شركات حلوى تسعى لنشر إدمان الشوكولاتة في الصين
الأحد 31/يناير/2016 - 05:25 م
سبق خبير صناعة الحلوى الفرنسي هوج بوجيه شهرته في مسعاه لتحويل الصينيين الى مدمني شيكولاتة.
وبدأ بوجيه (31 عاما)الفائز بجائزة مسابقة الحلوى في فرنسا تعليم طهاة صينيين كيفية عمل انواع ممتازة من الشيكولاتة في مايو ايار ويقول “في اوروبا يرجع تاريخ الشيكولاتة لقرون. ولكن ليس لها تاريخ هنا.”
واضاف “لكن الصينيين يحبون تعلم الاساليب الغربية. ويحبون بصفة خاصة الشيكولاتة بالسوداني والمانجو والفراولة.”
واغرت السوق الضخمة المحتملة شركة باري كاليبو اكبر منتج للشيكولاتة في العالم بنقل مقرها الاسيوي من سنغافورة الى الصين في يناير كانون الثاني. واحضرت بوجيه لاكاديميتها لصناعة الشيكولاتة في سوتشو التي تبعد 90 دقيقة بالسيارة من شنغهاي.
وتأمل الشركة السويسرية ان تغري وصفات الشيكولاته التي تعدها الاكاديمية وهي الثانية للشركة في اسيا بعد مركز في سنغافورة مستهلكين صينيين بتناول 25 ألف طن شيكولاتة ستنتجها سنويا من مصنع قريب.
وتوافدت على الصين ايضا علامات تجارية عالمية كبري في مجال الشيكولاته مثل شركة هيرشي وكادبوري وهما من عملاء باري كاليبو بالفعل في اماكن اخرى من العالم.
ويبلغ حجم سوق الشيكولاته الصينية 6.46 مليار يوان سنويا (922 مليون دولار) وهو أقل من واحد في المئة من الاجمالي العالمي.
غير ان تنامي الثورة والتأثر المتزايد بالمذاقات الغربية يؤججان نموا سنويا يتجاوز عشرة بالمئة للسوق مقارنة مع ما بين واحد واثنين في المئة في اوروبا حسب شركة يورومونيتور انترناشيونال لبحوث السوق.
وفي الوقت الحالي يبلغ متوسط استهلاك المواطن الصيني مئة جرام من الشيكولاتة سنويا ويتركز الاستهلاك في المدن الساحلية الغنية مثل شنغهاي وبكين وجوانجتشو.
ويقول موريتسيو ديكيو نائب رئيس باري كاليبو في اسيا والمحيط الهادي “لا اعتقد ان الصيني سيتناول ابدا عشرة كيلوجرامات من الشيكولاتة سنويا مثل السويسري ولكن ربما يستهلك كيلوجرامين كل عام مثل اليابانيين والكوريين.”
وحاليا ينتمي معظم محبي الشيكولاتة في الصين لمرحلة عمرية بين 15 و25 عاما وفقا لمسح اجرته سينومونيتور وربما يكون الشبان الصينيون الاغنياء بدأوا يقبلون على المذاق الحلو الا ان معظم الصينيين يستسيغون الاطعمة المملحة.
ومن الاطباق الرئيسية على مائدة الافطار الصينية لحم الخنزير والاسماك والكابوريا والحبوب المملحة بينما يتناول الشبان الفاكهة الجافة المملحة ويشربون الصودا المملحة كوجبة خفيفة.
ويستهلك سكان بكين ما بين 12 و15 جراما من الملح يوميا مقارنة مع ست جرامات توصي بها منظمة الصحة العالمية.
ولكن المذاق لا يمثل التحدي الوحيد.
ويقول شيا مينج تشاو رئيس الابحاث في سينومونيتور “ثمة اعتقاد خاطيء بان الشيكولاتة تسبب السمنة ولها علاقة بالسكر وامراض القلب. ولهذا يتجنبها كثير من الصينيين الحريصين على صحتهم.”
غير ان مسحا اجرته الشركة اظهر ان 42.3 بالمئة من الصينيين في سكان الحضر تناولوا الشوكولاتة مرة واحدة على الاقل في عام 2007 ارتفاعا من نسبة 37.9 في المئة في عام 2006 و34.9 في المئة في عام 2005 بفضل حملات تسوق ضخمة لشركات اجنبية.
ويقول تشاو يانبينج امين عام الاتحاد الصيني لصناعة المخبوزات والحلويات “تعمل شركات عالمية غنية مثل مارس على بناء سوق لعلامتها في الصين منذ سنوات عديدة.”
ويضيف “الشيكولاتة ليست سلعة(ضرورية).ولكن الامر يتعلق بدرجة اكبر بالعلامة التجارية والارتباط العاطفي.”
وتفتتح شركة هيرشي التي ابتكرت شيكولاته بمذاق الشاي الاخضر للسوق الاسيوية في العام الماضي متجرا عالميا للشيكولاتة في شنغهاي في غضون شهرين.
ويقدم المتجر انشطة عديدة مثل عروض لصنع الشيكولاتة وحلوي الشيكولاتة ومشروبات الشيكولاتة والكثير من الحلوى وتأمل ان تصبح ثاني أكبر شركة شيكولاته من حيث المبيعات في الصين في عام 2010 .
وتمثل حفنة من العلامات التجارية الغربية التي دخلت السوق الصينية في الثمانينات اكثر من نصف السوق الصينية.
ووجد منافسون محليون مثل القرد الذهبي صعوبة في ربط علاماتهم التجارية بصورة الغرب المترف ولجأوا لمكونات ارخص.
وتفيد بيانات يورومونيتور ان أربع شركات هي مارس وكادبوري ونستلة ومجموعة فيريرو مجتمعة سيطرت على 41.3 في المئة من السوق الصينية في عام 2006 .
ويشتري كثير من الصينيين الشيكولاته كهدايا وليس للاستهلاك الشخصي لان الحلوى تحتل مكانة خاصة في عادات تقديم الهدايا في المناسبات الخاصة في الصين.
ويشتري شبان صينيون تجتذبهم صور حملات التسويق ذات الطابع الرومانسي والتي تصور اسلوب الحياة الغربي الشيكولاتة في عيد الحب وعيد الميلاد. كما انها تنافس حلوى تقليدية كهدايا زفاف.
ولا يعتمد ازدهار اعمال صناع الشيكولاته على الحلوى وحدها.
وتقول باري كاليبو ان الشيكولاتة اضحت تستخدم بصورة متزايدة كمكون في صناعة الحلويات في سوق المخبوزات سريع النمو في الصين.
وقال ديكيو “معظم الشيكولاتة في الصين لا تستهلك على هذ النحو بل تدخل في صنع الكعكات والبسكويت ولتغطية المثلجات.”