التعليم العالي في مصر يتغير للأفضل
لقد أولت الدولة المصرية بالغ الاهتمام؛
لإنشاء وتطوير الجامعات المصرية ووضعها في مراكز متقدّمة مقارنة بنظيراتها في دول العالم،
فبدأت الدولة في زيادة عدد الجامعات حتى وصلت الجامعات الحكومية 27 جامعة كما أكّد "خالد عبدالغفار" وزير التعليم العالي.
فالدولة المصرية تسعى للارتقاء بالمنظومة
التعليمية على كافّة المستويات ومن بينها التعليم الجامعيّ بما يسهم في خروج طاقات
بشرية مؤهّلة ومدرّبة على أعلى مستوى تُلبّي طموحات الدولة في التنمية المستدامة، فضلًا
عن خلق مميزات تنافسية للجامعات المصرية بحيث تكون قادرة على جذب الطلاب الوافدين،
وزيادة فرص خريجي الجامعات في الحصول على فرص عمل إقليمية ودولية.
لقد انعكست التوسعات والإنشاءات التي شهدتها
الجامعات المصرية بشكل إيجابيّ على احتلالها مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، فقد
احتلت مصر المركز 42 عالميًا بمؤشر جودة التعليم عام 2020، مقارنة بالمركز 51 عام
2019 متقدمة بذلك 9 مراكز، كما احتلت مصر المرتبة الأولى عربيًا وأفريقيًا من حيث عدد
الجامعات المدرجة في تصنيف "US News" عام 2020.
كان سيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسي"
قد وجّه بدعم آليات التعلم عن بعد في الجامعات عن طريق الاستفادة من الفرص التي تتيحها
التكنولوجيا؛ لتيسير العملية التعليمية للطلاب، وذلك في إطار نهج الدولة لتنفيذ التحوّل
الرقميّ للتعليم، وضرورة تعليم الطلاب العلم النافع الذي يؤهلهم إلى سوق العمل، ويخلق
منهم جيلًا حريصًا على مصلحة وطنه وسلامة أرضه.
إنّ التعليم هو البوابة الذهبية لترسيخ
مبدأ التسامح في المجتمع وهو مبدأ يتعرض للتآكل والتراجع في الكثير من البلدان، حيث
صارت الصراعات تتخذ صبغة مذهبية مقيتة وتتفشى أمراض ثقافية عضال كرفض الآخر وكراهيته،
فوجب تصحيح ذلك والاستفادة من التعليم والتكنولوجيا التعليمية الهائلة في تقدم الأوطان
وبنائها.
من جانبه أكّد "أحمد أبو الغيط" الأمين العام جامعة الدول العربية أنّ التعليم عِماد النهضة الاقتصادية ووقودها ومحرّكها، موضحًا أنّ الاقتصاد في هذا العصر يعتمد على المهارات والمعرفة بل إنّه يعتمد على قدرة الأفراد على اكتساب المهارات وتطوير المعرفة عبر سنوات العمر، مشيرًا إلى أنّ المعارف تتجدد وتتضاعف، والمهارات المطلوبة لسوق العمل تتبدل بسرعة ومن يعجز عن مواكبة هذه التحوّلات المتسارعة يتقهقر ويتأخر عن الركب.
وعندما سُئل عن التعليم العالي في مصر، قال: "إنّ ما يحدث في التعليم بمصر ملحمة، وهناك رغبة شديدة؛ لتحسين مستوى التعليم".
إنّ التعليم العالي الذي هو أساس عملية
البناء والنهضة يشهد في عهد الرئيس "السيسي" تطورًا ملحوظًا يتمثل في عمليات
البناء والتشييد، وإدخال المنظومات الجديدة، وإشراك التكنولوجيا في مجال التعليم، ورفع
كفاءة المنصات التعليمية الإلكترونية، وتزويد المكتبات والمعامل الجامعية بكلّ ما هو
جديد؛ لبناء جيل قادر على النهضة بوطنه.
*كاتب المقال
ا.د/عادل السعدني
عميد كلية الآداب جامعة قناه السويس