تسريبات الثانوية ... والبينة على من ادعى
شاهدت لقاء الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم مع الاعلامى "اسامة كمال" مساء الاحد الماضى ،ولكن ما استوقفنى هو تاكيد معالى الوزير على ان تسريبات الثانوية العامة كانت تحدث منذ 5 سنوات وليست هذا العام فقط
وبرد الاعلامى "اسامة كمال" احنا
مش شفنا ده ولا شوفنا اللى حصل السنة دى قبل كده ، فقام رد عليه الوزير المبجل
"اسالوا الاجهزة الامنية "
فهل لو صح كلام الوزير يكون هناك شبهة تقصير
للاجهزة الامنية والرقابية في مصر طوال السنوات الماضية ،فهل رد الوزير "باسالوا
الاجهزة الامنية تعنى انهم كانوا مقصرين ! فهل يعنى كلام معالى الوزير ان هناك تسريبات
كانت تحدث من قبل وان الاجهزة الامنية والرقابية لا تعلم فهذه مصيبة ام يعنى ان الاجهزة
كانت تعلم ولن تتحرك و"مطرمخة" على الموضوع فهذه مصيبة اكبر من مصيبة تسريبات
الثانوية العامة نفسها
فقدان الثقة في مسئول ايا كانت وظيفته فهذا
وارد ولكن ان نفقد الثقة في الاجهزة الامنية والرقابية في الدولة هذا الغير مقبول ،
وخاصة ان ما يقال من معالى الوزير ومتحدثه الرسمى في وسائل الاعلام من حدوث تسريبات منذ اكثر من 5 سنوات لهو اشد خطورة من التسريب نفسه ويستوجب رد الاجهزه الامنية والرقابية
على هذا بالتاكيد او بالنفى
اما في وجهة نظرى الشخصية فان الاجهزة الامنية
والرقابية في مصر من افضل واشرف الاجهزه في العالم ومن المستحيل ان تكون هناك وقائع
مثل هذه كانت تحدث من قبل وتقف الاجهزة مكتوفة الايدى وتتفرج دون اتخاذ اى اجراء ،واكبر
دليل تحرك نفس الاجهزه هذا العام واحتواء الموقف والقبض على المتورطين
ارى كما يرى الشعب المصرى كله ان تسريبات
امتحان الثانوية العامة المصرية حدثت
"4" مرات فقط منذ تاريخها
"أول " واقعة تسريب لامتحانات
الثانوية في تاريخ مصر كانت عام 1962 تم تسريب
اول امتحانات للثانوية العامة في اكثر من مادة مما اضطر الى اعادة كل الامتحانات وقتها
بما فيهم امتحانات الاعدادية والابتدائية
و"الثانية " كانت عقب نكسة 67 في عهد الزعيم جمال عبد الناصر وتم اعادة الامتحانات
بالكامل حيث قامت الاذاعات الاسرائيلية الناطقة بالعربية وقتها باذاعة امتحانات الثانوية
العامة علي الهواء مباشرة و فؤجي نحو 200 الف طالب في ذلك الوقت باذاعات اسرائيل تعلن
عن اسئلة امتحاناتهم ، بالطبع لم يصدقوا هذة السخافة الا انهم صدموا عندما كانت الاسئلة
مطابقة لما اذاعته اسرائيل !و تكرر الامر في اليوم التالي و اتسعت رقعة وصول الاسئلة
للطلاب فعقد مجلس الوزراء اجتماعا طارئا قرر فيه الغاء الامتحانات و تأجيلها لوقت لاحق
و منذ ذلك الوقت تم اعتبار امتحانات الثانوية العامة في مصر مسألة امن قومي و تقرر
طبع امتحاناتها في مطابع القوات المسلحة .....
"الثالثة " في 2008 في عهد الدكتور
يسرى الجمل في محافظة المنيا حيث تفاجىء أولياء أمور طلاب الثانوية العامة وقتها
, من تسرب امتحانات الثانوية العامة منذ
اليوم الأول للامتحانات في مادة اللغة العربية
,وبعدها امتحان اللغة الانجليزية ونفى محافظ المنيا وقتها واقعة التسرب حتي
تقدم المحاسب أحمد بهاء الدين, وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا, ببلاغ لأجهزة
الأمن بوجود مكتبة تقوم بتصوير أوراق أسئلة الامتحانات وتوزيعها علي الطلاب قبل الامتحانات
بمقابل مادي.وقرر يسري الجمل وزير التعليم تشكيل لجنة للتحقيق وتغيير طاقم المسئولين
عن الامتحانات بالمحافظة, وتشكيل لجنة اخرى
بتصحيح أوراق إجابات الطلاب في اللجان التي حدث بها تسريب وانتهت بمجازاة 106 عامل..
واخيرا" الرابعه " في ابشع صورها
في 2016 في عهد الدكتور "الهلالى الشربينى
"وزير التعليم الحالى في 2016 حيث اصبح
تسريب الثانوية العامه من ابشع واكبر التسريبات في تاريخها واصبحت مصر في موقف لا تحسد
عليه بسبب عدم وجود خطة مسبقة من القائمين على الامر لضمان سلامه الامتحانات .. اصبحت الامتحانات تخرج على صفحات التواصل الاجتماعى
بشكل يومى والوزارة تقف موقف المتفرج وسط صرخات من الطلاب واولياء الامور والراى العام .والذى يثير السخرية هو اعلان الوزارة انها من اكتشفت
التسريب حيث انها لم تعلم بالتسريب الا من
المواقع الاخبارية ووسائل الاعلام واكبر دليل انكار الوزارة للتسريب في الساعات الاولى
الا ان بعد تعالى صيحات الراى العام وانتشار اوراق الاسئلة والاجابة اضطرت وزارة التعليم بالاعتراف بالتسريب مدعية انها من
اكتشفته وسط سخرية من الراى العام
فكل هذه الوقائع منذ 62 الى 2016 وكانت الاجهزة الامنية والرقابية لها الفضل والدور الاساسى في احتواء الموقف والتعامل مع هذه الازمة بكل حرفية ومهارة مع الضرب من حديد على يد كل فاسد