ننشر نص كلمة السيسى فى افتتاح منتدى "أفريقيا 2016" بشرم الشيخ
السبت 20/فبراير/2016 - 10:22 ص
رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقادة والرؤساء والوفود الأفارقة المشاركين في منتدى التجارة والاستثمار الأفريقي بمدينة شرم الشيخ خلال كلمته في افتتاح أعمال منتدى "أفريقيا 2016" الذي تنظمه مصر بالتعاون مع منظمة الكوميسا بمدينة شرم الشيخ تحت مظلة مفوضية الاتحاد الأفريقي.
وأضاف السيسي خلال كلمته في افتتاح المنتدى، أن المنتدى ينعقد في مرحلة مهمة بالنسبة للعمل الأفريقي المشترك.
وتابع:" تحقيق التنمية يستدعى تطوير آليات العمل الأفريقي المشترك مشدد على أن العبور إلى المستقبل يتطلب الاخذ بناصية العلم والتكنولوجيا".
وجاء نص الكلمة كالاتى:
«يطيب لى أن أرحب بكم في شرم الشيخ مدينة السلام التي طالما كانت ولازالت مقصدا للعديد من القمم الأفريقية والإقليمية والدولية وجسرا للتواصل والتفاعل الإيجابى بين أفريقيا والعالم.
وأتقدم إليكم جميعا بالشكر لتلبية الدعوة للمشاركة في هذه الفعالية المهمة "منتدى أفريقيا 2016"، التي تأتى عقب شهور قليلة من محطة فارقة في مسيرة العمل الأفريقى المشترك عندما احتضنت شرم الشيخ في شهر يونيو من العام الماضى مراسم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة للتكتلات الاقتصادية الثلاث: الكوميسا، والسادك، والمجموعة الاقتصادية لدول شرق أفريقيا التي أطلقت أكبر تكتل تجارى في أفريقيا ليكون بمثابة اللبنة الأساسية لتحقيق آمالنا في إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية التي نتطلع لإطلاقها خلال الفترة القادمة كإنجاز حقيقى على صعيد جهودنا الحثيثة نحو الاندماج الإقليمى.
تحقيق التنمية
إن تحقيق التنمية والذي يعتبر بحق التحدى الرئيسى الذي نجابهه جميعا يستدعى منا تطوير آليات العمل الأفريقى المشترك والأخذ بنموذج التكامل والاندماج الإقليمى خاصة في ضوء الارتباط الوثيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية في أفريقيا والحاجة إلى تنفيذ مشروعات إقليمية عملاقة في مجالات عدة بما في ذلك البنية الأساسية، فضلا ً عن تعزيز تنافسية أسواقنا الوطنية بما يزيد من قدرتها على جذب الاستثمارات والنفاذ إلى الأسواق الدولية أخذا في الاعتبار التحديات المتزايدة التي يواجهها الاقتصاد العالمى.
القدرات البشرية
وأود التأكيد كذلك على أهمية محور تنمية القدرات البشرية في عملنا المشترك وإيلاء الاهتمام الكافى بالشباب الأفريقى الذي يشكل عماد حاضر القارة وأساس مستقبلها ويتعين الاستثمار فيه بزيادة الاهتمام بالتعليم وتطويره على نحو يتيح للشباب اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة في سوق العمل ورفع معدلات الإنتاجية والنمو وكذا التركيز على التحول إلى مجتمعات المعرفة بتطوير مجالات البحث والابتكار كركيزة أساسية للانطلاق إلى المستقبل.
واتصالًا بذلك، يأتى حرص مصر على مواصلة دورها النشط في تطوير القدرات المؤسسية والبشرية للدول الأفريقية، لاسيما الكوادر الشابة وذلك من خلال آليات وطنية عدة ومنها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التي أنشئت عام 2014 استكمالا لجهد ودور ممتد اضطلع به الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا في بناء القدرات الأفريقية، فقد فتحت مصر أمام الأشقاء الأفارقة من خلال الوكالة الجديدة أبواب مختلف مراكز التميز والمؤسسات التدريبية وبأسلوب خلاق يستحدث ضمن آلياته سياسات مبتكرة وفعالــة إيمانا منا بأن العبور إلى المستقبل يتطلب الأخذ بناصية العلم والتكنولوجيا وإعداد أجيال لديها القدرة على مواجهة تحديات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل.
البنية الاقتصادية
لقد أضحت قارتنا الأفريقية محط اهتمام متزايد من قبل العالم أجمع، لاسيما بعد أن قطعت العديد من دولها شوطا طويلا في تحديث بنيتها الاقتصادية والتشريعية لتتواكب مع الوتيرة المتسارعة لمتطلبات التنمية والاستثمار، كما تعددت وتعمقت أطر التعاون الاقتصادى بين الدول الأفريقية وشركائنا في التنمية، وبما يتزامن مع ما تم تحقيقه في عدد من دولنا من معدلات نمو تجاوزت متوسط النمو العالمى خلال السنوات الأخيرة.
فبالرغم من الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالاقتصاد العالمى خلال السنوات الماضية فقد تضمنت قائمة الدول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا في الفترة الأخيرة عشر دول أفريقية على الأقل، كما ارتفع حجم الاستثمار الأجنبى المباشر في الدول الأفريقية بأكثر من خمسة أضعاف خلال الأعوام العشرة الأخيرة وهى كلها مؤشرات تؤكد ثراء قارتنا بالموارد البشرية والاقتصادية اللازمة لتحقيق التنمية المنشودة.
التعاون الافريقى
وإنه لمن دواعى فخرنا ما حققناه ونحققه في مصر على صعيد تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الأفريقى حيث سارعت الشركات المصرية إلى الاستثمار في الأسواق الأفريقية حتى بلغ حجم استثماراتنا في دول القارة أكثر من 8 مليارات دولار ساهمت في خلق عشرات الآلاف من فرص العمل خاصة في قطاعات التشييد والبنية التحتية،والطاقة، والتعدين، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
التبادل التجارى
كما وصل حجم تجارتنا مع أشقائنا الأفارقة إلى 5 مليارات دولار ونستهدف مضاعفته خلال الأعوام الخمسة القادمة، ونأمل في أن تصب تلك الجهود بفعالية لصالح مضاعفة التجارة الأفريقية البينية التي لا تمثل حتى الآن سوى 12% فقط من حجم تجارة القارة مع العالم وهو ما لا يتناسب مع مقومات وإمكانات التكامل الاقتصادى فيما بين دولنا الأفريقية.
واتصالا بذلك، فقد شاركتم معنا في شهر أغسطس من العام الماضى في افتتاح قناة السويس الجديدة كخطوة أولى في مشروع ضخم وطموح سيسهم في دفع حركة التجارة الأفريقية مع الأسواق العالمية ويعزز من مقومات التصنيع والتصدير، من خلال المناطق الصناعية واللوجيستية التــــى ســـيتم إنشـــاؤها فــــى منطقــــة القنـــــاة، كما نتطلع إلى استكمال إنشاء الطريق البرى الذي يربط مدينة "القاهرة" بمدينة "كيب تاون" مرورًا بعدد من العواصم الأفريقية وكذا مشروع الخط الملاحى بين بحيرة فيكتوريـا والبحر المتوسط، وهى مشروعات تستهدف تحديث البنية التحتية لشبكات النقل والمواصلات لخدمة أهداف التكامل الاقتصادى والتنمية في القارة الأفريقية.
أجندة 2063
وفى هذا الإطار، واتصالا "بأجندة 2063" التي قمنا بإقرارها جميعا كرؤية أفريقيا لتحقيق التنمية الشاملة جاءت دعوتنا لعقد هذا المنتدى لدفع التجارة والاستثمار في قارتنا بما يعزز من وضعية أفريقيا في الاقتصاد العالمى، فالمنتدى لا يستهدف فقط تعريفكم وتعريف مجتمع الأعمال العالمى بالفرص الاستثمارية التي تزخر بها القارة الأفريقية وما تملكه من سوق ضخمة وإمكانيات هائلة وقوة بشرية شابة وإنما يهدف أيضا إلى فتح قنوات مباشرة وفعالة للتواصل والتعاون فيما بين ممثلى مجتمع الأعمال الأفريقى ونظرائهم في العالم.
وعليه، فقد حرصت مصر عند طرح فكرة عقد المنتدى على أن يكون بمثابة ملتقى لممثلى الحكومات والقطاع الخاص وأصحاب المصالح من داخل القارة وخارجهـا وتـم صياغة برنامجه بعناية ووفق رؤية واضحة بهدف بلورة أفكار ومبادرات تعاون جديدة لتنفيذ مشروعات تنموية وخدمية رائدة ولدعم القدرات البشرية للقارة الأفريقية بما يخدم أهدافها التنموية.
مشروعات تنموية
واليوم مع افتتاحنا لأعمال المنتدى أدعو أشقائى من القادة الأفارقة وكذلك مجتمعى الأعمال الأفريقى والدولى وشركاءنا في التنمية إلى أن نضع سويا اللبنات الأولى لإطلاق العديد من المشروعات والمبادرات التنموية وفق إطار يراعى التوازن المطلوب بين الطموحات المشروعة لأبناء القارة في غد أفضل وبين تطلع شركائنا في التنمية إلى حوافز وعوائد تفتح آفاقا أرحب لمزيد من الاستثمارات وتدفقات رءوس الأموال.
وختامًا، لا يسعنى إلا أن أتوجه إليكم بخالص الشكر على مشاركتكم الكريمة وبالتقدير إلى كل من ساهم في تنظيم هذا المنتدى ويحدونى الأمل في أن تخلص أعماله إلى ما نتطلع إليه من آمال وطموحات وأن يكون المنتدى خطوة هامة ومحورية على مسار نشارك جميعا في صياغة معالمه بهدف إنجاز ما تصبو إليه شعوبنا من تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة وحياة كريمة لمواطنينا والأجيال القادمة».