الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

فصل النساء عن الرجال بصحن المطاف بالكعبة

الخميس 04/أغسطس/2016 - 10:27 ص

تتميز الكعبة المشرفة ومكانها في مكة المكرمة بأنها أقدس بقعة خلقت على وجه الأرض، وقد كرمها ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم إذ يقول سبحانه : { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } آية 96،97 سورة آل عمران..
لهذه القدسية والمكانة الجليلة للكعبة المشرفة والحرم المكي من قبل الله عز وجل، فإن المسلمين والمؤمنين في شتى أنحاء المعمورة، تتهافت قلوبهم تجاه قبلتهم التي ارتضاها لهم ربهم بالتقرب إليها والطواف حولها على مدار الأربع وعشرين ساعة في اليوم والليلة، ماعدا أوقات الصلاة المكتوبة، فالطواف حول الكعبة تحية من المسلمين لقدسية الكعبة ولمكانها الروحاني في القلوب، ولا يكتمل ركن الحج أو العمرة إلا بالطواف حول البيت العتيق سواء للنساء أو الرجال، والطواف بصحن المطاف بالكعبة المشرفة يكون مختلطا للرجال والنساء على حد سواء..
وكثيرا ما يحدث احتكاكات بين الجنسين دون قصد نتيجة التدافع والازدحام الشديد داخل صحن المطاف، خاصة في أوقات الذروة مثل الحج ورمضان والإجازات الرسمية داخل المملكة، بالإضافة إلى موسم العمرة الكبير، فصحيح أن الإنسان في الحرم لا يفكر إلا في طاعة الله ورضوانه، لكن هناك نساء كثيرات غير عربيات في صحن الحرم يحتكون بالرجال دون قصد نتيجة لوجود الآلاف وتدافعهم للاستباق حول الطواف، وحول لمس الكعبة المشرفة وتقبيل الحجر الأسود، وقد رأيت ذلك بنفسي وبأم عيني، وتعرضت لهذه الأمور حين أدائي للعمرة والحج العام قبل الماضي..
لذا نطلب من القائمين على هذا الأمر خاصة الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومعهد أبحاث خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، أن يبحثوا هذا الأمر ويجدوا حلا سريعا وشافيا إتقاء لشر التزاحم والتدافع والاختلاط بين الجنسين، حيث أولت حكومة المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا بصحن المطاف، وتم رصد ميزانية مفتوحة للمشاريع المتعلقة بالحرم المكي، والتي كان آخرها توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام وتوسعة صحن المطاف، بإقامة دورين اثنين حتى يسع الملايين التي تفد إليه من شتى بقاع الأرض، وهذا عمل عظيم، لكن دورنا بعد هذا المجهود الضخم في التوسعة أن نسعى جاهدين لإتخاذ السبل والطرق لعدم اختلاط النساء بالرجال في صحن المطاف بالحرم، كأن نخصص دوراً قائما بذاته للنساء من أحد الدورين الاثنين المخصصين لصحن المطاف، يشمل هذا الدور النساء بصفة عامة الأصحاء منهن وذوى الإعاقات والاحتياجات الخاصة، وبالتالي نضمن عدم التدافع وعدم الاختلاط في أقدس بقعة على أرض البسيطة وهذه تعد حسنة جارية لكم حتى قيام الساعة بإذن الله..