الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

"الثقافة والهوية .. التحديات والآمال "بآداب عين شمس

الأحد 08/مايو/2016 - 08:45 م
السبورة

افتتح أ.د. عبد الوهاب عزت القائم بأعمال رئيس جامعة عين شمس أعمال الملتقى الدولي الأول لكليات الآداب في الوطن العربي تحت عنوان:" الثقافة والهوية .. التحديات والآمال" يومي 4، 5 مايو الجاري مؤكداً أن الملتقى يناقش ما تعانيه المجتمعات العربية من تحديات في ظل الانفتاح علي ثقافات أخرى بحكم انتشار التكنولوجيا الرقمية إلي جانب مناقشة تأثيرها على الهوية المصرية والعربية ومشكلات اللغة بين أفراد الأجيال الجديدة

 وأَضاف أن المؤتمر يدعو إلى قبول ثقافات الآخر على جميع المستويات الفكرية ، آملا أن يخرج الملتقى بتوصيات يتم نشرها بين الجامعات العربية، وتمثل  نبراسا نهتدي به

 

     وقالت أ.د. سوزان القليني، عميدة كلية الآداب بجامعة عين شمس، إن المجتمع العربي يعيش الآن لحظات فارقة في ظل التراجع الثقافي وتضاؤل مفهوم المواطنة وتأرجح المجتمع العربي بين الغرب تارة والشرق تارة أخرى، مما انعكس بالسلب علي هوية المنطقة العربية.

 

  وأشارت إلي أن من أبرز التغيرات التي طرأت على المجتمع والذي اصبح النمط الغذائي السائد بين افراد المجتمع العربي هو اتشار ثقافة الهامبرجر أو ما يعرف بالوجبات الجاهزة

 

وأشارت أ.د. سوزان القليني، إلى أن ظاهرة الاختراق للمجتمعات العربية، من خلال الدراما الوافدة وما تحمله من قيم اجتماعية وثقافية غريبة علي المجتمعات العربية ولكن بكثافة عرضها أصبحنا نألف هذه المشاهد والعلاقات غير السوية.

 

وتابعت عميدة كلية الآداب، أن هناك تغيرات غير مسبوقة علي مختلف الاصعدة، من أهمها تدهور اللغة العربية، وتراجعها ليحل محلها الفرانكو اراب، والاستخدام غير المرشد للتكنولوجيا التي صدرت الينا دون تهيئة ثقافية للمجتمعات العربية، مما انعكس سلبا علي تفكك العلاقات الاسرية، وارتفاع نسب الطلاق.

 

 وعن الهوية في شعار جامعة عين شمس المتمثل في المسلة الفرعونية والصقرين تحدث الدكتورممدوح الدماطي وزير الآثار السابق موضحاً أن المسلة ترمز إلى أقدم معبد وهو معبد الإله رع تتوسطها نقوش تعني كلمة " برعنخ "أي بيت الحياة والتي كانت تطلق على المدرسة الملحقة بالمعبد .

 

فيما أوضح أ.د. سعيد الوكيل وكيل كلية الآداب جامعة عين شمس لشئون الدراسات العليا والبحوث ، أن الثقافة والهوية مفهومان خفيفان على اللسان ثقيلان في ميزان المعرفة ، ويظل ما يطرح حولهم من تساؤلات أكبر من أن يشمله نقاش ، وأن أهم ما يميز الملتقى هو البعد الرؤيوي وطرح الموضوع من أكثر من زاوية حتى تضح الرؤية فيسهل اقتراح الحلول للتحديات التي تواجه الثقافة والهوية المصرية والعربية .

 

     ومن جانبه أكد أ.د. مصطفى مرتضى وكيل كلية الآداب جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب على أن الهوية موضوع شائك يتأثر بالتحولات والتغيرات على جميع المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأكد على أن الهوية هي الوعي بالذات الاجتماعية بالإضافة إلى الذات الثقافية وهي تشير أيضاً إلى ثقافة الفرد ولغته وعرقه وعقيدته بالإضافة إلى حضارته وتاريخه .

 

وفي الكلمة التي ألقتها الدكتورة نجوى خليل  وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة وعضو المجلس القومي للمرأة بعنوان : "تحديات المرأة العربية في إطار الثقافة والهوية " أكدت على أن قضايا المرأة تأتي في مقدمة المشكلات التي تتاثر بحالة الثقافة المضطربة ، لذا فإن اندماج المرأة في مشروع التنمية المستدامة في الدول العربية والجهود المبذولة لازالت بحاجة إلى سياسات ورؤى متكاملة.

 

وأشارت إلى أن التحديات التي تواجه المرأة العربية تتمثل في التمييز القائم علي الجنس والنوع لاتزال قائمة في المجالين العام والخاص خاصة في مجال الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية في مجتمعاتنا الريفية بشكل واضح ، بالإضافة إلى تحديات تتعلق بالقيود القانونية والممارسات الاجتماعية التي تعكس تمييزاً حاداً ضد المرأة مثل قوانين الأحوال المدنية والشخصية ، الصحة الانجابية و الخدمات الصحية والبدنية

 

 وأكدت الدكتورة ملحة عبدالله، عميدة المسرح السعودي أن سر قوة العرب هي تقاربهم فى الوطن واللغة والثقافة والدم، موضحة "أن ما يحدث في سوريا يؤلم الجميع ولو عرف شباب الوطن العربي ماهية جيلهم وما هي هويتهم لزلزلوا العالم"

 

 وأضافت خلال كلمتها أن مصطلح الهوية يستنبط من " هو – هو " لما يمثلة من تقارب الثقافات والعادات والتقاليد بين الشعوب العربية وأن الإعلام والعقيدة والفن جميعهم ركيزة أي أمة ومصدر بقائها، مشددة على ضرورة  تحويل الهوية والثقافة من واقع محسوس إلى ملموس.

 

    ومن جانبه قال الدكتور محمد وهدان رئيس قسم الإعلام بجامعة الأزهر، إن الهوية انتماء للدين والوطن، موضحاً أن الدين سمي الصبغة وهي الهوية، مشيراً إلى محاولات الترويج لأغراض مشبوهة لتزييف الهوية الإسلامية، من خلال فرض ثقافة غريبة عن المجتمع ، واستنكر أن المدارس اصبحت تتحول الي اساليب الغرب، وتحولت مادة الدين في المدارس الي حصص ألعاب.

 

 وأضاف أن اللغة العربية أصبحت في خبر كان، والإعلام المرئي والمسموع ساهم بشكل كبير في طمس الهوية المصرية، وكذلك المسلسلات التي فرضت لغة بذيئة .

 

     بينما أشارت لينا مظلوم، الكاتبة العراقية ، أن الممارسات المسيئة التي يرتكبها الإعلام العربي أدت بشكل كبير إلى اندثار الهوية والثقافة العربية، بسبب ما يقدمه من مواد «مبتذلة» واستنكرت عزوف النقابات والاتحادات الإعلامية والصحفية عن تقديم الرؤى التي تحافظ على التراث

 

    ودعت من خلال كلمتها اتحاد الإعلاميين العرب للمزيد من العمل لدعم التواصل الإعلامي العربي من خلال آليات العصر الحديث التي تساعد على تواصل واندمج اكبر في مواجهة الاختراق الغربي للهوية العربية

 

   وأكد المخرج محمد فاضل عضو لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة أن الثقافة والإعلام هما المعبر الرئيسي عن هوية أي مجتمع، مضيفا أن العلاقات بين الدول لا تربطها إلا الهوية

 

  واعتبر أنه من غير المقبول أن يقع الإعلامييون في أخطاء لغوية مالتي نعاصرها في الوقت الحالي، لافتا  إلى أن الدراما التركية والهندية المدبلجة والمنتشرة حاليا في القنوات المصرية هدفها اختراق الهوية العربية

 

وأشاد بالدراما السورية التي تعتبر من أفضل أنواع الدراما العربية تعبيراً عن الهوية العربية والسورية رغم ما يعترض طريقها الآن من اضطرابات سياسية

 

واستنكر ما يتم إنتاجه من أفلام تصور المجتمع المصري على أنه مليء بالدعارة والمخدرات والبلطجة، وقبول ممثلين بالمشاركة في هذه الأفلام، مضيفا أنه من السذاجة أن نقوم بتقليد الغرب دون التقيد والرجوع إلى الهوية

 

وطالب عضو لجنة الإعلام بضرورة تدخل الدولة لمواجهة ما وصفه بالهجمة الغربية على الهوية العربية للحفاظ عليها، مؤكدا أنه "لا يوجد ثقافة دون إعلام قوي فى العصر الحديث ويجب الربط بينهما، ومن غير الاعلام لن تصل الثقافة الى الجماهير"

 

   وحول المصرية والعروبية أكد السيد ياسين المفكر الاجتماعي خلال كلمته بالملتقى على عروبة مصر والمصريين ، وتطرق إلى الخريطة المعرفية لموضوع الهوية والثقافة من خلال وصف الوضع التقليدي لمشكلة الهوية موضحاً الفرق بين الهوية الشخصية ، والهوية الاجتماعية ، والهوية القومية مستعرضاً تحديات الهوية في عصر العولمة .

 

وحذر خلال كلمته من خطورة ثقافة الفيس بوك حيث أنها تساعد في تكوين رأي عام على أساس وقائع كاذبة ، وأشار في هذا السياق إلى مقالة غزو البلهاء للفضاء المعلوماتي للكاتب الايطالي " اميرتو ايكو" حين وصف تأثير وسائل التواصل الاجتماعي إذ قال:" إنها منحت حق التعبير لجحافل من البلهاء كانوا في السابق يتحدثون في الحانات دون أن يزعجوا البيئة الاجتماعية ، واليوم لهؤلاء الحق في التعبير تماماً كصاحب جائزة نوبل ، إنه حقاً غزو البلهاء "

 

     وقد شهدت الحلقة النقاشية التي أقيمت في نهاية الملتقى تكريم كلية الآداب جامعة عين شمس للمفكر الاجتماعي السيد ياسين حيث أهدته الأستاذة الدكتورة سوزان القليني عميدة كلية الآداب جامعة عين شمس درع الكلية تتويجاً لجهوده في الدفاع عن الثقافة والهوية العربية  بالإضافة إلي تكريمها كل المشاركين بأوراق بحثية وكل من شارك في إقامة وإنجاح الملتقى .

 

    وعلي هامش الملتقي أقامت كل من الهيئة العامة للكتاب والمركز القومي للترجمة معرضاً للكتب

 

وقد شارك في المؤتمر باحثون من مختلف الجامعات المصرية والعربية مثل الجزائر، فلسطين ، العراق ، الكويت ، السعودية ، ليبيا ، السودان والأردن

 

     وفي اختتم الملتقى رفع  المشاركون في أعمال المؤتمر برقية شكر وعرفان إلي فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وأعربوا عن امتنانهم لجهوده في دعم وتشجيع العلماء والمثقفين في مختلف المجالات لدراسة  أوضاع الثقافة  والحفاظ علي الهوية الثقافية وتحقيق المواطنة ، معربين عن آمالهم أن يستفيد من المؤتمر ونتائجه الأساتذة والباحثون المصريون والعرب.

 

 وقد خرج الملتقى بالتوصيات منها دعوة الدولة إلي تبني مشروع قومي يركز علي اللغة العربية في مراحل التعليم علي نحو يرسخ الهوية العربية، تخطيط برامج التعليم علي نحو يعمق خصوصية الثقافة العربية وهويتها، وبحيث يضمن الحفاظ علي التراث الثقافي وتنوعه وترسيخ للهوية العربية من خلال  مضامين المقررات الدراسية، تطوير المؤسسات الثقافية وإعادة تفعيل أنشطتها ، وذلك علي نحو يحافظ علي الثقافة والهوية العربية ، ويحولها من دور المستهلك إلي دور المنتج الفاعل محلياً وإقليمياً وعالمياً، تأكيد ضرورة انفتاح الثقافة العربية علي الثقافات الأخري في كافة المنابر والتفاعل معها ، للإفادة من ايجابياتها ، علي نحو يدعم تطوير الثقافة العربية، التواصل مع المؤسسات الاعلامية بشكل مستمر من خلال المشاركة في لجان وضع سياسات الاستراتيجيات ولجان التقييم الاعلامي، لضمان الاهتمام بالإعلام التثقيفي والتربوي ونشر الثقافة العربية ، وبناء أجيال واعية لديها انتماء وهوية عربية، التواصل مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - جامعة الدول العربية بشأن وضع ضوابط حاكمة لتدريس اللغة العربية في مدارس اللغات ، حفاظاً علي الهوية العربية ،تفعيل دور لجان المشاهدة علي المصنفات الفنية وتنوعاتها ، لاسيما فيما يتعلق بالأعمال الدرامية الوافدة من الخارج ، وبما لا يتنافى مع ثوابت الموروث الثقافي ، والتأثير علي خصوصية الهوية الثقافية ، التواصل مع المؤسسات البحثية ، والتنسيق معها بشأن تحديد الاحتياجات الثقافية للشباب، والعمل علي وضع سياسات  فاعلة تسهم في تأصيل الثقافة  والهوية العربية لديهم ، رصد الدراسات والبحوث التي أجريت حول الثقافة والهوية العربية ، والوقوف علي أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها ، والإفادة منها في وضع سياسات ثقافية فاعلة تضمن تطوير الثقافة والحفاظ على الهوية ، وضع التشريعات والقوانين المنظمة للإعلام بكل وسائله ، لوضع ضوابط مجتمعية تضمن الحفاظ علي الثقافة والهوية العربية .