حازم عبده .. وأخيراً قالها الأزهر
لقد تعبنا من
الكتابة والقول بأن الهجوم المسلح بكل أدوات الشيطان ممن يحملون أسماء مسلمين ضد
رموز الإسلام وتيارات الإسلام السياسي إنما هدفه الحرب على الإسلام نفسه ومطيتهم
أخطاء بعض المسلمين سواء عاديين أو من أنصار الإسلام السياسي على اختلاف فصائله،
بل والأزهر، لأنهم يكرهون كل ما يمت للإسلام بصلة تنفيذاً لأجندات خارجية بل وربما
داخلية في بعض الأحيان، نعلمها ويعلمها الأزهر جيداً.
العام الماضي
سخرت مهندسة قافزة إلى عالم الكتابة لحاجة في نفس يعقوب، من شعيرة الأضحية، وحين
تقدم أحد المواطنين ببلاغ ضدها وأسفرت التحقيقات معها عن إحالتها لمحكمة الجنايات
بتهمة ازدراء الإسلام وقفت تبرر لنفسها بقولها: كيف أحاكم بهذه التهمة وأنا التي
حاربت الإخوان وساهمت في إسقاطهم؟" وكأن حربها ضد فصيل سياسي سواء الإخوان أو
السلفيين، أو خلافها حتى مع أزهري يكسبها المنعة لحرب الإسلام.
وأذكر مما كتبت
هنا عقب أزمة عرض فيلم نوح بين من يدعون الإبداع وبين الأزهر في مارس عام 2014
قلت: جاءت الأزمة لتسقط ورقة التوت اليابسة التى سعى أبناء التيار العلمانى ومن
يصفون أنفسهم بحماة الإبداع والمدافعين عنه إلى ستر عورة علاقتهم الضرار والتى اضطروا إليها اضطراراً، مع مؤسسة
يرونها بالأساس مؤسسة ظلامية رمزاً للرحعية والتخلف وهى مؤسسة الأزهر الشريف،
وكثيراً ما دافع بعض علماء الأزهر عن هذه العلاقة، وكثيراً ما كتبت، وقلت إنهم
يكرهون كل ما يتصل بالإسلام جملة وتفصيلاً، ولكن ظروف الهبوط الاضطرارى قد تجعلهم
يميلون بعض الميل ناحية الأزهر لمهادنته إلى حين والتاريخ خير شاهد على ذلك.
وقد تابعنا
روائياً رحل عن عالمنا العام الماضي وهو الصديق الحميم لشيخ الأزهر الدكتور أحمد
الطيب يشهر سيفه مطالباً بإلغاء جامعة الأزهر وتفريق دمها بين الجامعات.
أخيراً قالها الأزهر واعترف بما نقول ونكتب وخرج
علينا ببيان أتصور أنه يجب أن يكون له ما بعده مما جاء فيها:
"في ظاهرة غير مسبوقة يتعرض الأزهر الشريف
– في السنوات الأخيرة " لحملة ظالمة تجاوزت إلى تجريج ثوابت الإسلام، والطعن في
التراث الفكري والحضاري الذي جعل من أمتنا العالم الأول على ظهر هذه الأرض لأكثر من
عشرة قرون.
لقد تجاوز الأمر – في هذه الحملة الظالمة-كل ألوان
النقد -المشـروع منه وغير المشروع- إلى الطعن الفج في ثوابت التراث، ومذاهب أهل السُّنَّة
والجماعة، المجسدة لهوية الأمة وتميزها الحضاري، بالدعوة إلى إحراق هذا التراث وإهانة
الأئمة والأعلام العدول الذين أسهموا في إبداعه وفي حمله جيلًا بعد جيل..
هكذا تحالفت في هذه الحرب الشرسة على الإسلام وتراثه
الفكري والحضاري تياراتٌ فكرية – علمانية وماركسية – وفضائيات وصحف ومجلات، اتخذت من
الهجوم على الأزهر الشريف نقطة انطلاقها.
وخلص البيان إلى القول إن الأزهر معلنًا – بلسان
"هيئة كبار العلماء " أنه سيظل كما كان العهد به على مر تاريخه – الحصن الحصين
لتراث الأمة وهويتها الحضارية في مواجهة مختلف التحديات. مهما كانت شراسة هذه التحديات
ومهما كانت الجهات التي تقف وراءهم، ويؤكد الأزهر أنه سيكون لهم بالمرصاد.(انتهى
البيان)
أتوقف مع بعض النقاط بالبيان أولاً "في
السنوات الأخيرة" المؤكد أنها تعني اللحظة الراهنة أو العصر المعاش لا حقبة
خلت وانطوت.
لم يقل لنا البيان ماذا يعنى بقوله "ويؤكد
الأزهر أنه سيكون لهم بالمرصاد" نريد أن نعرف هذا المرصاد وما هي الخطوات
التي ستقوم بها المؤسسة التي أوكل لها الشعب بحكم الدستور حراسة عقيدته والدفاع عن
دين 95 % من سكانه.
الأمر الأهم في تصوري لماذا لم يذكر البيان هذه
الأسماء وتلك الصحف وتلك المجلات ما دام لديه الدليل، ولماذا لم يقل فيها حكم
الشرع حتى لا يظل عامة الناس منخدعين في هذه الأسماء وتلك الصحف والفضائيات.
إن الواجب الديني والأخلاقي والدستوري يحتم على
الأزهر أن يوضح لنا بالأسماء حتى لا يشترى الناس كتابا لكاتب يشكك في دينهم، ولا
يعلنون في صحف وفضائيات تحارب دينهم، ولا يشترون منتجات رجل أعمال ينشىء صحيفة أو
فضائية تحارب دينهم ولا يدفعون ضرائبهم رابتاً لكاتب أو وسيلة إعلام تحارب دينهم.
إذا كانت الصهيونية تصدر قوائم بمن تتهمهم
بمعاداة السامية فلماذا لا يصدر الأزهر، أعلى مرجعية إسلامية، قوائم بمن يعادون
الإسلام ويحاربونه، وفقاً لبيان كبار علمائه لديه الدليل.
أنا شخصاً في انتظار قائمة من الأزهر بكل ذلك،
ماذا وإلا فإن الأزهر شريك بصمته عن هذه الأسماء التي تحارب ديننا.