وزارة التربية والتهريج!!!
بداية اعتذر للقراء عن عنوان المقالة ولكني مضطر لاستخدام كلمة "التهريج" لوصف ما يفعله الوزير الحالي بالتعليم، ولأنني أرى أن من لا يحترم عقلية الطالب والمعلم وولي الأمر لا يستحق ان نحترم مكانته ولا ينبغي بقاءه في منصبه، ولأن الامر يتعلق بالعبث بالامتحانات التي تحدد مستقبل الطلاب وانجازهم وتحصيلهم الدراسي.
فكيف يمكن للطالب أن يراجع كل هذه المواد في يوم واحد؟
وكيف يمكن لتلميذ في الابتدائي أن يحرر عقله من الارتباك بسبب كثرة عدد الاسئلة وتداخل المواد في ورقة اسئلة واحدة؟
وكيف يمكن تصحيح اوراق الاجابة وهي تحتاج الى اكثر من مجموعة من المعلمين في كل تخصص في وقت واحد،ليصححوا الاوراق ويجمعوا الدرجات؟
وطالما أن امتحان الشهادة الاعدادية لن يضاف للمجموع، فلماذا تصر الوزارة على عقده وتكليف الدولة امولاً طائلة لا عائد منها ، لماذا لا يتم الغاء امتحان الاعدادية في الترم الحالي والاكتفاء بامتحان واحد في نهاية العام الدراسي؟
وكيف يمكن لأولياء الامور أن يوفروا المناخ اللازم لأبنائهم لمراجعة كل هذه المواد في يوم واحد؟ خاصة إذا كان لديه اكثر من ابن في سنوات دراسية مختلفة.
ان ما يفعله الوزير الحالي بالتعليم وبالتلاميذ ينم عن انه لم يعرف شيئاً عن علم نفس الطفولة، او علم نفس التعلم، او عن المناهج، او عن اساليب التقويم أو عن أصول التربية او عن سياسة التعليم، ولذلك فهو يصدر قرارات عشوائية لا علاقة لها بالتربية أو التعليم!!
والله هذا تهريج لم نعهده في اي نظام من نظم التعليم في كل دول العالم، ولا في أي عصر من العصور !!!
*كاتب المقال
أ.د مجدى يونس
أستاذ أصول التربية والتخطيط التربوي بكلية التربية جامعة المنوفية