الإفتاء تحسم الجدل وتوضح حكم زيارة المقابر يوم العيد

مع اقتراب أول أيام عيد الفطر المبارك لعام 1446 هـ، يتساءل الكثيرون عن حكم زيارة المقابر يوم العيد، خاصة مع تزامن المناسبة مع ذكرى الأحبة الذين فارقوا الحياة. وبالرغم من أن زيارة المقابر تعتبر من الأعمال المستحبة، فإن السؤال يتكرر عن حكم الذهاب إلى القبور في يوم العيد. وفي هذا السياق، تبرز العديد من الآراء الفقهية التي توضح حكم هذه الزيارة في هذا الوقت بالتحديد.

زيارة المقابر أمر مستحب

تعتبر زيارة المقابر من الأعمال التي يوصى بها في جميع الأوقات، وذلك استنادًا إلى السنة النبوية التي دعت إلى تذكر الموت والآخرة. وقد أكدت دار الإفتاء المصرية على أن زيارة المقابر مندوب إليها في كل وقت، وهي من الأعمال التي يمكن القيام بها في الأيام المباركة، بما في ذلك عيد الفطر، شريطة أن تتم الزيارة بما يتوافق مع آداب الإسلام.

زيارة المقابر يوم العيد: غير الأولى

على الرغم من أن زيارة المقابر يوم العيد ليست محظورة، إلا أن الفقهاء أكدوا أنها ليست الأولى. وفي هذا الصدد، أشار الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أن الأفضل أن يكون المسلم في حالة من الفرح والسرور في هذا اليوم، بينما الزيارة للمقابر قد تثير مشاعر الحزن. وأضاف أن الوقت غير مناسب لتذكر الموت في يوم العيد، خاصة وأن الأيام الأخرى يمكن أن تكون مناسبة لذلك.

لا حرج في زيارة المقابر

كما أكد الشيخ الورداني على أنه لا حرج في زيارة المقابر يوم العيد إذا كانت الزيارة لا تؤثر على فرحة هذا اليوم. بل إن زيارتها قد تساهم في إدخال السرور على المتوفى ودعاء له بالرحمة والمغفرة. لذا، لا مانع شرعًا من الذهاب إلى القبور في هذا اليوم بشرط أن تكون الزيارة مختصرة وبنية الدعاء للمتوفين.

زيارة المقابر للمرأة الحائض

تساؤلات أخرى تدور حول حكم زيارة المقابر للمرأة الحائض في يوم العيد. وقد أجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأنه لا مانع شرعًا من زيارة المرأة الحائض للمقابر، طالما أنها تلتزم بالآداب الشرعية. وأوضح أنه لا يوجد أي فرق بين المرأة الحائض وغير الحائض في هذا الشأن، شريطة أن تكون الزيارة متوافقة مع الضوابط الشرعية، مثل الالتزام بالستر وعدم التسبب في الفتن أو الأفعال المحرمة.

شروط زيارة المرأة الحائض

في نفس السياق، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أنه يجوز للمرأة الحائض زيارة القبور، ولكن يجب أن تلتزم بثلاثة شروط أساسية. أولًا، يجب أن تلتزم الآداب الشرعية، مثل الحجاب الكامل. ثانيًا، يجب أن تتجنب الاختلاط بالرجال أو القيام بأي أفعال غير مستحبة، مثل النواح. وأخيرًا، يجب أن تلتزم بالسكينة والهدوء أثناء الزيارة.

وختامًا، زيارة المقابر يوم العيد هي من الأعمال التي يمكن أن تتم، ولكن يُفضل أن يتم تأجيلها إلى وقت لاحق إذا كانت الزيارة ستؤثر على أجواء الفرحة الخاصة بالعيد. في النهاية، تظل الزيارة عملًا مستحبًا في جميع الأوقات، وتظل نية الدعاء للمتوفين هي الأساس في تلك الزيارة.