"التعليم" تفتتح فعاليات المؤتمر العلمى الأول لدعم المدرسة المصرية اليابانية تحت عنوان "دعم تجربة المدرسة اليابانية"
الخميس 22/سبتمبر/2016 - 01:31 م
قامت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بعقد المؤتمر العلمى الأول لدعم المدرسة المصرية اليابانية تحت عنوان "دعم تجربة المدرسة اليابانية"، بحضور تيريوكى ايتو رئيس هيئة التعاون الدولية اليابانية (جايكا)، والخبير اليابانى البروفيسير الدكتور سوجيتا، والدكتور هانى هلال مستشار الجايكا بالقاهرة، والدكتورة راندة شاهين رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسى، وعدد من قيادات الوزارة.
ألقت الدكتورة راندة شاهين كلمة، وذلك بالنيابة عن الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى.
أكدت فى هذه الكلمة أن أهمية التعليم محل جدل في أي منطقة من العالم، فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن آلية التقدم الحقيقية بل وربما الوحيدة في العالم هي التعليم؛ لذا فإنَّ وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى لا تألو جهدًا في سبيل توفير موارد بشرية متنامية القدرة والكفاءة، وعلى درجة عالية من الجودة والأخلاقيات المهنية تستجيب للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع المصرى، بهوية لاتنفصل عن الاتجاهات العالمية؛ من أجل بناء مجتمع يقوم على التعلم، واقتصاد يقوم على المعرفة.
إلى جانب أنها تسعى حثيثًا نحو توفير الفرص لاكتشاف الموهوبين والمتميزين لرعايتهم، ووضعهم موضع الاهتمام البالغ، وتنمية القدرة لديهم على البحث والابتكار.
وقالت "شاهين" إن النشاط هو جزء مهم من المنهج المدرسي بمعناه الواسع الذي يترادف فيه مفهوم المنهج والحياة المدرسية الشاملة لتحقيق النمو المتكامل للتلاميذ، وكذلك لتحقيق التنشئة والتربية المتكاملة المتوازنة، فالأنشطة المدرسية - أيًّا كانت تسميتها – تساعد في تكوين عادات ومهارات وقيم وأساليب تفكير لازمة لمواصلة التعليم، كما أنها تشكل أحد العناصر المهمة في بناء شخصية التلاميذ وصقلها، وهي تقوم بذلك بفاعلية وتأثير يدفع بطلابنا إلى التفكير السليم، وإلى التميز فى الأداء.
وأشارت "شاهين" إلى أنه فى إطار الزيارة الرسمية المثمرة لليابان التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، فى الفترة من 28 من فبراير إلى 2 من مارس عام 2016، والتى التقى خلالها شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان؛ من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين فى مجالات متعددة، وأعلن كلاهما عن قيام شراكة تعليمية بين البلدين: تحت عنوان"EJEP"من أجل تمكين الشباب المصري، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية والرخاء، وتعظيم الاستفادة من الخبرات اليابانية فى المجالات التعليمية المختلفة، وخاصة فى مرحلتى الطفولة المبكرة والتعليم الأساسي، وكذلك فى مجال البحث العلمي، والتكنولوجيا، والابتكار.
وأوضحت أنه قد تم الاتفاق على إدخال التربية على الطريقة اليابانية إلى مصر، بما في ذلك الأنشطة المدرسية المختلفة وإدارة المدرسة؛ استنادًا إلى التجربة اليابانية التى تعرف باسم (التوكاستو) التي تعالج الأخلاق، وتعزز الانضباط، وتغرس الروح التعاونية بين الطلاب؛ بما يسهم فى تطوير الأنشطة المدرسية بالمدارس المصرية.
وأضافت "شاهين" أنه فى هذا الإطار فقد تعهدت الحكومة اليابانية بتقديم الدعم الكامل للحكومة المصرية لتنفيذ هذه التجربة على الوجه الأكمل، من خلال إيفاد الخبراء والمتطوعين والمعلمين وتوفير المعدات، حيثما كان ذلك ضروريًّا، ويتم تحديد هذه المدارس النموذجية المخصصة لتنفيذ التجربة من خلال الاتفاق بين الطرفين، ومن خلال توفير فرص تدريبية؛ لتعزيز طاقات وقدرات المعلمين عن طريق إيفادهم إلى اليابان أو تدريبهم فى مصر.
وقالت حقًّا نحن نتطلع إلى الاستفادة من مناهج التعليم الياباني المقدمة للأطفال التى تهدف إلى تحقيق تنمية متوازنة للجوانب الاجتماعية والعاطفية والمادية والأكاديمية من خلال ممارسة أنشطة متنوعة، مثل: الأنشطة الثقافية والرياضة والفنية، ونعمل على نقل تلك التجربة الثرية إلى المدارس المصرية؛ حيث لا تهتم فقط بنقل المعرفة فقط من المعلمين للطلاب، ولكن أيضًا تسهم تلك التجربة فى بناء شخصية الفرد، من خلال الشراكة والتفاعل الإنساني بين المعلمين والطلاب، كما تعمل على نشر بعض الممارسات التربوية التى تساعد على تنمية الطفل بشكل أفضل من خلال تطبيق "التعلم من خلال اللعب".
وأضافت إنه تم الاتفاق على نقل التجربة اليابانية من خلال المحاور التالية: دعم المدارس النموذجية، وبناء قدرات المعلمين/ المدربين، وتحسين الإدارة المدرسية، والأنشطة المدرسية.
وأكدت أنه فى ضوء توجيهات رئيس الجمهورية بتطوير المنظومة التعليمية؛ من أجل بناء مستقبل مصر، وإعادة صياغة وبناء الشخصية المصرية على أساس علمى، بما يتناسب مع متطلبات التنمية، ويحقق تطلعات الشعب المصرى.
واتخذت الوزارة عدة خطوات نحو نقل التجربة اليابانية إلى مصر، وتم تطبيقها في مدرسة الشهيد عماد بإدارة الوايلي التعليمية بمديرية القاهرة، ومدرسة الشيخ عبدالعزيز بإدارة الوراق بمديرية الجيزة خلال العام الدراسي 2015/2016، كما تم وضع تصور لمعايير اختيار المدارس العشرة المرشحة لتطبيق التجربة اليابانية بالتعاون مع وكالة جايكا.
تم تنفيذ زيارات ميدانية للمدارس بالتنسيق مع بعثة اليابان وتم اختيار أقربها لتحقيق المعايير المرجوة.
تم عقد عدة اجتماعات مع الجانب الياباني؛ من أجل مناقشة آليات وطرق الاستفادة من المتطوعين اليابانيين للعمل والتدريب في بعض المحافظات وتم إعداد شروط التوظيف؛ لاتخاذ الإجراءات مع الجانب الياباني نحو طرحها فى اليابان، وعلى ضوئها تتم الاستفادة من أفضل المتطوعين اليابانيين للعمل في بعض المدارس المصرية.
ومن جهته، قال مستر إيتو في كلمته: إن هيئة الجايكا هى اختصار للوكالة اليابانية للتعاون الدولى، فهى وكالة حكومية مستقلة تقوم بتنسيق المساعدة الإنمائية الرسمية لحكومة اليابان فى الدول النامية، وتعزيز التعاون الدولى، مؤكدًا أنها تساهم بشكل كبير فى الأنشطة التطوعية التى تعمل على تنمية الإنسان؛ على سبيل المثال: (مشروع تطوير كوبرى السلام، ومشروع مستشفى الأطفال " أبو الريش"، ومشروع المتحف المصرى، ومشروع طاقة الرياح بالزعفرانة، وفى كثير من المشاريع الزراعية).
وأضاف إيتو: إنه فى مجال التعليم فقد قامت الوكالة بالتعاون مع الجانب المصرى فى نقل الخبرات اليابانية بتبسيط مادتى العلوم والرياضيات، والتى ساهمت فى جعل الطفل يفكر فى فهم هاتين المادتين فى مراحل رياض الأطفال، والتعليم الأساسى، والتعليم الفنى، كما ساهمت الوكالة فى حصول عدد (2500) طالب مصرى على منح دراسية للدراسة فى اليابان.
وأوضح إيتو: أن الهدف من عقد مؤتمر اليوم التعرف على الأنشطة الخاصة (التوكاتسو)، ونقل هذه الفكرة إلى المتخصصين فى التعليم قبل البدء فى المشروع، مشيرًا إلى أنه قد تم تطبيق هذه التجربة فى مصر فى أكتوبر الماضى بشكل تجريبى فى مدرستين لتعليم الطلاب بعض الأنشطة التى تتيح لهم ممارسة العمل الجماعى، وتحديد الأدوار، وتنفيذ الدور المكلف به كل طالب فى الفريق، والتعاون مع زملائه للوصول إلى الأهداف المراد تحقيقها، والتى تهدف إلى بناء الشخصية، والانتماء، وقيم النظافة، والاعتزاز بالذات، وتحمل المسئولية، والتفكير الناقد، والإعداد الإيجابى لممارسة الحياة.
وأكد إيتو أنه من المقرر تنفيذ هذه التجربة فى عدد ( 10) مدارس مع بدء العام الدراسى الجديد، متمنيًا أن يتم تطوير التعليم المصرى من خلال هذه التجربة اليابانية بما يتلاءم مع الطبيعة المصرية.