نقيب المعلمين يعلن وجود عجز 259 ألف معلم بالمدارس
الخميس 09/سبتمبر/2021 - 11:41 م
كشف خلف الزناتى نقيب المعلمين، عن وجود عجز كبير فى أعداد المعلمين بالمدارس نتيجة لاستمرار خروج المعلمين على المعاشات دون تعيينات جديدة، مشيرا إلى أن التعليم عن بُعد لن يحل محل التعليم بالمدارس نظرا لأهمية التفاعل المباشر بين المعلم والطالب فى بناء شخصيته، وإلمامه بالمعلومات، وإلى نص الحوار:
- هل لدينا عجز بأعداد المعلمين فى المدارس؟
نعم، حوالى 259 ألف معلم، وهى إحصائيات حتى 31 ديسمبر 2020، ومن المؤكد أن هذا العجز ارتفع، نتيجة لخروج آلاف على المعاش دون أى تعيينات جديدة، فى مقابل استمرار زيادة أعداد الطلاب سنويا.
ويشار إلى أنه خلال عام 2020، وصل أعداد المعلمين المُحالين على المعاش 50 ألف معلم، ومن المتوقع خروج 50 ألف معلم أيضا خلال عام 2021، و50 ألف آخرين فى عام 2022، وتتطلب تلك الأعداد إحلال آخرين بدلا منهم، حتى أن مسابقة تعيين 120 ألف معلم لم يتم تعيين أحدا منهم، وماتم تعيينه منذ 15 عام سوى 15 ألف فى عام 2014، أما الـ120 ألف فتم وضع ضوابط قاسية للتعيين، ومع استعداد كل معلم راغب فى التقدم للتوظيف ضمن تلك الأعداد لم يتمكن من الالتحاق بها لانتهاء الوقت المُحدد لها.
ما المانع من تعيين الـ120 ألف معلم مُجددا خاصة أنهم على كفاءه عالية، أو المد للمعلمين البالغين سن المعاش عام أو عامين، ولدينا خبرات كبيرة على المعاش، وفى المقابل نجد مدارس كثيرة فارغة.
- أى المواد التعليمية الأكثر عجزا بأعداد المعلمين؟
من المؤكد أن العجز أكبر فى المرحلة الابتدائية، وفى كل التخصصات تقريبا، لكن الأبرز فى: العلوم واللغة العربية واللغات والرياضيات.
- كشفت جائحة كورونا والاتجاه للتعليم عن بُعد عدم إلمام المعلمين للتعامل مع التكنولوجيا.. ما تعليقكم على ذلك؟
الوسائل التكنولوجية جميعها حديثة، وهناك قطاع كبير جدا من المعلمين فاهمين وقادرين على التعامل بشكل جيد، وقطاع أخر ليس لديهم فكرة عن التعامل مع التكنولوجيا، حيث أن عددا كبير من المعلمين فى النجوع والكفور ومناطق لا تصلها شبكات الإنترنت إبدا، وبالتالى تلك الشريحة فى حاجه إلى تدريب جيد وحقيقى وليس وهمى، خاصة أن أغلب التدريبات صورية، وبعض المُدربين يحتاجون إلى تدريب فى الأساس وكثيرا منهم لا يستطيع الإجابة على استفسارات المعلمين.
- وأين دور الأكاديمية المهنية للمعلم من ذلك؟
وزارة التربية والتعليم نفسها لا تقدر تدريبات الأكاديمية، فكيف للنقابة أن تطالبها بتطوير تدريباتها؟
- مع تطبيق التعليم عن بُعد أصبح يدرس المعلم الواحد لآلاف الطلاب.. فهل يمكن أن يحل ذلك مشكلة العجز بالمعلمين؟
بالطبع لا، مهما كان مستوى التعليم عن بُعد فلا غنى إطلاقا عن المعلمين، فهم حجر الزاوية فى العملية التعليمية وهو المربى قبل أن يكون مُلقن للعلم، والأمر ليس فقط قاصر على تحصيل المعلومات، حيث يتخذ الطالب من معلمه القدوة، وإذا أحبه الطالب يحب مادته ويبدع فيها، وبالتالى التفاعل المباشر بين الطالب والمعلم يُحسن من مستوى تحصيل الطالب.
لكن فى ظل جائحة كورونا، التعليم عن بُعد فرض نفسه وأصبح أمرا لابد منه، لكن كورونا لن تستمر إلى الأبد فترة وستنتهى.
- لكن بعيدا عن جائحة كورونا.. كثيرا من المعلمين أًصبحوا لا يتواجدون بالمدارس ويتفرغون للدروس الخصوصية أو فى منازلهم لكن لا يوفرون تلك الأجواء التى تتحدث عنها.. فما تعليقك؟
لا أنفى هذا على وجه الإطلاق، وأعلم أن المعلم المثالى فيما سبق حاليا أصبح يبحث عن لقمة العيش، فالمعلم مازال أضعف مرتب، وعند عمله بالدروس الخصوصية يتم محاسبته ومهاجمته، وبالتالى يصبح فى حيرة من أمرة، خاصة أن الطبيب مثلا بعد عمله بالمستشفى الحكومى يعمل فى عيادته الخاصة، والمهندس أيضا لديه مكتبه الخاص، فلماذا يتم مهاجمة المعلم وحده فقط، وأنا هنا لا أجد مبررا للرد على المعلمين.
- وهل يمكن أن تتبنى النقابة مطلب لتقنين العمل بالدروس الخصوصية؟
نتمنى، لكن التقنين لابد أن يتم من وزارة التربية والتعليم، أو أن يصدر تشريع يحمى المعلمين، خاصة أن القضاء على الدوس الخصوصية مستحيل، لكن من الممكن أن يتم السيطرة عليها وحصرها، والدولة جربت كافة الأساليب لكن للأسف لم يتم القضاء على الدروس الخصوصية، وذلك لاعتقاد ولى الأمر أنها مفيدة نتيجة لانخفاض دور المدرسة، وذلك لعدم تركيز المعلم للعمل فى المدرسة بشكل كامل، لذا نطالب بتحسين مرتبات المعلمين.
- لماذا لم تجذب تجرية وزارة التربية والتعليم بشأن المجموعات المدرسية الطلاب والمعلمين؟
حتى وقت قريب كان المعلم يعانى حتى يحصل على مستحقاته، وتواصلت النقابة مع الوزارة لصرف مستحقات المعلمين شهريا، لكن فى كل الأحوال لم تلق تلك التجربة إقبال من قبل المعلمين والطلاب معا، ومازالت يتم تطبيقها ويحصل المعلم على نسبة 85% منها حاليا.
- هل يعنى ذلك أن 85% من قيمة المجموعات المدرسية ليست كافية للمعلم؟
نسبة 85% تظهر للعامة وكأنها مبلغ كبير، لكن العبرة بما يحصل المعلم عليه فعليا فى نهاية الشهر، وهى مبالغ زهيدة جدا.
وهنا أحتاج إلى تصليح معلومة مغلوطة، وهى خاصة باعتقاد أغلب المواطنين أن أكثر من 60% المعلمين يعملون بالدروس الخصوصية، فى حين أن نسبتهم لن تتجاوز من 10 إلى 15% فقط، كما أن أغلب العاملين بمراكز الدروس الخصوصية لا يعملون فى وزارة التربية والتعليم ومدارسها من الأساس.
- لماذا لا تتفاعل نقابة المعلمين مع مشروع الوزارة لتطوير التعليم؟
من المؤكد أن النقابة مع التطوير تماما، ونأمل أن تستعيد مصر ريادتها للتعليم فى المنطقة، لكن أن يكون ذلك على أرض الواقع، وتطبيق مشروعات التطوير على مراحل، على أن تتضمن كل مرحلة عدة محافظات، وتلافى الأخطاء التى تظهر فى كل منها، خاصة أن كل محافظة تختلف عن الأخرى، ولا يمكن أن يتم تطبيق معايير واحده على كل المحافظات.
- هل التوسع فى إنشاء نظم تعليمية مختلفة مثل المدارس الدولية والحكومية والخاصة والتجريبى وغيرهم يخدم العملية التعليمية؟
هو أمر مطلوب لكن أن يكون ذلك بحدود، حيث أن هناك أولياء أمور لديهم الرغبة فى تعليم أبنائهم فى مستويات تناسبهم، لكن يجب النظر إلى الشريحة الأكبر التى تتعلم بالمدارس الحكومية وهى السواد الأعظم، ولابد من الاهتمام بها، حيث أن المُلتحقين بالمدارس الدولية بقدر أموالهم يحصلون على تعليم.
أما المدارس الخاصة لا شك أنها "بيزنس" فى المقام الأول وعملية تجارية بحته، وتستهلك قدرات المعلمين وقواهم، وتمنحهم مرتبات زهيدة.
- تعتمد مدارس على معلمين أجانب أو غير معلمين للتدريس.. فهل تتابع نقابة المعلمين هذا الأمر؟
عمل المعلمين الأجانب يخضع للعديد من الاجراءات من الدولة نابعة من وزارة التربية والتعليم، لكن فى الأساس مزاولة مهنة التدريس يتطلب الحصول على عضوية النقابة، كسائر المهن كالصيادلة والأطباء والمهندسين، لكن ما يحدث فعليا هو أن مزاولة مهنة التعليم "مفتوحة لأى حد" والوزارة لا تتمسك بضوابط مزاولة المهنة أبدا، رغم أن عضوية النقابة وحصولها على نسخة من تعاقده وقرار التعيين مع أى مدرسة خاصة يضمن له حقوقه فى التأمينات مثلا.
لكن المدارس تتحايل على الحصول على عضوية النقابة، لعدم التزامها بسداد التأمينات وإطلاع النقابة على قيمة المرتب.
- لماذا أصبحت المعاشات مشكلة لا تُحل أبدا فى نقابة المعلمين؟
سددنا منذ دخول المجلس الحالى النقابة فى 2014، أكثر من 3 مليارات جنيه للمعاشات فقط، وقيمتها الحالية المستحقة للدفع كل 3 أشهر حوالى 135 مليون جنيه، فى حين أن كل موارد النقابة حاليا تعتمد بشكل أساسى على 4.5 فقط قيمة الاشتراك الشهرى الذى يتم اقتطاعه من مرتبات المعلمين.
وتواصلت مع لجنة التعليم فى مجلس النواب لدعم تعديلات القانون وتمريره، لزيادة موارد النقابة والتى تساهم بدورها فى حل مشاكل المعاشات.
- لماذا يشعر المعلمون أن النقابة ليس لديها نية جادة فى الدعوة لإجراء الانتخابات؟
نريد عمل الانتخابات اليوم قبل غدا، لكن الانتخابات لن تتم إلا بإجراء تعديلات قانون النقابة، لكن الانتخابات لن تتم إلا بتعديل القانون، ونحن نحارب حاليا لتعديل القانون، أما من هم غير راضيين عن أداء النقابة فهم غالبا إما أعضاء بالجماعة الإرهابية أو أنه يتطلع للحصول على مكان فى النقابات الفرعية الـ53، أو فى اللجان النقابية الـ320 بأنحاء الجمهورية.
النقابة لا تقول أن أداء المجلس 100%، لكن الأداء بقدر الموارد المتاحة، والمجلس يجتهد لتقديم الخدمات للمعلمين.