السبورة دليلك لمعرفة أقدم 10 جامعات عربية فى التاريخ
فى هذا التقرير يستعرض السبورة أقدم 10 جامعات عربية، ورغم تراجع بعض تصنيفات الجامعات العربية أمام الجامعات العالمية، إلا أن لديها تاريخًا طويلًا ومساهمات كبيرة في مجالات التعليم والبحث العلمي. والجامعات العربية لا تقدم فقط برامج تعليمية متميزة بل تلعب أيضًا دورًا هامًا في النهوض بالمجتمع وتطوير المعرفة.
وتعتبر هذه الجامعات من محاور التقدم العلمي والتنمية في البلاد العربية، كما تشهد الجامعات على التفاني في توفير بيئة تعليمية تحفز على البحث والابتكار، وتسعى جاهدة لتحسين مستوى التعليم العالي في المنطقة.
وهذا الإرث التعليمي يعكس تاريخ وتقاليد الحضارات العريقة في العالم العربي، ويظهر الاهتمام المستمر بتعزيز جودة التعليم والابتكار في مختلف المجالات.
1-جامع القرويين
تعد جامعة القرويين أحد أقدم الجامعات في العالم، حيث تم بناؤها في عام 245 للهجرة، الموافق لعام 859 ميلادية، على يد فاطمة الفهرية، ابنة المهاجر العربي محمد بن عبد الله الفهري، الذي كان تاجرًا ثريًا في القيروان. يعتبر تأسيس هذه الجامعة قبل نحو مئة عام من إنشاء جامع الأزهر في القاهرة. بعد وفاة والدها، قررت فاطمة الفهرية استثمار ثروته في بناء وتوسيع الجامعة، حولتها من مسجد صغير إلى إحدى أبرز الجامعات في الغرب الإسلامي.
و تشكل جامعة القرويين واحدة من المآثر التاريخية الرائعة التي تفتخر بها مدينة فاس باعتبارها عاصمة علمية وروحية للمملكة المغربية. تشع هذه المؤسسة العليا بأنوارها لما يقرب من 12 قرنًا، حيث استمرت في تكريس ذاتها كمركز حيوي للحركة العلمية والفكرية. وظلت تُعَدُّ مهدًا لظهور العديد من العلماء العرب والغربيين على مدى العصور.
واشتهرت جامعة القرويين بنظام الكراسي العلمية المتخصصة، مما جعلها جامعة متعددة الدراسات، حيث كان الطلاب - وما زالوا - يتحلقون حول هذه الدروس في مختلف التخصصات
رغم دخول التعليم في الجامعة في فترة جمود المقررات التعليمية وعدم مواكبة طرق التدريس للتطورات في العالم، إلا أن الجامعة سرعان ما استعادت دورها رغم التحديات. خلال الاحتلال الفرنسي، نجحت في تأسيس شخصيات علمية وقادة سياسيين، تلعب دورًا هامًا في تحقيق استقلال المغرب وتنمية البلاد بعد الاستقلال.
ولم تقتصر جامعة القرويين على جذب طلاب العلم من مناطق شمال أفريقيا فحسب، بل كانت وجهة جاذبة للطلاب من العالم العربي والغربي على حد سواء. كانوا يسعون إلى الاستفادة من علمائها وشيوخها، والاطلاع على مكتبتها الضخمة التي تحتفظ ببعض المخطوطات حتى اليوم.
2- جامعة الأزهر
تأسس الجامع الأزهر الشريف كمسجد وجامعة في سنة 361 هـ الموافقة لعام 972 م، وله فضل كبير في الحفاظ على الثقافة العربية الإسلامية. بعدما تحول إلى جامعة تضم معاهد تعليمية وكليات متخصصة في مختلف المجالات المعرفية والتخصصات.
وصل الأزهر في القرن التاسع الهجري، الموافق للقرن الخامس عشر الميلادي، إلى ذروة تألقه عندما شهدت مصر تجمعًا لبعض أعظم علمائها ومفكريها، من بينهم الحافظ ابن حجر العسقلاني، وأبو العباس القلقشندي صاحب كتاب "صبح الأعشى"، وتقي الدين المقريزي صاحب "الخطط" المشهورة، وشمس الدين السخاوي صاحب "الضوء اللامع". حيث يعد من أقدم 10 جامعات عربية، كما زار مصر في هذه الحقبة الفيلسوف والمؤرخ ابن خلدون، حيث أقام مجالس العلم في الأزهر ودرس لكبار العلماء المصريين، وعرض نظريته الشهيرة حول العمران ونشأة الدول التي وردت في مقدمته. وبعد ذلك، زار مصر العلامة المغربي الشهير تقي الدين الفاسي.
وفي عهد الملك فؤاد الأول، صدرت تعديلات في سنة 1348 هـ الموافقة لعام 1930 م، حددت فيها كليات التعليم العالي وأقسام التخصص. تمثلت هذه الكليات في كلية الشريعة وكلية أصول الدين وكلية اللغة العربية. أما التخصصات فقد تم تحديدها على نوعين: التخصص حسب نوع المادة والتخصص حسب نوع المهنة.
3- الجامعة النظامية في إيران والعراق
تُعتبر الجامعة النظامية في إيران والعراق من بين أقدم الجامعات في الشرق، وقد لعبت دورًا تعليميًا وأكاديميًا بارزًا خلال وجودها في مدينة أصفهان في العصور الوسطى. أُسس هذا الصرح التعليمي من قبل الخواجة نظام الملك في القرن الحادي عشر، ويُعتقد أنه تأسس في العام 1065 ميلاديًا بمقر في بغداد. كانت جامعة النظامية وفروعها المنتشرة في البلاد الإسلامية مصدر إلهام كبير للأوروبيين في تلك الحقبة، حيث بدأوا في إقامة الجامعات الأكاديمية تأثيثًا للحضارة العربية والإسلامية الرائعة في تلك الفترة. وتظل الكلية النظامية في بغداد، وهي عاصمة تلك الحقبة، أحد أشهر فروع هذه الجامعة.
كانت الجامعة النظامية مركزًا لكبار العلماء مثل ابن الجسار الذي اكتشف أسباب ونتائج مرض الجذام، وابن الهيثم الفيزيائي المسلم المعروف مؤسس علم البصريات، وابن رشد، وابن يونس العالم الفلكي الذي وضع عقارب الساعة قبل جاليليو وغيرهم.
4- جامعة القاهرة
يعتبر بدايات أوائل القرن العشرين مع تعاظم الحركة الوطنية في مصر قامت نخبة من قادة العمل الوطني ورواد حركة التنوير والفكر الاجتماعي في مصر، بتحقيق حلم طالما داعب خيال أبناء هذا الوطن، وهو إنشاء جامعة تنهض بالبلاد في شتى مناحي الحياة، وتكون منارة للفكر الحر وأساسًا للنهضة العلمية وجسرًا يصل البلاد بمنابع العلم الحديث، وبوتقة تعد فيها الكوادر اللازمة في كافة التخصصات لمشاركة العالم في تقدمه العلمي. ولكن هذه الأمنية وجدت معارضة شديدة من قبل سلطات الاحتلال البريطاني، خاصةً من عميدها اللورد كرومر، الذي أدرك أن إنشاء جامعة في مصر يعني إيجاد طبقة مثقفة من المصريين تدرك أن الاستقلال ليس مجرد تحرير الأرض، وإنما هو تحرير الشخصية المصرية والانطلاق بها في مراقي المدينة والحضارة. حيث تعد الجامعة من أقدم 10 جامعات عربية، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه المعارضة لم تثني المتحمسين للفكرة، حيث سرعان ما أخذت لجنة من الوطنيين بزمام المسألة، وقاموا بالتضحيات وتحملوا المشاق حتى خرجت الفكرة إلى النور وأصبحت واقعًا ملموسًا. تم افتتاح الجامعة المصرية كجامعة أهلية في الحادي والعشرين من ديسمبر 1908 في حفل مهيب أُقيم في قاعة مجلس شورى القوانين، حضره الخديوي عباس الثاني وبعض رجالات الدولة وأعيانها.
وبدأت الجامعة في إنشاء مقار دائمة لها في الموقع الحالي الذي حصلت عليه من الحكومة، وأصدر المرسوم الملكي قانونًا بإدماج مدارس الهندسة والزراعة والتجارة العليا والطب البيطري في الجامعة المصرية. في 22 أغسطس 1935، وصدر مرسوم بإلحاق معهد الأحياء المائية بالجامعة المصرية.
ولم يقتصر دور الجامعة على خدمة البيئة المحيطة بها، بل امتد إلى المحافظات القريبة منها، حيث أُنشِئَت الجامعة فرعًا في محافظة الفيوم يضم كليات التربية والزراعة والهندسة والخدمة الاجتماعية والدراسات العربية والإسلامية والسياحة والفنادق والآثار والعلوم. كما تأسست في فرعي الفيوم وبني سويف كليات التجارة والحقوق والطب البيطري والعلوم والآداب والتربية والصيدلة، واستقل فرع بني سويف عام 1983. وما زالت مسيرة البناء والنماء مستمرة في طريقها، حيث تظل جامعة القاهرة تجسد اعتزاز كل مصري على أرض هذا الوطن.
5- الجامعة الأمريكية في بيروت
تأسست الجامعة الأمريكية في بيروت كجامعة خاصة في مدينة بيروت اللبنانية. واستأجرت ولاية نيويورك التابعة للولايات المتحدة الأمريكية هذا المكان منذ عام 1863م، حيث كانت تُعتبر كلية بروتستانتية مستقلة عن أي هيئة رسمية دينية.
وشهدت الجامعة توسعًا في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث أُدرجت كليات جديدة مثل كلية الهندسة ومدرسة العلوم الزراعية ومدرسة الصحة العامة، وتأسست كلية إدارة الأعمال في الجامعة عام 2000م.
كما برزت الكلية في الإنجازات الطبية، خاصة في مجال أمراض القلب، حيث كان أحد أطبائها، الدكتور إبراهيم داغر، أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أول عملية زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017، حقق الفريق الطبي إنجازًا عربيًا فريدًا في علاج أمراض القلب للأطفال بزرع قلب طبيعي لطفل.
6- جامعة الخرطوم في السودان
تعد جامعة الخرطوم أول وأكبر وأهم الجامعات في السودان، وتحتل مركزًا رياديًا بين الجامعات الأكثر تميزًا في أفريقيا والعالم العربي. بدأت النواة الأولى للجامعة في 8 نوفمبر 1902 بإطلاق اسم "كلية غوردون التذكارية" على يد الحاكم العسكري البريطاني اللورد كتشنر. وفي عام 1956، بعد استقلال السودان، أُعيد تسميتها جامعة الخرطوم، لتكون أول كلية أفريقية تفك ارتباطها بجامعة لندن وتصبح جامعة مستقلة.
وتُعرف الجامعة بلقب "الجامعة أم نخل" بفضل شارع النخل "رويال بالم" الذي يؤدي إلى مكتبتها الرئيسية، وتطلق عليها الطلاب الطموحون للالتحاق بها لقب "الجميلة ومستحيلة". تضم الجامعة 19 كلية و17 معهدًا ومركزًا للبحث والتدريب، وتتخذ من مستشفى تعليمي ومتحف ومركز للخدمات الطبية ومسجدًا جزءًا من تركيبتها.
تتميز جامعة الخرطوم بتخريج العديد من قيادات الخدمة المدنية في السودان، والشخصيات السياسية المرموقة، بالإضافة إلى خريجيها الذين يعملون في المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة، وفي جامعات ومؤسسات عربية وأفريقية وعالمية.
منذ تأسيسها، قامت الجامعة بتيسير فرص الالتحاق للطلاب المتفوقين من جميع الطبقات الاجتماعية، حيث لم تكن التكاليف عائقًا، وكانت الجامعة مجانية بنسبة 100%. وقد قدمت الجامعة سكنًا آمنًا وكافيًا لجميع طلابها وطالباتها، وتميزت الداخليات مثل "البركس للطلاب" وداخلية البنات بتوفير نشاطات سياسية ونقاشات حية وصحف جدارية غنية ومثيرة.
6- جامعة دمشق
تُعد جامعة دمشق إحدى أبرز وأقدم الجامعات في سوريا، وتعد أيضًا من بين أقدم الجامعات في الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم. خلال تاريخها العريق، قامت الجامعة بتدريس وتخريج عدد كبير من الشخصيات المهمة والعلماء السوريين والعرب، الذين أصبحوا جزءًا من نخبة أعضاء هيئة التدريس في الجامعات في الشرق والغرب. هؤلاء الخريجون المتميزون ساهموا بشكل كبير في تطوير وتقدم الجامعات والمجتمعات التي تعمل فيها، واستمروا في تمثيل أفضل الكوادر التدريسية في مختلف المجالات.
وفي عام 1921، بدأت مرحلة التوحيد بين أنظمة معهدي الطب والحقوق، حيث كان لكل منهما نظامًا خاصًا مشتقًا من الأنظمة التركية. وفي عام 1923، تم ربط معهد الحقوق بمعهد الطب و"المجمع العلمي العربي" و"متحف دمشق" في مؤسسة واحدة مستقلة، وأُطلق عليها اسم "الجامعة السورية" بأمر من الرئيس صبحي بركات، لتصبح بذلك ثالث أقدم جامعة في العالم العربي بعد القاهرة والجزائر.
وتم فصل دار الآثار (متحف دمشق) والمجمع العلمي العربي عن الجامعة عام 1926،. ثم في عام 1928، فقدت الجامعة استقلاليتها وأصبحت تابعة مباشرة لـ "وزارة التربية والتعليم". بالإضافة إلى ذلك، تأسست مدرسة "الدروس الأدبية العليا" وربطت إدارتها بالجامعة، لتصبح في عام 1929 "مدرسة الآداب العليا" التي أُغلقت في عام 1935/1936.
وابتداءً من عام 1946، لم تعد الجامعة مقتصرة على معهدي الطب والحقوق، بل تم إنشاء كليات ومعاهد عليا في اختصاصات أخرى. وحتى عام 1958 (الوحدة بين مصر وسوريا)، ضمت الجامعة معاهد وكليات مثل معهد الطب، ومعهد الحقوق، وكلية العلوم، وكلية الآداب، والمعهد العالي للمعلمين، وكلية الهندسة في مدينة حلب، وكلية الشريعة، ومعهد العلوم التجارية.
في ذلك العام أيضًا، صدر قانون جديد لتنظيم الجامعات في إقليمي الجمهورية العربية المتحدة الشمالية (سوريا) والجنوبي (مصر)، حيث تم تغيير اسم "الجامعة السورية" إلى "جامعة دمشق". تأسست في الإقليم الشمالي جامعة ثانية باسم "جامعة حلب". مع صدور اللائحة التنفيذية لهذا القانون في عام 1959، أصبحت جامعة دمشق تتألف من كليات متنوعة، وحققت حقها في منح شهادات في الدراسات العليا. بعد ذلك، نقلت الجامعة إلى ملاك "وزارة التعليم العالي"، التي تأسست في عهد حافظ الأسد في مطلع سبعينيات القرن الماضي.
8- جامعة بغداد
تأسست جامعة بغداد كإحدى أكبر الجامعات العراقية، وتقع في وسط العاصمة بغداد. رغم تأسيسها وتمويلها من قبل الحكومة العراقية في أواخر الخمسينات، إلا أن بداياتها تعود إلى عام 1908 حيث تأسست كلية الحقوق، وتبعها بفترة قصيرة كليات أخرى مثل دار المعلمين العالية (التربية لاحقًا)، وكليات الطب والصيدلة والهندسة وغيرها. تقع الجامعة بالقرب من نهر دجلة، وقد صممت أبنيتها على يد المهندس والتر غروبيس.
وفي الستينات، بدأت الجامعة في تنفيذ خطة رئيسية لبناء الحرم الجامعي، والتي تشمل كليات الهندسة والعلوم والفنون المعاصرة، بهدف استيعاب 6800 طالب. في سنة 1982، تم توسيع الحرم الجامعي لاستيعاب 20000 طالب إضافي مع إضافة تسهيلات أخرى.
وتمثل جامعة بغداد نشأة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق الحديث، حيث لا تقتصر جامعة بغداد على كونها أكبر مؤسسة علمية في العراق، بل هي الأولى من نوعها. فقد انبثقت منها الكوادر التدريسية والفنية والإدارية المدربة بمستوى عالٍ، لتعمل على نقل هذه الخبرات إلى الجامعات العراقية الأخرى التي تأسست فيما بعد. في عام 1943، شُكلت أول لجنة لدراسة إمكانية تأسيس جامعة عراقية، وبدأ تنفيذ أول قانون لتأسيس جامعة في العراق باسم "جامعة بغداد" في عام 1956.
وفي عام 1957، عُيِّنَ رئيس أول لجامعة بغداد وتشكل مجلس تأسيسي لدراستها وفحص واقع الكليات والمعاهد القائمة حينها. تم تعيين أول رئيس للجامعة وتشكيل مجلس تأسيسي للقيام بمهمة دراسة واقع الكليات والمعاهد القائمة واتخاذ التغييرات اللازمة في هيكلها، واتخاذ الخطوات الضرورية لربطها بالجامعة بعد التأكد من بلوغها المستوى العلمي المناسب. وفي عام 1958، أُصدِرَ قانون آخر لتأسيس جامعة بغداد، وأُعتُرِفَتْ بقيام جامعة لها مجلس يدير شؤونها العلمية والإدارية. ضُمَّت الجامعة كليات الحقوق والهندسة والتربية والطب والصيدلة والآداب والتجارة والزراعة والطب البيطري، وتم إلحاق معاهد عالية بها، مثل معهد العلوم الإدارية ومعهد اللغات ومعهد المساحة ومعهد الهندسة الصناعية العالي ومعهد التربية البدنية.
من جهة أخرى، قامت الجامعة بإضافة كليات جديدة، حيث بلغت حتى الآن أربع وعشرون كلية، إضافة إلى ثلاثة معاهد للدراسات العليا، وهي المعهد العالي للدراسات المحاسبية والمالية ومعهد التخطيط الحضري والإقليمي والمعهد العالي لليزر والبلازما. وقامت الجامعة أيضًا بزيادة التخصصات المتاحة في الدراسات العليا، مما أدى إلى زيادة أعداد الطلبة المقبولين فيها.
9- جامعة الجزائر
تأسست جامعة الجزائر كجامعة بحثية عامة في الجزائر العاصمة، وتعد أقدم وأعرق جامعة في الجزائر. نشأت هذه الجامعة من سلسلة من المؤسسات المستقلة في القرن التاسع عشر، وتم تنظيمها كجامعة في عام 1909، وخضعت لعملية إعادة تنظيم هامة في عام 2009.
وتعتبر هذه المدرسة كأول مؤسسة تعليمية في العهد الاستعماري في الجزائر، حيث بدأت نشاطها في عام 1833، وكان يشرف على التدريس فيها أساتذة عسكريون في مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة. في البداية، كانت هذه الدروس موجهة إلى الطلبة الأوروبيين فقط، ولكن تم قبول الطلبة الترك والجزائريين المسلمين واليهود بناءً على مذكرة صدرت في 10 يونيو 1833 عن وزير الحرب. كانت الدروس في هذه المرحلة تقتصر على علم التشريح والفيزيولوجيا الوصفية، ولكن تم إيقاف نشاط المدرسة في عام 1835 بقرار من الجنرال كلوزيل. تم اقتراح إعادة فتحها عام 1854 بقرار من المجلس البلدي للجزائر، وتم فتحها رسميًا بمرسوم مؤرخ في 4 أغسطس 1857، ولم تبدأ نشاطها إلا ابتداءً من عام 1859.
وكانت هذه المدرسة تحت إشراف كلية الطب في مونبلييه، وفقًا للقانون الصادر في 20 ديسمبر 1879، الذي أنشأ المدارس العليا في الجزائر. تحولت المدرسة إلى مدرسة عليا للطب والصيدلة بموجب هذا القانون. وفي 30 ديسمبر 1909، بناءً على قانون آخر، تحولت المدرسة إلى كلية للطب والصيدلة في الجزائر.
10-الجامعة الأمريكية بالقاهرة
أُسست الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 1919 على يد فريق أمريكي كان يهدف إلى خدمة التعليم والمجتمع في منطقة الشرق الأوسط. قاد الدكتور تشارلز واطسون، الرئيس المؤسس للجامعة، جهودًا كبيرة في توجيه مسار الجامعة خلال السنوات السبع والعشرين الأولى من تاريخها، حيث كان يسعى إلى إنشاء جامعة تقدم تعليمًا ليبراليًا باللغة الإنجليزية، تسهم في تشكيل قادة المستقبل في مصر والمنطقة. وقد ركز على غرس قيم الانضباط، وتنمية الشخصية القوية، وتطوير المهارات الفكرية.
وتم دمج كلية الدراسات الشرقية ضمن كلية الآداب والعلوم كمركز للدراسات العربية عام 1956،، وفي نفس العام تأسس معهد اللغة الإنجليزية. وفي عام 1961، تم إيقاف كل من كلية التربية والشهادات الخاصة لشعبة الخدمات العامة، وتم دمج جميع الدرجات الجامعية تحت مظلة أكاديمية واحدة وهي كلية الآداب والعلوم. تم توسيع المناهج الدراسية لتشمل علوم الاجتماع والأنثروبولوجيا والعلوم السياسية والاقتصاد، وتم تطوير مناهج العلوم الطبيعية. تم إنشاء وحدتين للبحوث التطبيقية، وهما مركز البحوث الاجتماعية في عام 1953 ومركز تنمية الصحراء في عام 1979. إطلاق البرامج الأكاديمية العلمية كان أحد الأحداث الهامة في تاريخ الجامعة حيث تم إنشاء أقسام الهندسة وعلوم الكمبيوتر، والصحافة والإعلام، وعلوم الإدارة لنيل شهادات البكالوريوس والماجستير.
وفي عام 1960، انضم حوالي 400 طالب إلى الجامعة، وارتفعت هذه الأعداد بشكل كبير حتى وصل عدد الطلاب إلى أكثر من 1300 طالب وطالبة بحلول عام 1969، بما في ذلك 450 طالبًا في الدراسات العليا. استمرت الأعداد في الارتفاع حتى وصلت إلى أكثر من 5000 طالب وطالبة، بالإضافة إلى 1000 طالب في الدراسات العليا.
عملت الجامعة أيضًا على التوسع في قسم تعليم الكبار، الذي يخدم الآن ما يقرب من 40،000 طالبًا وطالبة مسجلين في البرامج التي تقدمها كلية التعليم المستمر (المعروفة سابقًا بمركز تعليم الكبار والتعليم المستمر).