الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

لماذا فقد المُعلمون الظهير الشعبي؟!

الإثنين 19/سبتمبر/2016 - 01:57 ص

سؤالٌ هو عنوانُ المقال؛ أرجو أن يواجه كل معلم نفسه به؛ وأن يجيب عنه بصدق؛ مُتحليًا بالحلم؛ ومتزينًا بالعلم، فحين تكون الإجابة على هذا النحو سيعرف المُعلم أين يقف من المجتمع؛ وأين يقف المجتمع منه!.

اسأل نفسك أيها الزميل العزيز، ما هي سيرتك على ألسنة طلابك وهم يتحدثون عنك فيما بينهم؛ و هم يذكرونك عند أولياء أمورهم؟..

قدِّر رصيدك من الإحترام والتوقير في قلوبهم وقلوب آبائهم وأمهاتهم؛ وأنت الذي تُمعن في التلكؤ عند ذهابك للفصل، بينما تهرول وأنت منه خارج، ومع نفس الطلاب تفعل العكس في الدرس الخاص!

انظر إليك وأنت تُلوِّح لهم أن يذهبوا إليك في حجرة الدرس الخاص؛ وأنت توميء إليهم بأنه لا ضرورة من حضورهم إلى المدرسة؛ وأنت ترشدهم إلى المكتبة التي تبيع مذكرتك العبقرية؛ وأنت تتجاهل وتضطهد من لم يأتيك منهم إلى الدرس الخاص خاشعًا، ومن لم يشتر مذكراتك خاضعًا..

راجع كلماتك في الفصل؛ وافحص عباراتك وأنت بينهم؛ وأخبرني بمعدلات استخدامك لألفاظ لا تليق بك كمربي وقدوة..

ثم انظر بعد هذه الممارسات إلى التأثيرات السلبية والتشوهات النفسية التي تحدثها في نفس طفل وأنت تصنع معه كل هذا..

إنك أيها الزميل تُعد طالبًا لا يحمل لك احترامًا في قلبه؛ وإن أبداه لك خوفًا من مقصلة القلم الأحمر..

الحقيقة تُقال في البيت وتصفك بالمُستغل والقاسي والمُضهطد والمُهمل، ومن ثم فلن تجد لك هيبة ولا قيمة ولا محبة في نفوس الناس ولو ألحوا عليك كي ينضم أولادهم للدرس الخاص عندك؛ لأنهم أُجْبروا على ذلك جراء ضغط أولادهم؛ وسلوك نظرائهم من أولياء الأمور.. فهل تنتظر منهم عقب هذا أن يساندوك في مطالبك حتى ولو كانت عادلة؟!

هناك ثقافة أنت كمعلم قد ساهمت في صنعها وهي أنه لا نجاح ولا مجموع إلا بدرس خاص وبمذكرة خاصة!.

من أجل هذا ستقفون في الميدان وحدكم أيها المعلمون الذين تعففتم على الدروس الخصوصية؛ تطالبون الدولة بتحسين رواتبكم؛ ولن يسمعكم أحد، فلا ظهير لكم من مجتمع كره الجميع بفعل البعض؛ ولن ينضم إليكم زملاء الدروس الخصوصية؛ فهم يتمنون أن تبقى الأوضاع كما هي حتى ينتهوا من بناء العمارة وشراء السيارة ومضاعفة الرصيد.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

أما بعد، فلست ضد المعلمين لأنني منهم، ولكني مع ضرورة العلاج المر الذي لا مناص منه؛ لابد من المُصراحة ومن المُكاشفة؛ لابد من إصلاح البيت من الداخل أولًا؛ لابد أن نتلافى عيوبنا التي ندافع عنها مُتذرعين بمبررات لن يسمعها أحد حتى ولو كانت صادقة.. لابد أن نسترجع شعبيتنا بين الناس ليتحدثوا نيابة عنا؛ ليتضامنوا معنا فيما نطلب، وكفانا عنادًا.