رسالة "إيرينا بوكوفا" بمناسبة اليوم الدولي للمرأة
الإثنين 07/مارس/2016 - 03:12 م
شهد العالم في عام ٢٠١٥ موافقة بلدان من جميع أرجاء المعمورة على خطة التنمية المستدامة الجديدة لعام ٢٠٣٠ وعلى اتفاق باريس لتغير المناخ, وترى اليونسكو أن هذه الخطة وهذا الاتفاق يمثلان برنامجاً واحداً هدفه النهوض بحقوق وكرامة الإنسان والقضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض.
ويشكل الترويج للمساواة بين الجنسين ركنا أساسيا من هذا البرنامج، باعتباره حقاً من حقوق الإنسان الأساسية وقوة تحويلية تدفع إلى تحقيق تنمية تتسم بمزيد من العدل والشمول والاستدامة, ولذا فإن موضوع اليوم الدولي للمرأة في عام ٢٠١٦ هو "عالم تسوده المناصفة بحلول عام ٢٠٣٠ لنحث الخطى من أجل المساواة بين الجنسين".
ويُعتبر الترويج للمساواة بين الجنسين أولوية عامة توجه جميع أنشطة اليونسكو في مجالات التعليم والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات, وتشكل هذه الأهداف عماد الجهود التي تبذلها اليونسكو لإتاحة المزيد من الفرص الجديدة ولاسيما من خلال التعليم، مستندة في ذلك إلى مبادرات من قبيل الشراكة العالمية لتعليم الفتيات والنساء وإلى الأنشطة التي يدعمها صندوق ملاله لحق الفتيات في التعليم.
و تقوم أعمال اليونسكو على شراكة يتم التعاون من خلالها مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والقطاع الخاص و ذلك على مستوى منظومة الأمم المتحدة, تعاونا أوثق من ذي قبل لدعم الفتيات والنساء على مزاولة المهن العلمية، ويتجلى ذلك في البرنامج الطويل العهد لوريـال-اليونسكو للنساء في مجال العلوم.
و شهد العالم في شتى أقطاره في هذا الصدد تقدماً- ولكنه ما زال يواجه عقبات عسيرة تعيق تحقيق المساواة الحقيقية للفتيات والنساء كافة, ولن يتكلل البرنامج العالمي الجديد بالنجاح إلا إذا نهض كل بلد بالحقوق وبالطاقات الإبداعية والابتكارية لكل مواطن من مواطنيه بدءاً بالفتيات والنساء.
وستتناول اللجنة المعنية بوضع المرأة هذا الموضوع خلال دورتها الستين المنعقدة تحت شعار "تمكين المرأة وعلاقتها بالتنمية المستدامة", ويطرح هذا الموضوع في الوقت المناسب بصورة خاصة إذ يصادف استعراض وتقييم تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين بعد مضي عشرين عاما على بدء تنفيذهما، واعتماد خطة عمل أديس أبابا وخطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠.
ويعتبر عام ٢٠١٦ عاماً محورياً علينا أن نطبق خلاله رؤية جديدة تستوحي من الدروس المستخلصة وتحدد التدابير الجديدة اللازمة لمواجهة التحديات الجديدة والمتبقية,و لذلك فإن دفع هذا الموضوع قدما يعني تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين الفتيات والنساء كافة,وإنني لأدعو بهذه المناسبة الدول الأعضاء وجميع الشركاء إلى حشد الجهود لتعزيز المساواة بين الجنسين في مجتمعات العالم أجمع, فهذه هي أنجع وسيلة لتحقيق العدالة والتنمية المستدامة والسلام الدائم.