"معهد البرديات والنقوش" يناقش كيفية بناء علاقات اجتماعية ناجحة
نظم معهد الدراسات العليا للبرديات والنقوش بجامعة عين شمس ندوة بعنوان " دور نظرية الحدود فى كيفية بناء علاقات اجتماعية ناجحة" ويلقيها دكتور جرجس بشرى الباحث فى شئون العلاقات الاجتماعيّة والذى أكد على ان طبيعة الإنسان التي خُلق عليها تقوم على أساس التعامل مع الآخرين وبناء العلاقات الاجتماعيّة المختلفة.
سواء كانت علاقة أسريّة أو صداقة
أو زمالة أو حب، فكلّ هذه العلاقات لها أهميّة كبيرة في حياة الإنسان، لأنّه لا
يستطيع العيش بمفرده وبمعزل عن الآخرين، فهو بأمس الحاجة لوجود كلّ شخص في حياته،
فالأهل لهم دور كبير ومؤثر في حياة الشخص، والأصدقاء لهم تأثير من نوع آخر على
حياته، فكلّ علاقة من هذه العلاقات لها زاوية محدّدة في جميع جوانب حياة الإنسان.
وأضاف الدكتور جرجس بشرى إلى ان الإنسان يستطيع أن يبني علاقات
اجتماعيّة في حياته، ومبنية على الحب والاحترام المتبادل بينه وبين غيره من
الأشخاص، يجب عليه القيام بالعديد من الخطوات وهي عند البدء في التعامل مع
الآخرين، يجب أن تكون بداية الحديث عن معرفة أخبارهم والسؤال عنهم ، موضحآ ان
الاهتمام لكلّ ما يقوله الطرف الآخر او الاستماع له بشكل جيّد وتوجيه النظر إليه،
وتجنّب الانشغال بأي عمل عند حديثه.
وأشار الدكتور جرجس بشرى ان التفكير بالكلمات قبل النطق بها، مع مراعاة
اختيار ألفاظ ومصطلحات تتناسب مع هذا الشخص، ويجب أن تكون ألفاظ لبقة وخالية من أي
تجريح أو مغالطة له ، مؤكدآ ان لقاء الآخرين بوجه مبتسم وبشوش تشعرهم بالراحة
والطمأنينة عند الجلوس مع هذا الشخص، فقد حثّنا رسولنا الكريم على التبسّم في وجه
الآخرين لقوله:" تبسمك في وجه أخيك صدقة".
وأوضح الباحث ان التعامل مع الآخرين بطريقة عفوية وطبيعيّة، أي تكون خالية
من أي تصنّع أو تكلّف، قد يؤدّي إلى نفور الآخرين منه، وتجنّب الحديث بطريقة مبالغة
ودون توقّف، بل يجب أن يكون الشخص مستمعاً أكثر من المتكلم.
والتعامل بطريقة جديّة مع الآخرين، وتجنّب اتّباع أسلوب المزاح في جميع
الأوقات، بل يجب أن يتم اختيار أوقات مناسبة للضحك والمزاح، لأنّ ذلك يؤدّي إلى
نفور الآخرين منه وأخذ فكرة سيئة عنه، ويصبح في نظرهم قليل القيمة.
وقال الباحث ان الابتعاد عن الإفراط في الحديث عن النفس وانجازاتها، لأنّ
ذلك يُشعر الطرف المقابل بالملل من الحديث معه ، مما يجب التحلّي بالصدق في القول
والفعل عند التعامل مع الآخرين، لأنّ ذلك يؤدّي إلى زيادة ثقتهم بهذا الشخص.
والتعامل مع الآخرين بطريقة متواضعة وبعيدة عن التكبّر مهما كان هذا الشخص
ومنصبه، لأنّ التكبر ينفر الآخرين منه، ويجعله شخصاً غير محبب التعامل معه، بينما
مساعدة الآخرين والتعاون معهم والوقوف مع الحق ومناصرة المظلومين يجب أن يكون هدفه
نبيلاً ولله تعالى عند مساعدة الآخرين.
واخيرآ قال الدكتور جرجس بشرى ان الالتزام والتقيد بالمواعيد مع الآخرين
والمواظبة على الزيارات المستمرّة سواء كانت للأقارب أم الأصدقاء، لأنها تؤدّي إلى
تقوية العلاقات الاجتماعيّة، ويجب تحديد موعد مسبق قبل أيّ زيارة و اتّباع أسلوب
تبادل الهدايا مهما كان ثمنها، لأنّها تؤدي إلى تقوية الروابط والمحبّة والعلاقات
الاجتماعية بين الناس.
حضر الندوة الدكتور محمد كشاف استاذ ورئيس قسم الحضارات بكلية الآداب جامعة
عين شمس وعميد المعهد وأساتذة المعهد والعديد من الباحثين والطلاب وأ/ صباح حسين
أمين المعهد ومحمود قاسم مدير وحدة الإعلام بالمعهد .