احياء دولة الضمير في التعليم ..لا نعمم ولكن..؟
التعليم هو سبيل الامم للارتقاء بصناعتها و فنونها وثقافتها و زراعتها ....الخ عبارة جميلة تتصدر الكتب و لكن الطالب الجالس أمامك في الفصل قد ملئت رأسه برسائل خاطئة شوهت عقله و جعلته نافرا من التعليم و أي شيء يجبره علي التفكير .. فقط عشرات القنوات و مواقع التواصل الاجتماعي تنسج في رأسه ثقافة الجنس و البلطجة و الفهلوة .. الخ ، و ما العنف المدرسي و عزوف الطلاب عن التعلم الا جرس انذار لطالب سلوكياته بمثابة قنبلة موقوته لا تعرف حرمة و لا دين و لا أخلاق هذا الطالب مشروع بلطجي يريد النجاح بالغش و رغما عن معلمه .. طالب لا يعرف حرمة لمدرسة و لا احترام لمعلم و أقول له:
الغش يا ولدي نار من مستصغر الشرر .. الغش
يهدم أكوان ويضيع مصائر أوطان
الغش يقتل فيك الابداع و ينمي روح الاستسهال
.. الغش يقص جناح الأمل في خير العمل .. الغش يخدر عقلك فتظن الحياة سهلة المأخذ ولكن
احذر من شراك الأقدار
بالعمل و الاجتهاد تبني الأوطان و بالغش
تهدم ، في زمن الغش يصبح الشريف غريبا و الممتنع
قابض علي الجمر و المجتهد منبوذا.. بالغش تخرج المدارس أجيال من المرتشين ومعدومي الضمير
.. السكوت علي الغش جريمة و الحديث عنها شبهة و محاولة ايقافها وهم .. كل ما حولك ينهار
بسبب الغش .. أجيال بعد اجيال استمرأت الغش حتي صار ديدنها .. تخرج المهندس و الدكتور
و المدرس و الاعلامي و الصحفي بالغش فانهارت
العمارات ، و مات المرضي نتيجة الاهمال و فسد الاعلام وبات يروج للشذوذ و الاباحية
و باتت الصحافة رهينة الاخبار المضللة و تقدم وجبات ثقافية فاسدة تنهي ما تبقي من عقل
في المجتمع ، و المدارس مصنع يفرخ اجيال استسهلت النجاح و أدمن الفشل و سرقة مجهود
الآخرين ، بل و سقرة أعمارهم و أموالهم .. بات الناجح عدوا و الفاشل صديقا و فهلوي
.. بات الذوق العام في الأغاني هابطا و لم
تعد الكتب تقرأ .. سقط العقل مغشيا عليه في
زحمة الافك و أية دعوة للاصلاح انتحار .. المجتمع لم يعد في حاجة لمن يصلح .. بل لقطيع
لا يفكر و لا يعترض و لا يبدع ، لم يعد في
حاجة لوخز الضمير ، المجتمع بحاجة لمن فقط يسير مع السائرين .. نحتاج لبطل لا ليقود الجيوش و يحرر القدس بل يضع حدا لسارقي النجاح و مغتصبي الشهادات .. نحتاج
لاحياء قيم الاسلام السمحة
نحتاج لاحياء الضمير .. و مساندة كل مستنير حتي لا نغرق في التفاهات و لا نرجم المعلم باعث الضمير في تلاميذه فيتربص به زملاءه و أولياء الأمور و يراه قياداته مصدرا للمشاكل مثلما يحدث في بعض الأحيان.