المواطنون:الانسولين غير موجود بالصيدليات .."الصحة":لا توجد أزمة والمخزون يكفى 5 أشهر
الخميس 10/نوفمبر/2016 - 05:32 م
أزمة شديدة يواجهها حاليا مرضى السكر بمحافظات مصر تعرض حياتهم للخطر بسبب النقص الشديد في "الأنسولين"، بعد أزمة تعويم الجنيه المصري ونقصه بالصيدليات وتخفيض كميات الأدوية المستوردة ، حيث أثارت أزمة اختفاء حقن "الأنسولين" خلال الفترة الماضية حالة من القلق بين مرضى السكري .
وقد تقدم النائب محمد فؤاد، ببيان عاجل لرئيس البرلمان د.علي عبد العال موجه لوزير الصحة د.أحمد عماد ، بسبب اختفاء العديد من المستلزمات الطبية مثل محاليل الملح والمياه المقطرة والأنسولين .
قالت د.إجلال فؤاد مدير صيدلية الإسعاف ، أن المساس بالسلع الدوائية يعد مسألة أمن وطني ، وطالبت بالاعتماد على الإنتاج المحلي .
وأكدت د.إجلال أن عقار الأنسولين المخصص لمرضى السكري متوفر داخل الصيدليات ، ويتم الصرف يومياً بالروشته الخاصة بالمريض بالكميات المحددة للجرعة.
وأضافت أن هناك ما يقرب من مليون ونصف المليون مريض سكر من النوع الأول المعتمد على الأنسولين ، فيما يغطي المستورد 75% من الاستهلاك المحلي ، وبالتالي فإن الإنتاج الوطني لا يغطي سوى 25% من الاحتياجات .
فيما قال الصيدلي "عصام يوسف" إن حصة عقار الأنسولين المحددة من الشركة المصرية لتجارة الأدوية، لا تكفي لتلبية احتياجات المرضى ، معبراً أن الأنسولين من إنتاج شركة نوفونوردسك الدنماركية يغطي 70%من الاستهلاك ، بينما الأنسولين المصري من إنتاج شركات النيل والمصل واللقاح وسيدكو والمهن الطبية ، والتي توقف بعضها عن الإنتاج ، مشيرا إلى أن اختفاء الأنسولين الـmixtard الذي كان يغطى 70% من احتياجات السوق يعتبر كارثة، مطالبا بوضع خطة عاجلة لزيادة الإنتاج المحلي.
وقالت رجاء فتحي، ربة منزل، مريضة بالسكر:" استهلك 3 عبوات من الأنسولين في الشهر.. لكن منذ 3 أيام لم استطع الحصول حتى على عبوة واحدة.. طرقت أبواب كل الصيدليات المحيطة بي فلم أجدها.
وأكد مواطن آخر يدعى ناجي عبد الفتاح، أنه مريض بالسكر ويحقن الأنسولين مرتين يوميًا، لكنه يعاني من نقص شديد في نسبة السكر في الدم لعدم استطاعته الحصول على جرعته منذ يومين بسبب نقصها بالصيدليات، لذا اتجه اليوم للحصول عليها من السوق السوداء بمدينة طنطا بسعر 50 جنيهًا للعبوة في حين أنها تباع بالصيدليات بـ 39 فقط.
وأشار آخر يدعى محمود حسن إلى أن عبوة الأنسولين وصلت 70 جنيهًا داخل الصيدليات واشتراها بالوساطة، مضيفًا:"أعاني من أمراض أخرى مثل الضغط والالتهاب في الأعصاب ولم استطع شراء كل الأدوية التي أحتاجها بسبب ارتفاع الأسعار واكتفيت بالأنسولين لان أهم الأدوية بالنسبة لي".
وقال احمد قشير، طبيب صيدلي، إن أزمة نقص الأنسولين ظهرت منذ أسبوع تقريبًا وبعد تعويم الجنيه وانخفاض معدل الاستيراد فاختفت بعض العقاقير المستوردة منها ألبان الأطفال وأدوية الإنجاب والحمل والمنشطات البدنية.
وأشار إلى أن الأسعار زادت بنسبة 20% علي كماليات الأدوية مثل "السرنجات والمحاليل الطبية والجونتيات" مع ثبات أسعار الدواء المحلي.
وأكد الدكتور محمد عبد العال، صاحب صيدلية بطنطا، أن شركة الأدوية بطنطا خصصت لكل صيدلية بالمدن 5 عبوات من الأنسولين وفي القرى عبوة واحدة يوميًا يتم استلامهم عن طريق ذهاب الصيدلي للشركة وبسعر البيع للمستهلك وهو 37جنيه وبدون خصومات مما أدي إلى عدم سعي الصيدلي لأخذ حصته إلا للضرورة وليس بشكل يومي".
وأوضح عبد العال أن هناك نقص في عدد كبير من الأدوية المستوردة المزمنة الضرورية للمرضي، في الوقت الذي عدم منح شركات الأدوية الصيدلي أي خصوماتما أدي إلى انخفاض مكسبه.
وقال الدكتور وليد عبد العاطي، مدير الشركة المصرية لتجارة الأدوية بطنطا، إن الأزمة عامة في الأدوية المستوردة ظهرت بعد قرب انتهاء المخزون منها ووقف الاستيراد وتعويم الجنيه المصري.
واتهم الدكتور سعيد شمعة، نقيب صيادلة الدقهلية، ، شركات الأدوية بافتعال الأزمة ببيع كميات قليلة من الأدوية للضغط على الحكومة، لرفع أسعار الدواء ، على حد قوله.
وقالشمعة،إن"الشركات تحتفظ بما لديها من أدوية بعد تعويم الجنيه للضغط على وزير الصحة لإصدار قرار برفع أسعار الدواء، والآن أصبحت تصرف كميات محددة للصيدليات، حيث تصرف كل صيدلية علبتين فقط أسبوعيا من الأنسولين ".
وعقدت نقابة صيادلة الدقهلية، اجتماعا طارئا مع مسؤولى الشركات، لبحث أزمة نقص الأدوية ، خاصة المستورد منها.
وكان الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، نفى عدم وجود إنسولين بالسوق، وأن الشركات امتنعت عن توريده أو توزيعه، وتقليل حصة كل صيدلية، مؤكدا أن المخزون الموجود يكفي 7 اشهر قادمة.
وأضاف مجاهد، إنه تمت مراجعة أرصدة الإنسولين في جميع فروع الشركة وكانت 4 مليون 940 ألف عبوة تكفي لمدة 7 شهور أو اكثر، مشيرا إلى أنه سيتم رفع حصة كل صيدلية بدءا من الغد من الإنسولين لـ 10 عبوات للصيدلية الواحدة، وأي صيدلية ستنتهي حصتها يمكنها أن تأخذ المزيد من المتوفرة
ورغم ارتفاع سعر زجاجة الإنسولين من 31 جنيها إلى 38 جنيها بعد تغيير الأسعار، إلا أن الأسواق شهدت أزمة بعد نفاذ المخزون بالصيدليات.
وقال شريف السبكى، العضو المنتدب للفروع والصيدليات بالشركة المصرية لتجارة الأدوية، إحدى شركات القابضة للأدوية والكيماويات، إنه لا توجد أزمة فى توفير الإنسولين البشرى بالصيدليات.
وأضاف السبكى ، أن المخزون الاستراتيجى للأنسولين يكفى 5 أشهر، لكن الشركة تورد 10 حقن فقط للصيدليات يومياً، حتى تتمكن من استمرار التوريد مدة أطول خاصة بعد زيادة الدولار.
وقال أحمد كيلانى، العضو المنتدب لشركة المهن الطبية للأدوية"MUP"، إنه لا توجد أى أزمة فى توفير الأنسولين وأن المخزون الاستراتيجى يكفى لمدة 3 أشهر.
وأضاف كيلانى ، أن الشركة ملتزمة بتوريد الأنسولين البشرى للمستشفيات والصيدليات، رغم قرار البنك المركزى الاخير بتعويم الجنيه.
وأوضح أن الشركة لديها 1.5 مليون حقنة أنسولين بالمخازن، بجانب الكمية المتوفرة بسوق الدواء.
وطالب بالاعتماد على المنتج المحلى من الأنسولين، لتوفير العملة الصعبة، وتوفير فرص عمل إضافية.
وقال نبيل الببلاوي، العضو المنتدب لشركة المصل واللقاح إحدي شركات القابضة لمستحضرات الحيوية"فاكسيرا"، إن الشركة تقوم بتوريد 18 ألف حقنة انسولين يومياً لوزارة الصحة.
وتوقع الببلاوي أن تحدث أزمة في أدوية السكر الفترة المقبلة حال عدم قدرة الشركات الأجنبية العاملة في مصر على استيراد الانسولين بعد تغير سعر الصرف، وقال إن “فاكسيرا” على استعداد لضخ 8 ألاف حقنة انسولين يومياً للسوق الخاص بعد رفع حجم إنتاجها اليومي إلي 26 ألف حقنة.
ويبلغ استهلاك السوق المحلي من الأنسولين، 20 مليون زجاجة سنوياً، توفر منها فاكسيرا نحو 9 ملايين عبوة.