الخميس 06 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار الجامعات

المراكز البحثية جسور العلم والتطبيق

التعليم العالي تكشف عن الدور المحوري للبحوث الفلكية في رصد الأهلة

الأربعاء 05/مارس/2025 - 11:08 ص
المعهد القومي للبحوث
المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية

أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية المراكز البحثية في خدمة المجتمع، مشيرًا إلى دورها المحوري في ربط البحث العلمي بالتطبيق العملي. وأوضح أن هذه المراكز تلعب دورًا أساسيًا في مواجهة التحديات التي تواجه مختلف القطاعات، مما يساهم في تعزيز التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني عبر تطوير الصناعات، ورفع الإنتاجية، ودعم الابتكار التكنولوجي.

 

رصد الأهلة ودقة الحسابات

من جانبه، أشار الدكتور طه توفيق رابح، القائم بأعمال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إلى أن تحديد بدايات الأشهر الهجرية يُعد من المهام الأساسية التي يضطلع بها المعهد، حيث يعتمد على أحدث التقنيات العلمية والحسابات الفلكية الدقيقة. وأوضح أن هذه الحسابات تُجرى وفق أسس علمية متقدمة لتحديد إمكانية رؤية الهلال الجديد بعد غروب شمس يوم 29 من كل شهر هجري، بالاعتماد على حسابات الاقتران بين الشمس والقمر والأرض.

 

مراصد متطورة وبيئة ملائمة

ولضمان أفضل نتائج الرصد، يستخدم المعهد أحدث المناظير الفلكية من مواقع مختارة بعناية، تتميز بصفاء الأجواء وبعدها عن مصادر التلوث الضوئي والبيئي. ويُعد مرصد القطامية أحد أبرز هذه المواقع، حيث يضم منظارًا عاكسًا بقطر 74 بوصة، إلى جانب مرصد حلوان الذي يضم منظارًا بقطر 30 بوصة، وهو من أكبر المناظير عند إنشائه عام 1905. كما تشمل مواقع الرصد مناطق أخرى مثل أسوان، الخارجة، قنا، سوهاج، ومرسى مطروح، مما يتيح بيئة مثالية للرصد الفلكي.

 

التنسيق مع دار الإفتاء

يعمل المعهد بالتنسيق مع دار الإفتاء المصرية عبر إرسال تقارير شهرية حول ظروف رؤية الهلال، والمشاركة في استطلاع الأهلة لضمان توافق الرؤية الشرعية مع الحسابات الفلكية. ويساهم هذا التعاون في تقليل الخلافات حول تحديد بدايات الأشهر الهجرية، مما يعزز الدقة والموثوقية في اتخاذ القرارات الشرعية.

 

تحديات رؤية الهلال

تعد رؤية الهلال الجديد من أدق الرصدات الفلكية، حيث يولد بعد فترة تتراوح بين 6 و16 ساعة من حدوث الاقتران، ويظهر على صفحة السماء بالقرب من قرص الشمس، مما يجعل رؤيته صعبة. لذا، يعتمد العلماء على حساب فترة بقاء الهلال بعد الغروب، وتحديد موقعه بالنسبة للشمس بدقة، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل سطوع الهلال مقارنة بوهج الشفق، مما قد يؤدي إلى صعوبة رؤيته.

 

أبحاث وتطوير مستمر

كشف الدكتور طه توفيق أن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية يعمل على تطوير معايير رؤية الهلال من خلال برامج بحثية متقدمة، إلى جانب مشاركته في مؤتمرات إقليمية ودولية لتوحيد معايير تحديد الأشهر الهجرية. وأكد أن هذه الجهود تأتي في إطار التزام المعهد المستمر بتطوير أدواته البحثية وتعزيز قدراته في رصد الظواهر الفلكية بدقة، بما يدعم التعليم العالي، ويسهم في تقديم خدمات علمية موثوقة للمجتمع وصناع القرار.

 

تاريخ حافل بالرصد الفلكي

يتمتع المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بتاريخ طويل في مجال الرصد الفلكي، حيث شارك في رصد مذنب هالي عامي 1910 و1986، ورصد كوكب بلوتو عام 1930، إلى جانب تتبع ظاهرة الكسوف الكلي للشمس في السودان عام 1952، ثم في مدينة السلوم عام 2006، حيث تم تصوير الهالة الشمسية بوضوح يفوق ما تم رصده قبل 50 عامًا.

 

من خلال هذه الجهود، يواصل المعهد دوره الريادي في دعم التعليم العالي، وتعزيز مكانة البحث العلمي في مصر، وربط المعرفة الأكاديمية بالتطبيقات العملية التي تخدم المجتمع وتدعم التنمية المستدامة.

 

المراكز البحثية جسور العلم والتطبيق
المراكز البحثية جسور العلم والتطبيق
المراكز البحثية جسور العلم والتطبيق
المراكز البحثية جسور العلم والتطبيق
المراكز البحثية جسور العلم والتطبيق
المراكز البحثية جسور العلم والتطبيق