سمير فريد: جابر نصار شخصية 2015 بامتياز.. "ولا يخشى فى الحق لومة لائم"
الجمعة 08/يناير/2016 - 02:36 ص
اختار الكاتب الصحفي سمير فريد، رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار، شخصية عام 2015 وذلك في مقاله بصحيفة المصري اليوم.
ننشر نص المقال: -
الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، هو شخصية عام ٢٠١٥ الثقافية بامتياز لأنه عمل من دون شعارات جوفاء ولا طنطنة تليفزيونية فارغة على اقتلاع التطرف الدينى من جذوره، وتحويل جامعة القاهرة من مصنع للإرهابيين إلى قلعة التنوير التى تصنع الأجيال الجديدة التى تدير مصر فى المستقبل القريب، وتحل مشالكها المزمنة لتلحق بالعالم فى عصر الثورة التكنولوجية، وهى الثورة الثالثة فى تاريخ الإنسانية بعد الثورتين الزراعية والصناعية.
جامعة القاهرة ليست مجرد جامعة من الجامعات، وإنما نقطة تحول كبرى فى تاريخ مصر والعالمين العربى والإسلامى، فقد كانت عندما تأسست عام ١٩٠٨ أول جامعة تدرس العلوم المدنية على الأصعدة الثلاثة، بعد أن كان التعليم العالى يقتصر على تدريس علوم الدين قروناً طويلة، ولا يتضمن علوم الدنيا، رغم أن الدين الإسلامى دين ودنيا، وكم كان شارلى ويلسون فى فيلم «حرب شارى ويلسون» الذى قام بدوره توم هانكس على حق عندما قال فى نهاية الفيلم لو كانت أمريكا قد أنفقت المليارات فى أفغانستان على التعليم، وليس فى الحرب، ما كانت تلك الأجيال التى تم غسل أدمغتها فى الزوايا وتمارس الآن العنف باسم الدين.
يطور الدكتور جابر نصار التعليم فى جامعة القاهرة ويحدثه لتعود مرة أخرى إلى الصدارة والمكانة التى كانت عليها بين أهم جامعات العالم، ويحولها من عالة على الحكومة إلى مؤسسة اقتصادية ناجحة، ويطبق الدكتور جابر نصار صحيح الدين ويضعه فى مكانته السامية بمنع المدرسات المنتقبات من ارتداء النقاب أثناء إلقاء المحاضرات، وإزالة الزوايا التى أصبحت أقرب إلى الأوكار لتكون الصلاة فى المساجد، ويوفر لمن يريد مصاحف جديدة بدلاً من المصاحف التى بليت أوراقها احتراماً وإجلالاً لكتاب الله الكريم.
ويعيد الدكتور جابر نصار إلى قاعة جامعة القاهرة الكبرى، ذات القبة العالية الشهيرة، الرونق والبهاء، لتصبح من جديد من قاعات الفنون والآداب التى تشيع البهجة والاستمتاع بالمعرفة والجمال، وهى التى كانت تصدح فيها أم كلثوم فى الثلاثينيات وتغنى: يا شباب الجيل يا عماد النيل. إنه أستاذ ومعلم يعرف جيداً ما يريد، ويدرك بعمق ما الذى تحتاجه مصر لتنهض، ولا يخشى فى الحق لومة لائم ولا صرخة جاهل.