نقباء بيعة العقبة.. بيعة العقبة الأولى والثانية
بعد إعلان الإسلام، كان الرسول عليه السلام يلتقي بقبائل العرب من مختلف الأماكن في مواسم الحج ويدعوهم إلى الإسلام، فالتقى بمجموعة من الأشخاص من قبيلتي الأوس والخزرج ودعاهم إلى الإسلام.
قبلوا دعوته وأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة ودعوا قومهم إلى الإسلام، فأسلم منهم الكثير، وعاد إلى مكة في السنة الثانية عشرة للبعثة اثنا عشر رجلًا ممن أسلموا منهم، فبايعوا النبي بيعة العقبة الأولى ثم أرسل النبي عليه السلام معهم مصعب بن عمير مع الأنصار إلى المدينة، كي يُقرّأهم القرآن ويعلّمهم الإسلام، فانتشر الإسلام فيها، ثم عاد في السنة الثالثة عشرة للبعثة ثلاث وسبعون شخصًا، وامرأتان وبايعوا النبي بيعة العقبة الثانية.
عدد النقباء وكيفية اختيارهم
يمكن تعريف النقباء بأنها جمع نقيب وتعني الذي يُنقب عن أخبار الصحابة وأحوالهم وأيضًا تعني شهداء القوم وضمناؤهم ولم يكن في بيعة العقبة الأولى أية نقباء وذلك لأن عددهم كان قليلًا أما نقباء بيعة العقبة الثانية فقد طلب النبي عليه السلام من الصحابة أن يخرجوا منهم اثني عشر نقيبًا يقومون على قومهم وحتى يعلمهم الرسول مبدأ الشورى لم يقم باختبارهم بنفسه بل طلب منهم ذلك، وكانت وظيفة هؤلاء النقباء أن ينوبوا عن قومهم في المشورة والرأي ويقومون عىل أمرهم.
أسماء النقباء في بيعة العقبة الثانية
يمكن معرفة أسماء النقباء في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: لَمَّا لقِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النُّقباءَ الذيت اختارَهم الأوسُ والخَزْرجُ نُقباءَ عليهم بطَلبٍ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال لهم: تُؤْووني وتَمْنعوني، أي: تَحْمونني مِن المشركينَ وتَجعَلونني أُقِيمُ بيْنكم، قالوا: فما لنا؟، أي: ما جَزاءُ ومُقابلُ ذلك؟ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لكمُ الجنَّةُ، أي: لكمُ الجنَّةُ جزاءً على وَفائكم
والنُّقباءُ هم: مِن الخَزْرجِ: أبو أُمامةَ أسعَدُ بنُ زُرارةَ، وسعدُ بنُ الرَّبيعِ بنِ عمرِو بنِ أبي زُهيرٍ، وعبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ بنِ ثَعلبةَ، ورافعُ بنُ مالكِ بنِ العَجلانِ، والبَراءُ بنُ مَعرورِ بنِ صَخرٍ، وعبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ حرامٍ، وعُبادةُ بنُ الصامتِ بنِ قَيسٍ، وسعدُ بنُ عُبادةَ، والمنذِرُ بنُ عمرِو بنِ خُنَيسٍ
ونُقباءُ الأَوسِ هم: أُسَيدُ بنُ حُضيرِ بنِ سِماكٍ، وسعدُ بنُ خَيثَمةَ بنِ الحارثِ، ورِفاعةُ بنُ عبدِ المنذِرِ بنِ زُبيرٍ
وقد كان عدد كبير من هؤلاء النقباء ممن حضروا بيعة العقبة الآولى.
نلاحظ مما سبق أن في طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الأنصار أن يختاروا نقباء بينهم حكمة بالغة حيث إن الرسول عليه السلام أعطاهم الحرية الكاملة في اختيار ممثليهم وهم أدرى بحالهم فعندما يختار الشعب من يمثله يسمع له بمنتهى الحب وهذا ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يزرعه في نفوس الأنصار