المؤتمر الدولى الأول للغة الإنجليزية بألسن عين شمس
نظمت كلية الألسن بجامعة عين شمس مؤتمرها الدولي الأول في الأدب و اللغة و الترجمة بعنوان " النظريات المرتحله : أصول و تجليات " لمناقشة مجموعة من أبحاث اعضاء هيئات التدريس حول النظريات الرئيسية في التغيرات التى تطرأ على مجالات الأدب و اللغة الإنجليزية و ترجمتها حين إنتقالها إلى لغات أخرى ، والذى إفتتحته أ.د.منى فؤاد عميد كلية الألسن بجامعة عين شمس .
وذلك بحضور أساتذة من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية و إنجلترا و أيرلندا بالإضافة إلى عدد من الجامعات السعودية و الكويتية و العمانية فضلاً عن مشاركة أقسام اللغة الإنجليزية فى جامعات مصر ، مؤكدة على أن المؤتمر يهدف إلى مناقشة .
وأشارت أ.د.فدوى كمال رئيس قسم اللغة الإنجليزية بالكلية و مقررة المؤتمر خلال كلمتها الإفتتاحية إلى أن كلية الألسن من أعرق و أكبر كليات الترجمة في الشرق الأوسط و إفريقيا ، حيث تم إنشائها عام 1835 على يد رائد التنوير الشيخ رفاعة الطهطاوى ، موضحة أن عنوان المؤتمر " النظريات المرتحلة : أصول و تجليات " يجسد فلسفة الشيخ رفاعة الطهطاوى الذي تعلم اللغة العربية من منابعها في جامعة الأزهر ثم إنتقل إلى باريس وتعلم الفرنسية ليعود إلى القاهرة و أنشأ هذه المدرسة العريقة لمد جسور المعرفة بين الثقافات و اللغات المختلفة تمهيداً لنهضة مصر الحديثة فى عهد محمد على .
موضحة أن إدوارد سعيد هو صاحب عبارة " النظريات المرتحلة " حيث كان يعتقد أن كل نظرية أو ممارسة أو حتى نص صردي ينشأ فى زمان و مكان محددين ، ولكنها لا تحتفظ بوضع الثبات ؛ و إنما تخضع لتحولات و تغيرات أثناء إنتقالها عبر المكان و الزمان ، وفي عالمنا المعاصر تنتقل النظريات بسرعة أكبر إلى بيئات و مجتمعات مختلفة عن تلك التى نشأت بها متخذة أشكالاً جديدة و مبتكرة ، و إنطلاقاً من تلك النظرية يهدف المؤتمر إلى دراسة النظريات المختلفة في الأدب و اللغة و الترجمة والتحولات التى طرأت عليها في بيئتها الجديدة .
وخلال فعاليات المؤتمر قدمت مارجريت هاربر أستاذ الأدب الأيرلندي والأمريكي بجامعة ليمريك بأيرلندا بحثاً يناقش أحد أعمال الشاعر الأيرلندي و.ب. ييتس الحائز على جائزة نوبل والذي كان شاعراً وكاتباً مسرحياً ومؤسساً لحركة ثقافية وطنية ومسرحاً قومياً من أجل استقلال أيرلندا، إلا أنه وجد نفسه يعيش أزمة إبداعية وشخصية بعد أن انتهت الثورة في أيرلندا في عشرينيات القرن الماضي بالتقسيم ، وركز البحث على المجموعة الشعرية التي أصدرها الشاعر في تلك الفترة تحت عنوان "كلمات من أجل الموسيقى ربما" والتي اختلفت كل الاختلاف عن أعماله السابقة لتضمنها قصائد غنائية اتسمت بالقصر والحدة واستخدام الباطنية الشعرية، وإستخدمت في دراسة تلك القصائد أعمال مفكرين مثل جاك دريدا وإدواد سعيد وغاياتري سبيفاك.
كما قدم د. حسام أبو العلا الأستاذ المساعد في الأدب الإنجليزي بجامعة هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية بحثاَ موضوعه النظرية العالمية ويناقش البحث ما أثاره الأدب العالمي من جدل في الدوائر العلمية في مجال الأدب المقارن ودراسات ما بعد الإستعمار ودراسات العولمة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وجرى إستبعاد بعض الأفكار والنظريات وتهميشها ؛ مما أفرز تحيزًا ضد المعارف التي لم تخرج للعالم من بوابة العواصم الكبرى وتعود أصول ذلك التحيز إلى الإستشراق الكلاسيكي، وأشار البحث إلي أن مفهوم " النظرية المرتحلة" الذي طرحه إدوارد سعيد يعد حلًا لهذه المشكلة حيث يعد تغيير هذا السياق وسيلة لإبراز دور المفكر في إنتاج المعرفة، المتأثرة حتمًا بالموقع الجغرافي والسياق التاريخي وركز البحث على ضرورة تبني نهج جديد في مجال نقد الأدب العالمي يتضمن مفكرين ينتمون لأجزاء مختلفة من العالم مثل مارلينا تشاوي وعبدالله العروي وبايك ناك تشانج.
وتناول د.سامح حنا المحاضر في الأدب العربي والترجمة بجامعةليدز بالمملكةالمتحدة بحثاً بعنوان " تنظير حول الجانب الاجتماعي والثقافي للترجمة : ترجمات شكسبير في مصر نموذجًا". يوضح البحث أن أدبيات الترجمة لطالما إتبعت نهجاً يهتم بدراسة الترجمة في علاقتها بالنص الأصلي و لذا تصبح الترجمة فعلاً يرتبط ارتباطاً شرطياً بالأصل الذي يفرض شروط إنتاج الترجمة ، وقد أغفل هذا النهج العوامل شديدة التعقيد التي تُميز فعل الترجمة. و ركزت هذه الورقة البحثية على إكتشاف جدوى تطبيق نهج إجتماعي في دراسة الترجمة في ضوء فهم مغاير للفهم التقليدي للترجمة بناءً على منظورعلم اجتماع الثقافة كماطوره عالما لإجتماع بورديو ووضعه في نظرية حقول الإنتاج الثقافي، طبقت الدراسة هذا النهج علي ترجمة شكسبير إلى العربية فى مصر .