من فران الى حارس أمن الى ماسح احذية.. موجه بتعليم المنيا.. بعد المعاش شغال بقال.. هكذا نهين معلمينا
الثلاثاء 13/سبتمبر/2016 - 02:59 م
رغم مرور 4 سنوات على خروجه إلى المعاش، إلا أن حياته لم تتقدم خطوة واحدة، بل ازدادت سوءًا فى ظل حالة الركود الاقتصادى والإحباط، التى يعيشها، لولا أنه يقضى أكثر من ثلثى وقته داخل محل تجارى، أضطر أن يفتتحه ليقتات منه فى ظل معاش قليل لا يتعدى 1000 جنيه.
عادل يونان، موظف بتعليم المنيا السابق، والذى أكد أنه يقيم بشقة مكونة من غرفتين وصالة داخل حى شعبى وسط مدينة المنيا، لا تكفيه لإيواء أسرة مكونة من 4 أفراد زوجة ربة منزل تجاوزت الـ 55 عامًا، وهى مريضة منذ عدة سنوات، وولدان هما رومان وكيرلس، تخرجا فى كلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات بجامعة المنيا، يبحثان عن عمل فلم يجدا حتى الآن.
وأضاف يونان، البالغ من العمر 64 عامًا، أنه كان يعمل موجهًا للدراسات الاجتماعية بإحدى الإدارات التعليمية بالمنيا، وبعد أن خرج إلى المعاش بمرتب لا يتعدى 850 جنيهًا شهريًا وصل الآن إلى 1000 جنيه لا تكفيه للمعيشة 15 يومًا .
وأوضح، أنه يدفع إيجار للشقة 700 جنيه شهرياً، إلى جانب المياه والكهرباء والغاز الطبيعى، ويقوم بالإنفاق على زوجته المريضة منذ سنوات بعدة أمراض تكلفنى حوالى 1200 جنيه شهريًا أدوية وتحاليل وكشف طبى وخلافه. وأكد أنه يقوم بدفع إيجار للمحل حوالى 600 جنيه شهرياً، إلا أنه مضطر للاقتراض من بعض زملائه القدامى، لكنه بكى حين تحدث عن أن حياته أشبه بالجحيم قائلاً: "مش قادر أزوج أولادى الاتنين رومان وكيرلس بعدما تخرجا فى الجامعة، ولم يجدا عملاً يساعدهما أو يساعدوننة على المعيشة، لولا أخى الذى يساعدنى شهريًا باعتبار أنه يعمل فى التجارة الحرة، وقادر على مساعدتى لكنت شحت فى الشارع وتحولت إلى متسول.
وأشار، إلى أنه اضطر لاقتراض مبلغ من أحد البنوك، حتى يستطيع أن يفتح محل بقالة يبع فيه بعض المأكولات والسجائر وحلويات الأطفال من الشيبسى، وخلافه كى يستطيع أن يعيش هو زوجته المريضة وأولاده.
وأضاف، أنه أجبر أولاده على مغادرة المنيا إلى القاهرة فى المطرية وحلمية الزيتون، كى يبحثان عن عمل يستطيعان أن يعيشا منه، بعد أن تركا والدهما ووالتهما المريضة، دون أن ينفق عليهما أحد سوى محل البقالة، وتابع "أنا كصاحب معاش مش قادر أعيش لأن المعاش لا يكفى، متسائلاً لماذا تتم زيادة المعاشات العسكرية ونحن منذ شهر إبريل الماضى لم تزد معاشاتنا؟.
وأكد، أن الوزارة وعدتنا بزيادة المعاشات مثل أصحاب المعاشات العسكرية، خاصة أننا نعيش فى ظل أسعار عالية وغلاء فاحش، وأن زيادة المعاش الذى حصلنا عليها فى إبريل الماضى، لا تكفى لشراء كيلو لحمة من السوق، "وأنا عايش داخل محل بقالة أقضى فيه أكثر من 16 ساعة متواصلة، ولولا المحل لكنت قعيد الفراش بحاول أن أسلى وقتى لحد ما أموت، لأن المعيشة صعبة وغالية ومش عارف أعمل إيه ؟".
وطالب الحكومة، بزيادة أصحاب المعاشات المدنية، ولم تنفذ وعدها لنا فماذا نفعل نشتكى لمين، ونقول إيه، "ياريت الواحد منا كان مات قبل ما يشوف الأيام ده وشاف اللى ما حد شافه من ساعة ما وعينا على الدنيا".