السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

المتابعة و تقويم الاداء نظرة متأنية

الخميس 04/فبراير/2016 - 01:02 ص


 إن  تحقيق الأهداف التربوية و إصلاح المنظومة التعليمية و تطويرها ,  يعد هدفاً  لكل العاملين في الحقل التربوي ،  و لابد أن تتضافر كل  القوى لتحقيق هذا ،  ولعل المتابعة وتقويم الأداء من أهم ركائز أنجاز هذا الواقع المأمول .

 

 ليست المتابعة في الأساس للتركيز علي السلبيات و لكنها لتعظيم الإيجابيات وزيادتها و مناقشة السلبيات بهدوء في محاولة لمعالجتها حتى تختفي تدريجياً و حتى نصل لتحقيق النتائج  المرجـوة بتطبيق حلول واقعية وقابلة للتنفيذ علي أرض الواقع .

 

 عناصر المتابعة بدءاً من ملاحظة مدخل المبني المدرسي و ما يحيطه بالخارج ،  مروراً بسجلات الأمن  وطابور الصباح و تواجد  المعلمين و رؤية ورسالة المدرسة ونظافتها و سلامة مبناها و جدولها المدرسي  والإشراف اليومي و سجلاتها المتنوعة و معاملها ومتابعة شئونها  المالية ( إدارياً فقــط ) .. .. الخ  ،  أصبحت أموراً تقليدية و تطبق علي أكمل وجـه من قبل المتابعين .

 

 إن رؤيتي – المتواضعة -  لتطوير قسم المتابعة و تقويم الأداء تنصب في الأساس علي المنتج النهائي وجودته وهو الطالب و لن يتم ذلك إلا بالإجابة علي تساؤلات بديهية عن أركان المنظومة . 

 

§ الطالب :  هل تقدم له خدمة تعليمية متميزة أو معقولة ؟

 

§ المعلم :  هل يؤدى دوره و يشعر بأهميته داخل مدرسته ؟

 

§ إدارة المدرسة :  هل علي دراية و تطبق اللوائح و القوانين ، و تتابع كل جديد في طرق الإدارة الحديثة و عندها القدرة علي مواجهة تحديات العصر – سيما -  بعد الانفجار المعرفي الهائل .

 

§ المكونات المادية :  هل المبني صالح لتحقيق الرسالة التربوية ، و هل الفصول الدراسية تحقق الراحة للطالب والمعلم علي حد السواء ،  و هل معامل الكمبيوتر والعلوم و مصادر التعلم متطورة و مفعلة علي أرض الواقع – لا سجلات ورقية مرتبة – وهل غرف الأنشطة المختلفة تؤدى دورها الحقيقي ؟

 

§ التواصل :  هل المدرسة متصلة بشبكة الانترنت و لها موقع الكتروني وصفحات علي وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل السريع والفعال مع الطالب وولي الأمــر ، وهل لها قناة علي اليوتيوب تبث  فيها فعالياتها وأنشطتها .

 

إننا بحاجة ماسة إلي إجابة ( بنعم ) لكل ما طرح من تساؤلات و كذلك بحاجة إلي الاهتمام أكثر بالطلاب النابغين بوضع خططاً إثرائية لاستمرار تفوقهم العلمي و بالتوازي لخطط علاجية لزملائهم الضعاف و خططاً أخرى للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة في فصول الدمج .

 

ستكون وحدة التدريب و تفعيلها من أولي المهام و لابد أن يصاحب سجلاتها أدلة ملموسة علي الانجاز مثل نسخ من أوراق العمل و سجل توثيق مصور وحفظ المادة التدريبية علي أقراص مدمجــة ،  ربما نستعين بها في مدارس أخرى تفتقر إلي العناصر البشرية القادرة علي البحث  وإنتاج  مقررات تدريبية تلامس  النقص لدى الهيئات التدريسية  ولكي يتم ذلك لابد أن نراعي في وضع الجداول المدرسية إلي تفريغ معلمي كل مادة حصتين أسبوعيا ، بحيث يتسنى للجميع الحضور و الاستفادة و بما لا يعيق العمل داخل المدرسة .

 

كثيراً ما يلجأ  الآباء والمعلمون إلي حشو عقول الطلاب بأكبر قدر من المعلومات ليكونوا بعدئذ مؤهلين لاجتياز الاختبارات والحصول علي أعلي الدرجات ، متناسين حقيقة هامة ،  إن القيمة الحقيقية للتعليم هي ما يكتسبه الطالب من خبرات و مهارات تساعده مستقبلاً علي التفكير العلمي والتخطيط لمستقبله بشكل جيد ، لذا لابد أن نركز في المتابعة علي إشراك جميع الطلاب في كافة الأنشطة وحسب رغباتهم  واهتماماتهم لننمي الجوانب الوجدانية ولاستهلاك طاقاتهم – خاصة في مرحلة المراهقة  - ويتم ذلك بتفعيـل أنشطة الإذاعة المدرسية والمسرح والموسيقي والتصوير الفوتوغرافي والنشاط الإعلامي ،  فمعظم طلابنا متواصلين مع العالم عبر وسائل التقنية الحديثة .

 

لابد أن ننسف القناعات السلبية و الأنماط التقليدية و أن نبث أولاً روح المواطنة والقيم الايجابية في نفوس الطلاب والمعلمين و إدارة المدرسة و نضيف لقاموســــــــــــنا  (نعم ممكن  .. ..  نعم نستطيع )  و أن  تتحول  الأفكار إلي أفعال ،  لأنه إذا كان المعلم خارج  مصـر قادر علي فعل ذلك فمن الممكن لكل معلمينا أن يحققوا نفس النتائج .

 

وأخيراً  لابد بعد المتابعة من التحليل والتقييم ،  ووضع حلولاً ممكنة و سهلة التطبيق ، و الالتزام و الإصرار علي تطبيقها بمرونة  وذكاء و جذب المستهدفين للاقتناع – أولا – بذلك