الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

كارثة حذف الحقائق التاريخية فى اجتماع اتحاد المعلمين العرب

الثلاثاء 08/مارس/2016 - 12:18 ص

يجتمع فى القاهرة ممثلين عن (13) نقابة للمعلمين من الدول العربية وكان من بين جدول الاعمال مناقشة حذف ( الفتوحات الاسلامية) كاحد الحلول لمواجهة الافكار الارهابية وبصرف النظر عن المسمى هل هو فتح ام عزو الا ان المشكلة تتمثل فى ان التوجه السياسى السلطوى المهيمن على تلك النقابات يجعلها تسقط فى جب عميق يبتعد بها عن القضايا الاساسية فى ميدان عملها الا وهو الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمهنية للمعلمين من اعضائها وحتى لو كانت قوانين ولوائح تلك النقابات تنص من بين ماتنص على الاسهام والمشاركة بالراى فى قضايا التعليم فاعتقد هنا ان المقصد والعلة من تلك المواد او البنود اللائحية تمس الجانب الادارى والقانونى المتعلق بمصالح اعضاء النقابة وعلاقتهم بوزارتهم او جهة الادارة لكن مناقشة المناهج وازمتها ليس من اختصاص النابات او النقابيين ولكنها مهمة المتخصصين علميا ومن المعلمين واساتذة كليات التربية وخبراء المناهج والمهتمين بامر الافكار والثقافة فى المجتمع ومع ذلك وبرغم كل التحفظات فان المنهج الحاكم لهؤلاء النقابين يتنافى تماما مع قواعد المنهج العلمى فى التفكير ومنهج البحث العلمى فى مناقشة القضايا العلمية المختلفة فليس بحذف الحقائق التاريخية نقضى على افكار العنف والارهاب علينا ان نناقش ونعرض تلك الاحداث وفقا لمنهج التفكير العلمى وفى سياقها التاريخى وليس عيبا او خطأ ان يتعرف ابناؤنا على الحقائق التاريخية بكل مافيها .....وانتقاد كل تجاوز ضد الانسانية لنخرج بالمناهج من ازمة التناقض بين الحقيقة العلمية او التاريخية وبين الانتماء الدينى او العرقى او المذهبى او السياسى ان محاربة التطرف الفكرى بكل اشكاله يفترض بنا ان نخوض مواجهة فكرية علمية لكى نعلم ابنائنا طريقة التفكير العلمى ومواجهة الفكر بالفكر وتربية العقل الناقد حتى تكون هناك حماية مستقبلية لمنع غزو المجتمع باية افكار تعمل على زعزعة استقراره وفى نفس الوقت نضمن امن وسلم المجتمع عبر حالة من الحراك الفكرى الموضوعى المستنير لان منطق الحوار والمناقشة يكون هو السائد فى تلك المعارك الفكرية اما ما يفعله اتحاد المعلمين العرب ووزارت التعليم ليس فى مصر وحدها وانما فى الدول العربية الاخرى انما هو انحياز سياسى وتضليل فكرى واخفاء للحقائق العلمية والتاريخية وهذا يعنى فى النهاية الاستمرار فى طريق الظلامية الفكرية الموازى تماما لذات الطريق التى يسير عليها الارهاب والتطرف