ماجدة موريس: فيلم "وش في وش" حدوتة مصرية طويلة العمر
قالت ماجدة موريس الكاتبة الصحفية والناقدة الفنية المخضرمة عبر صفحتها الرسمية علي موقع فيسبوك، أن فيلم (وش في وش ) يأخذنا فيه المخرج والكاتب وليد الحلفاويًًً الي حدوتة مصرية طويلة العمر،وهي حدوتة الخلاف الزوجي بين زوجان جديدان،يتضح انهما تزوجا عن حب،ولكنهما لم يتعلما كيفية الحياة مع وجود الحب.
وهي حكاية شائعة في بلدنا، تجاوزت اجيال بدون تغييرات كبيرة فيها وإلا ما اصبحت شائعة لهذه الدرجة (واصبحت نسب الطلاق من الاعلي في العالم )،وهو ما نراه عبر عائلتا الزوج شريف (محمد ممدوح )،والزوجة داليا (أمينة خليل ) اللتان تتواجدان معا في شقة الزوجية بعد خلاف بين الزوجين طوال الفيلم في مباراة كلامية،وسلوكية تتفاوت حدتها وفقا للحدث الاساسي،اي الخلاف،وما يثيره في نفوس الآباء والامهات،والاخوة،وحتي الاصدقاء.
وصولا الي العاملين لدي اطراف الخلاف،اي سائق أسرة الزوجة وشغالة المنزل،ليضعنا المخرج والكاتب (ويشاركه في السيناريو كل من شادي الرملي وحسين نيازي) في الشقة التي صممت ديكوراتها ياسمين عاطف وأدار التصوير فيها مروان صابر،وجدل مشاهدها المونتير مينا فهيم وأضاف اليها خالد الكمار لمساته الموسيقية المعبرة.
نحن امام فيلم عادي في قصته التي تحدث كل ساعة في كل مكان،ولكنه غير عاد في معالجته،يضع الاجيال أمام بعضها،والطبقات أيضا وحيث تبدو عائلة الزوجة (الاب سامي مغاوري والام أنوشكاوالابن احمدخالد صالح ) معتزة بقوتها وبمكانتها الاجتماعية،وثرائها من اللحظة الاولي،امام عائلة الزوج (الاب بيومي فؤاد والام سلوي محمد علي ) الاقل اجتماعيا،والاقوي تماسكا.
وهو ما عرفناه في النهاية بعدما رفض والد الزوج أستمالة أم الزوجة له بمدحها في عقلانيته،ومحاولتها الحديث معه وحده (لانه. عكلاني علي حد تعبيرها ) قبل ان تقع الكارثة بينها وبين زوجها الذي يكشف عن سلوكها وتسلطها عليه وعلي كل شيء في الاسرة.
من المتهم ؟
من الجاني،ومن المجني عليه في هذه القضية ؟ وهل اصبحت التقاليد والاعراف القديمة هي كل ما نمتلكه في حياتنا الاجتماعية ؟
يشير الفيلم هنا الي الآباء كمتهمون في حقوق الابناء في محاكمة يجريها صناع الفيلم للآباء والامهات ودورهم في افساد حياة ابنائهم بدلا من أصلاحها،واكتشاف الابناء أنهم لا يريدون ما يريده الآباء،فالابن الذي حضر مع والديه معتزا بقوته يتركهما ويدخل حجرة التليفزيون مع اصدقاء زوج اخته لاجل مباراة كرة قدم،و المطالب المالية من الزوج لاجل الطلاق يتباري محاميا الطرفان في الحديث عنها عبر الذووم.
و الحديث عن الرجولة،في مقابل الانوثة يصل بكل فرد الي عرض أرائه الخاصة (عشان انت راجل،،لازم تتحمل كل حاجة،) اماعن المرأة (مشكلة الست انها توافقك وترجع في كلامها،،عشان كده بنقول كلام رجالة ) وهكذا تتوالي الكلمات من افراد الاسرتين معبرة عن كل ما يحمله تراثنا الشفهي من احكام ومواصفات للرجل والمرأة،وليكتشف الجميع وهم في حالة من المواجهة او الوش في الوش (خاصة بعد اكتشافهم ان باب الشقة لا يفتح ).
ان هناك اختلافا بين الكلام والواقع،ولا يعترفون بالاختلاف،ويكتشفون اخطاء الماضي والفارق بينها وبين الواقع،و يبحث كل منهم عن طريقه للخلاص من الموقف بعد اعادة الاكتشاف ،الباشا زوج الهانم،والابن،والرجل وزوجته والدا البطل الذي يرفض تدخل اصدقائه،وكذلك ترفض الزوجة تدخل الصديقة ويكتشفان معا انهما لا زالا يريدان بعضهما،وان أستدعاء اولياء أمورهما كان ورطة كبري،،لكنها ضرورة قبل الاكتشاف الاخير.