العصر".
في إطار فاعليات الموسم الثقافي للجامعة و الذى
ينظمه قطاع شئون خدمة المجتمع و تنمية البيئة .
و خلال
كلمته الترحيبية أكد أ.د. عبد الوهاب عزت رئيس الجامعة علي فخر و تقدير و اعتزاز
جامعة عين شمس بكامل هيئاتها من أعضاء هيئة تدريس و طلاب و موظفين بتشريف قرينة
الرئيس السادات لأول مرة بصرح جامعة عين شمس التعليمي العريق لافتاً إلى مدى أهمية
هذا اللقاء فى ظل ما تشهده مصر فى الوقت الراهن من تغيرات على كافة المستويات و
الذى يعد بمثابة وقفة لتأمل الماضي و تحليل الحاضر بما يمكن من استشراف المستقبل.
و أشار أ.د.
نظمي عبد الحميد نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع و تنمية البيئة إلى حرص
جامعة عين شمس على الإحتفال بذكرى ميلاد الزعيم الراحل محمد أنور السادات
لتقديم القدوة و المثل الإعلى لطلاب الجامعة من خلال شخصيته التى تركت بصمات فارقة
في التاريخ المعاصراستحق أن يلقب عن جدارة ببطل الحرب و السلام .
و تناول أ.د.صديق
عفيفي رئيس جامعة النهضة أهمية أن يتحلى الشباب بالولاء ولإنتماء و أن يكون
مستعداً للتضحية حتى يتمكن من مواجهة التحديات الصعبة التى تمر بها البلاد .
و أشار إلى
أن الرئيس السادات كان يتخذ من البحث العلمى منهجًا في إتخاذ كافة قراراته ؛
ويتجلى ذلك في إعتماده على البحث العلمي و دراسة المواقف بطريقة علمية معتمدًا على
أهل الخبرة ليتخطى الصعاب و يحقق النصر بعد الانكسار.
و استعرضت
أ.د. هبه شاهين مدير المركز الإعلامي بالجامعة و منسق الحوار جانب من السيرة
الذاتية للسيدة جيهان السادات منها أانها " أول قرينة لرئيس الجمهورية
تخرج للعمل العام فقد ولدت بالقاهرة عام 1933لأب يعمل طبيباً و أم إنجليزية كانت
تمتهن التدريس، و حصلت على بكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة عام 1977
ثم ماجستير في الأدب المقارن جامعة القاهرة عام 1980 فدكتوراه في الأدب المقارن من
الجامعة ذاتها عام 1986 إشراف الدكتورة العالمة سهير القلماوي.
و قبيل فتح
باب الحوار ألقت السيدة جيهان السادات كلمة تناولت فيها لمحات من حياة الرئيس
الراحل موجهة دعوتها للشباب بالتحلى بالصبر و الأمل و الإرادة لمواجهة أية صعوبات
تمر بها البلاد و أن يتخذوا من أحداث الماضي العبرة و الخبرة لمواجهة التحديات
الكبرى و المتلاحقة بما يمكن من العبور نحو المستقبل .
وقد أدار أ.د.
طارق منصور وكيل كلية اللآداب و منسق عام الندوة بمشاركة أ.د. هبه شاهين الحوار
الذى ضم فقرتين رئيسيتين هما " سؤال يبحث عن جواب و ألبوم الذكريات و
الذى استعرض فيه عدد من الصور النادرة للرئيس السادات و السيدة قرينته فى عدد من
المناسبات العائلية و العامة و صاحبها تعقيب من السيدة جيهان السادات".
و تضمن
اللقاء العديد من الأسئلة المتنوعة ما بين الحياة الخاصة و الحياة العامة ، حيث
أشارت إلى أن الرئيس الراحل كان يعتزم اعتزال الرئاسة فور استكمال استرداد كل
أراضى سيناء المحتلة إيماناً منه بأهمية تجديد الدماء و إفساح الطريق لآخرون فكل
الدول المتحضرة لا تزيد مدة تولى الرئاسة بها عن فترتين وهذا ما دفعه لتعيين
نائباً له .
و تناولت
أهمية مشروع تنظيم الأسرة فى مصر بعد أن تجاوز تعداد المصريين فى الداخل و الخارج 100
مليون نظراً لأن الزيادة السكانية مصدراً لاستنزاف موارد الدولة و لافتة إلى أن
تنظيم الأسرة يرتبط بشكل رئيسى بتعليم المرأة الذى يعد من أهم دعائم نجاح
المجتمع وتطوره ، لذا فقد أشادت بمشروع محو الأمية وتمنت أن تصبح مصر قريبا دولة
بلا أمية .
كما تحدثت
عن بعض التعديلات التي ساهمت فى إدخالها على قانون الأحوال الشخصية مؤكدة إلى أنها
لم تكن أبداً ضد الرجل و لكنها أرادت أن تمنح المرأة حقوقها كزوجة و أم مثل حق
الحضانة و كذلك المسكن و كان هدفها من ذلك الحفاظ على بناء الأسرة و استقرارها
كنواة للمجتمع ككل.
كما أعربت
عن رضاءها التام بما قدمته لتخليد ذكرى الرئيس الراحل حيث أنشئيت كرسي أستاذية
باسمه بجامعة ميريلاند الأميريكية يحمل اسم " كرسي التنمية و السلام".
و تحدثت عن
ذكرياتها الخاصة مع الرئيس الراحل مؤكدة أن الإحترام و الخصوصية كانا عماد أساسي
قامت عليه الحياة الزوجية بينهما ؛ فلم تكن تتدخل فى قرارات الرئيس حتى أنها فوجئت
بخبر إعلانه الذهاب لإسرائيل مثلها مثل عامة الشعب و لم تسمع عنه إلا من خلال
شاشات التلفزيون.
و اختتمت
لقاءها المثير و الشيق بتوجيه الدعوة للشباب و لكافة طوائف الشعب بضرورة الوقوف
جنباً إلى جنب مع القيادة السياسية الحالية حتى من أصحاب الآراء المعارضة للسياسات
القائمة حتى نعبر معاً من خلال تكاتفنا جميعاً إلى بر الأمان.
يذكر أن
فاعليات اللقاء تضمنت عرض فيلم تسجيلى عن حياة الزعيم الراحل كبطل عاش من أجل
السلام و مات من أجل المبادئ.
كما قدم
الشاعر د. عصام خليفة قصيدة شعرية بعنوان " لم تكن أبداً مودة " عن لحظة
استشهاد الرئيس الراحل، كما قدم الطالب مروان صبحى قصيدة شعرية من إبداعاته تدور
حول شرف الشهادة و لحظات استشهاد الجنود فى المعارك.
و فى ختام
اللقاء أهدى أ.د. عبد الوهاب عزت درع الجامعة للسيدة جيهان السادات تقديراً لعطائها
و مسيرتها فى العمل العام و الحياة السياسية كشاهدة على العصر.
كما أهدت أ.د.
رقية شلبي عميدة كلية البنات بورتريه لقرينة الرئيس الراحل من ابداعات طالبات
الكلية.