الثلاثاء 11 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
منوعات

بالفيديو.. مفتي الجمهورية السابق: الإسلام أنصف المرأة فى الميراث

الأحد 09/فبراير/2025 - 08:40 م
مفتي الجمهورية السابق
مفتي الجمهورية السابق

  تعتبر مسألة الميراث من أهم القضايا التي تتعلق بالحقوق الشرعية في الإسلام وقد أقر الدين الإسلامي العديد من القواعد التي تضمن حقوق الأفراد في الميراث بشكل عادل ومتوازن. 

 

وفي هذا السياق، أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الإسلام قد أنصف المرأة في مسألة الميراث، وأقر لها حقوقًا واضحة ومحددة، بل إنه جاء ليصحح الممارسات الظالمة التي كانت سائدة في المجتمع العربي قبل الإسلام.

حقوق المرأة في الميراث قبل الإسلام

 قبل أن ينزل الإسلام، كان نظام الميراث في المجتمع العربي قائمًا على مبدأ القوة، حيث كان يُعطى الميراث فقط للأشخاص القادرين على القتال والدفاع عن القبيلة. وبالتالي، كانت النساء والأطفال وكبار السن محرومين من أي حق في الميراث. وقد ساهم هذا النظام في تعزيز التمييز ضد المرأة، إذ لم يكن لها أي نصيب في تركه الأهل، وهو ما كان يعد من المفاهيم السائدة التي تحتاج إلى تصحيح.

الحادثة التي كشفت عن الظلم المترتب على النظام القبلي في الميراث

في برنامج "بيان للناس"، المذاع على قناة الناس، سرد الدكتور شوقي علام حادثة تاريخية تعكس كيفية إصلاح الإسلام لنظام الميراث الجائر. ففي هذه الحادثة، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم امرأة سعد بن الربيع رضي الله عنه، الذي استشهد في غزوة أحد، وقد ترك ثروة، لكنها واجهت ظلمًا من عمها الذي استولى على كل المال ولم يُعطِ بنتي الشهيد أي شيء.

وكانت القاعدة المتبعة في ذلك الوقت هي أن الميراث يُعطى فقط للأشخاص القادرين على الدفاع، ولم تكن النساء أو الأطفال يُعتبرون من أهل الميراث. لذا توجهت المرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قائلة: "يا رسول الله، إن سعدًا قُتل معك شهيدًا في أحد، وقد ترك مالًا، وقد استولى عليه عمه، عم الأولاد، أي عم البنتين، فأخذ كل المال كتركه، ولم يُعطِ بنتي الشهيد شيئًا".

النص القرآني الذي عدل من النظام الجائر

وعندما استمعت السيدة إلى شكاوى المرأة، سكت النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:

"يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ" (النساء: 11)

"فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ ٱثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَٰحِدَةً فَلَهَا ٱلنِّصْفُ" (النساء: 11)

وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أخي سعد بن الربيع قائلًا: "أعطِ ابنتي سعد الثلثين"، وفقًا لما نص عليه القرآن الكريم، وأضاف: "وأعطِ أمهما الثمن، وما بقي فهو لك". هذه الحادثة توضح أن الإسلام كان حريصًا على تنفيذ النصوص القرآنية بشكل دقيق، مما يعكس عدالة الإسلام في تطبيق حقوق المرأة في الميراث.

الاختلافات الفقهية في مسائل الميراث

 فيما يتعلق بقضايا الميراث، أشار الدكتور شوقي علام إلى بعض النقاشات الفقهية التي جرت بين العلماء، حيث قام البعض بالاعتراض على اجتهاد سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه في تفسير مسائل الميراث. فقد أشار بن عباس إلى أن نصيب البنتين من الميراث هو النصف، استنادًا إلى الآية القرآنية "فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ ٱثْنَتَيْنِ"، معتبرًا أن الثلثين يكونان لما زاد عن اثنتين.

ورغم ذلك، فإن باقي الصحابة أجمعوا على أن التفسير الصحيح لنص القرآن هو أن الميراث للبنتين هو الثلثان، وفقًا لما ورد في السنة النبوية عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعطِ ابنتي سعد الثلثين". وهذا التفسير يوضح أن الآية تشمل الاثنتين فما فوق، وهو ما يتفق مع ما جاء في القرآن في مواضع أخرى.

  يعد تطبيق حقوق المرأة في الميراث من أهم القيم التي أرسى لها الإسلام، فقد جاء لتصحيح الظلم الاجتماعي الذي كان يطال النساء والأطفال في مجتمعات ما قبل الإسلام. فالإسلام أقر حقوق المرأة في الميراث وأعطاها نصيبًا عادلًا يتناسب مع الأحكام الشرعية. إن مثل هذه الحوادث تبين كيف أن الشريعة الإسلامية كانت ولا تزال منبعًا للعدالة والمساواة بين أفراد المجتمع، بصرف النظر عن الجنس أو القوة.