الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
منوعات

كتاب خطير يكشف الدور الحقيقى للجامعة الامريكية بالقاهرة.. دراسة وثائقية منذ النشأة وحتى عام 1980

السبت 06/مارس/2021 - 08:56 ص
غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

قام الدكتور مصطفى رجب، استاذ التربية بجامعة سوهاج، بعرض كتاب "أهداف الجامعة الأمريكية" – بالقاهرة  دراسة وثائقية منذ النشأة حتى عام 1980م، وهو رسالة ماجستير للدكتورة "سهير حسين البيلي" وهي مدرّسة بكلية التربية جامعة طنطا.


ووصف الدكتور مصطفى رجب، هذا كتاب بالخطير وانه يأتي في إطار محاولة للكشف عن الدور الثقافي للجامعة الأمريكية بالقاهرة في دعم تبعية المجتمع المصري للمجتمعات الغربية وبصفة خاصة أمريكا، وذلك عندما نقف على الأهداف المعلنة التي تبنتها الجامعة كأساس لعملها وكذلك الممارسات المرتبطة بتلك الأهداف من جانب، ومدى علاقتها بالتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي مر بها المجتمع المصري منذ نشأت الجامعة عام 1920م وحتى عام 1980م من جانب آخر.


وعلى هذا فقد استهدف الكتاب محاولة الوصول إلى حقيقة الأهداف المعلنة للجامعة، والأهداف غير المعلنة في المدة التاريخية السابق تحديدها.


والكتاب من القطع المتوسط وقد جاء في 310 صفحة مشتملاً على ثمانية فصول بخلاف المقدمة والخاتمة، وقد صدر عن دار " فرحة " للنشر والتوزيع بالمنيا مؤخرا،  ومن الجدير بالذكر أن الكتاب قد أعد أساساً كرسالة ماجستير للدكتورة " سهير حسين البيلي " وهي مدرّسة بكلية التربية جامعة طنطا.


وقال رجب فى عرضه للكتاب، ان المؤلفة  ترى في بداية الفصل الأول أن أية ظاهرة تحكمها مجموعة من العوامل المتفاعلة. بحيث لا يكون هناك عامل واحد مسئولا عن ظهورها، والظاهرة موضوع الدراسة هي انتشار التعليم الأجنبي في مصر. 


وهي ظاهرة تحكم نشأتها وتطورها عوامل داخلية وعوامل خارجية متفاعلة.


وتركز المؤلفة في هذا الفصل اهتمامها الرئيسي على عدة عوامل أولها العوامل الداخلية:  كالسياق الاجتماعي؛ فقد كان المجتمع المصري مهيئاً داخلياً لتقبل الهيمنة الاستعمارية، والتي كان من مؤشراتها نمو التعليم الأجنبي في البلاد. 


ومن جملة الأوضاع الاجتماعية في مصر الانهيار الاقتصادي فلم يكن هدف محمد على – في بداية مشروعه النهضوي - الأخذ بالأساليب العصرية وتنظيم الدولة فقط، وإنما كان يسعى إلى استقلال مصر في مواجهة الدول الأخرى وثاني هذه العوامل تقديم حكام مصر المساعدة للأجانب فلم يعارض محمد علي الوجود الأجنبي في البلاد فقد استعان بهم في بناء دولته الحديثة وبدأت البعثات الدينية التبشيرية تظهر في مصر مع سياسة محمد علي التي اتسمت بالتسامح الديني معهم لدرجة أنه أتاح لهم حرية الدعاية الدينية، ثم تلا ذلك عهد سعيد والذي شجع الإرساليات الأجنبية عن طريق المساعدات التي قدمها لها وكان ذلك عهد بداية التغلغل الأجنبي في البلاد، ثم عهد إسماعيل الذي شجع الإرساليات في البلاد وذلك لإرضاء الدول الأوروبية التي كانت تمده بالقروض وثالث هذه العوامل هو تغلغل الثقافة الأوروبية التي بدأت مع حملة نابليون ثم تبني محمد على مشروع إنهاض مصر على أسس من النموذج الغربي، والبعثات التي أرسلها محمد على للخارج ثم ظهور الصحافة ومنها صحافة الجاليات الأجنبية والصالونات الأدبية، وأخيراً مقاومة أقباط مصر نشاط الإرساليات. 


غلاف الكتاب.


وترى المؤلفة أن العوامل الداخلية سالفة الذكر قد هيأت مصر للخضوع للهيمنة الأجنبية وأن العوامل الخارجية قد عجلت بتحقيقها ومنها: الامتيازات الأجنبية، و التنافس الاستعماري على مصر متمثلاً في الحملات العسكرية والتحالفات السياسية والهيمنة الاقتصادية ثم تدفق الأجانب على مصر، ثم الإرساليات التبشيرية، والاستشراق، والواقع أن مفهومي: التبشير والاستشراق يتضمنان نفس الأهداف ولكن التبشير تنحصر دعوته في حدود التأثير المباشر في عقول الناس من خلال التعليم المدرسي والعمل الاجتماعي في المستشفيات والملاجئ أما الاستشراق فقد اتخذ لنفسه صورة البحث وادعي لنفسه الطابع الأكاديمي.


وآخر العوامل الخارجية هي رحلات "السان سيمونيين"، والرحالة الأوروبيين الذين وفدوا على مصر.


ونتيجة للعوامل الداخلية والخارجية السالفة تهيأت البلاد لبسط الهيمنة الأجنبية من خلال تغلغل التعليم فكثرت بذلك المدارس الأجنبية ويمكن تصنيفها إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي: 


اولا: مدارس الطوائف غير الإسلامية ويندرج تحتها مدارس الأقباط واليهود.


ثانياً: مدارس الجاليات الأجنبية وتضم مدارس الأرمن ومدارس الجاليات الإيطالية  واليونانية والألمانية 


ثالثاً: مدارس الإرساليات والفرق الدينية وتضم الإرساليات الكاثوليكية والبروتستانتية ومن المدارس الأخيرة الإرساليات الأمريكية.


ثم يأتي الفصل الثاني والذي تركز فيه المؤلفة الاهتمام على التعليم الأمريكي بصفة خاصة، منذ بداية تغلغل نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في البلدان العربية مع مطلع القرن التاسع عشر. 


وقد مثلت الإرسالية الأمريكية أول شكل من أشكال التغلغل الثقافي الأمريكي في البلدان العربية وفي مصر وقد تناولت المؤلفة ذلك من خلال استعراضها لبدء تغلغل النفوذ الأمريكي في الوقت الذي كانت فيه مصر قبلة للإرساليات والبعثات الدينية والتبشيرية من كل الطوائف، وكانت الولايات المتحدة مشغولة بأمورها الداخلية. 


وحتى بداية القرن التاسع عشر لم يكن لها أية مصالح تجارية في مصر أو أي تمثيل قنصلي في الدولة العثمانية بأكملها، وقد ظل هذا الوضع حتى عام 1930م، عندما عقدت الولايات المتحدة الأمريكية الاتفاق الودي التجاري أو "المعاهدة التجارية" مع السلطان العثماني. 


ولفتت الإرسالية الأمريكية أنظار القناصل الأمريكيين إلى أهمية رسالتها المقدسة، فأصبح من واجبهم معاونة أعضاء الإرسالية وحمايتهم في مهامهم التبشيرية.           


وقد بدأ وجود الإرسالية في مصر مع بداية عام 1851م، وكان غرض الإرسالية في البداية، تحويل أقباط مصر إلى المذهب البروتستانتي، وأيضاً التبشير بالمسيحية بين المسلمين، وتم تسخيرالتعليم لخدمة الغرض التبشيري، ففي البداية استمر التوسع في مدارس الإرسالية على مستوى مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي فقط. 


وأدرك المبشرون الأمريكيون أن التأثير في قادة الرأي العام في البلاد، وفي الجيل الناشئ في الشرق، لا يمكن أن يتحقق إذا لم يكن ثمة تعليم عال، وعلى هذا الأساس أوجد المبشرون الأمريكيون الجامعة الأمريكية في بيروت والقاهرة، وكان لهم وجهة نظر في إقامة الكليات في المراكز الإسلامية، لذلك لم يكتفوا ببيروت وإنما أرادوا أن يكون  لهم وجود في القاهرة بجوار الجامع الأزهر.


و في الفصل الثالث يلقي الكتاب الضوء على نشأة الجامعة الأمريكية بالقاهرة والعوامل التي واكبت هذه النشأة، على النحو التالي:


أولاً: بداية التفكير في إنشاء الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقد تشكلت لجنة من مبشري الإرسالية الأمريكية والتي وصلت في تقرير لها إلى أن مصر مؤهلة في هذا الوقت لإقامة هذا المشروع، وتشكلت لجنة ثانية عام 1912م قام أعضاؤها بفحص شامل للأنظمة التعليمية وقد قررت اللجنة ضرورة إقامة جامعة مسيحية بمصر، بسبب سوء التعليم العالي بمصر متمثلاً في الأزهر أو الجامعة الأهلية الوليدة .


ثانياً: ظروف مهيأة لنشأة الجامعة الأمريكية بالقاهرة بسبب أوضاع مصر الداخلية لكونها خاضعة للاحتلال البريطاني وكذلك استمرار التيار المسيحي العالمي في نشاطه.


ثالثاً: الخطوات العملية لنشأة الجامعة الأمريكية بالقاهرة: وقد تناولت المؤلفة جهود "تشارلز واطسون" لدعم مشروع الجامعة، واختيار القاهرة كأفضل مكان للجامعة من حيث كونها مركزاً فكرياً للعالم الإسلامي، أما عن الموقف البريطاني من فكرة إنشاء الجامعة فغير واضح من البداية حتى عام 1914م فقد قوبل الطلب الأمريكي بالرفض لأن تحديد مكان الإنشاء بالقرب من أهرام الجيزة غير مناسب لأنه يشوه الشكل الجمالي وكذلك الاعتراض على تسمية الجامعة باسم "الجامعة المسيحية"، ثم وقع أخيراً اختيار "تشارلز" على قصر "نيستور جانكليس" بشارع القصر العيني بجوار ميدان الإسماعيلية "التحرير حاليا"  بالقاهرة، ولكن وقت الحرب العالمية الأولى حولت جميع المباني الحكومية إلى مستشفيات لصالح مصابي الحرب، وعقب انتهاء الحرب  في محاولة للتودد للقوة الأمريكية الصاعدة وافقت بريطانيا على مشروع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وسهلت لها الحصول على المبنى الذي كانت تشغله كمستشفى أثناء الحرب.


رابعاً: الجامعة الأمريكية بالقاهرة والمؤسسات المدنية والدينية وتناولت المؤلفة في هذا الجزء موقف السلطات البريطانية الذي تحسن عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى وكذلك موقف السلطات المصرية المؤيد للجامعة لكونها تجربة جديدة في الحياة التعليمية في البلاد، وقد حدثت بعض المشاكل بين الإرسالية والجامعة لأن الاعتمادات المالية توجه للجامعة مباشرة بعد أن كانت تذهب للإرسالية ومنها للجامعة وكذلك ارتفاع راتب مدرسي الجامعة مقارنة بمدرسي الإرسالية في حين ترى الإرسالية  وجوب حدوث العكس لتشجيع المبشرين، فعقد مجلس الجامعة في عام 1923م اجتماعاً وفيه تقرر استقلال الجامعة الكامل عن الإرسالية.


خامساً: تناول الكتاب التوجهات السياسية للجامعة، فقد اتضحت توجهات الجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ البداية، وذلك من خلال العرض التاريخي لنشأتها. وهذه التوجهات: هي التوجه الديني وقد أوضحت إحدى وثائق الجامعة أن الهدف هو ضمان الشخصية المسيحية للجامعة وتنمية الولاء المسيحي لدى المدرسين والطلاب، وكذلك التوجه الاجتماعي والتوجه الأكاديمي، وقد تم اجتماع في 11 يوليو 1919م "بواشنطون" أسفر عن إصدار بنود قوانين الجامعة الأمريكية بالقاهرة كما يلي:


أولاً الاسم: الجامعة الأمريكية بالقاهرة "The American University at Cairo".


ثانيا الهدف: " تقديم التربية المسيحية لشباب مصر والأراضي المجاورة لها، وذلك عن طرق إقامة معهد للتعليم على أعلى المستويات التربوية الفعالة، لتظهر للعالم الإسلامي السمات الخلقية للسيد المسيح، التي باستطاعتها وحدها تنشيط الحياة الفكرية وبعث روح التجديد في المجتمع، وإصلاح حياة الفرد".


سادساً: أقسام الجامعة كالتالي: كلية الآداب والعلوم، ومدرسة الدراسات الشرقية، وقسم الدراسات الممتدة، وكلية التربية، ومركز البحث الاجتماعي، ومعهد اللغة الإنجليزية.


ويتجه اهتمام الفصل الرابع للوقوف على العلاقة بين الأهداف المعلنة للجامعة والممارسات الداخلية في المدة من 1920م حتى عام 1956م، حيث قد ظلت الوجهة التبشيرية خلال هذه المدة هي المحور الذي تدور حوله بقية الأهداف المعلنة من إعداد النخبة، ونشر الثقافة الأمريكية، وخدمة المجتمع المصري وكانت الجامعة تسعى لتحقيق أهدافها من خلال أقسامها المختلفة.


وكان الهدف الديني أن تمثل الجامعة قمة الهرم التعليمي التبشيري في وادي النيل وأن تقوم بتقديم دروس لطلاب المرحلة الجامعية ودراسة مهنية لكل من المسلمين والمسيحيين في مصر والأراضي المجاورة. 


وكانت هذه الدروس تشمل تعليم الإنجيل وعلومه، وإعداد النخبة الحاكمة وفقاً للمبادئ المسيحية وقد طورت الجامعة عل هذا الأساس ما تمارسه من وسائل لتحقيق أهدافها وذلك من خلال الاجتماع الديني، المحاضرات العامة، المناهج الدراسية، اختيار أعضاء هيئة التدريس، وأنشطة الجامعة الأخرى. 


ويمكن القول بأن الجامعة قامت بدور خطير في كشف دقائق الأمور والمشكلات الاجتماعية في مصر ودول الشرق الأوسط، بحيث تستطيع أمريكا من خلاله بسط الهيمنة الثقافية على المجتمع المصري. 


ومما سبق نستطيع أن نلمس الأهداف الحقيقة للجامعة، وهي السعي لتنصير المجتمع المصري، وإيجاد تبعية ثقافية أيضاً، وقد جاءت التبعية في إطار الجانب الديني.


واهتم الفصل الخامس برصد واقع المجتمع المصري، وتحليل أوضاعه في النواحي الفكرية  والسياسية والاقتصادية والوقوف على مدى ما أسهمت به تلك الأوضاع في إيجاد مناخ مهيأ للجامعة مكنها من الاستمرار في تبني أهدافها، وقد تناول هذا الفصل الأوضاع الفكرية في الواقع المصري وركزت المؤلفة على الفكر الليبرالي، والفكر الاشتراكي، والفكر الإسلامي التجديدي. 


ثم الأوضاع السياسية في الواقع المصري، ثم الأوضاع الاقتصادية في الواقع المصري وقد أظهر هذا الفصل أوضاع المجتمع المصري الفكرية  وما أحدثته من تغيرات على الأصعدة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، كما تأثر المجتمع المصري أيضاً بالمتغيرات العالمية في تلك المرحلة من الصراع بين المعسكرين الغربي والشرقي والتنافس بين الدول الكبرى على بسط نفوذها على العالم، وقد انعكست كل هذه الأوضاع على الجامعة الأمريكية بالقاهرة وأهدافها، لذا نجد في أعقاب ثورة يوليو حتى عام 1963م تغييراً في الأهداف المعلنة للجامعة الأمريكية لكي تتواءم مع النظام الجديد، كما نلمس نوعاً من الكياسة والحذر في الإفصاح عن المضامين الدينية التنصيرية وظهر ذلك أيضاً في ممارسات الجامعة الداخلية. 


وعام 1963م له دلالة حيث لم يظهر التغيير في الأهداف المعلنة للجامعة إلا في هذا العام.


وبرغم كل الاحتياطات التي وضعتها الجامعة في تلك المرحلة، فإن دافع الجامعة للحفاظ على إعداد نخبة تعمل لصالح الغرب، و التركيز على التقرب من الحكومة والطبقة الحاكمة الجديدة في المجتمع، جعل الجامعة تستثني أبناء مجلس قيادة الثورة الجديدة، من شرط الحصول على مجموع الدرجات المطلوب للقبول.


وتناولت المؤلفة في الفصل السابع وضع الجامعة الأمريكية بالقاهرة في الستينيات، والأهداف المعلنة للجامعة الأمريكية بالقاهرة في ظل التحول الاشتراكي، فقد انعكست الأوضاع والظروف في المجتمع المصري  والعلاقات المصرية الأمريكية المضطربة خلال فترة التحول الاشتراكي في مصر على الأهداف المعلنة للجامعة الأمريكية. 


وتبنت الجامعة أهدافاً جديدة، لكي تتناسب مع الأوضاع المجتمعية والعالمية المتغيرة، ولكي تحاول إثبات أنها تعمل لخدمة المجتمع المصري حتى تتمكن من الاستمرار في وقت كانت الاتجاهات العدائية تتعاظم نحو كل ما هو أمريكي.  


والممارسات والأنشطة المتعلقة بتحقيق الأهداف المعلنة والذي تمثل في صورة المسؤوليات التعليمية وخدمة المجتمع المصري ومواجهة تحديات التنمية والطباعة والنشر وأيضاً تعامل الجامعة مع النخبة.


ويلقى الفصل الأخير الضوء على وضع الجامعة الأمريكية مع بداية التوجه الجديد للنظام السياسي المصري – في عهد السادات - نحو إقامة علاقات وطيدة مع الغرب ومع أمريكا على وجه الخصوص والذي بدأت مؤشراته مع بداية السبعينات وتبلور بصورة واضحة عام 1974م مع تبني مصر سياسة الانفتاح الاقتصادي. 


وقد سارت الأحداث بخطى سريعة لتدعيم مصالح الجامعة الأمريكية، فقد اعتمد الرئيس "السادات" البروتوكول الرسمي للجامعة في عام 1976م، الذي تضمن أهداف الجامعة الأمريكية ونظام العمل فيها، وقد تناول هذا الفصل وضع الجامعة في السبعينيات، ثم بروتوكول عام 1976م، وتأكيده استقلالية الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأخيراً الأهداف المعلنة والممارسات الداخلية التي تمثلت في المسؤوليات التعليمية والثقافية، وخدمة المجتمع المصري وإعداد الصفوة. 


وفي النهاية نستطيع استشراف دور الجامعة الأميريكية "AUC"، من خلال التوضيح الرائع الذي ظهر به هذا الكتاب المهم وما قام به أيضاً من تحليل  لأهدافها الأولى وما طرأ عليها من تغيير وامتداداتها في الواقع الراهن، ويمكننا القول أنه بفضل ما تقدمه من القيم والثقافة الأمريكية تمثل هذه الجامعة  أحد آليات الهيمنة الأمريكية والتبعية وبخاصة في عصر العولمة التي تسعى فيه أمريكا للسيطرة على العالم وذلك لكون خريجي هذه المؤسسة روادا لهذا المجتمع وطليعة هذا العصر بما يحملونه من قيم وثقافة الدولة المسيطرة عالمياً.


واختتم عرضه للكتاب قائلا، هناك قيمة إضافية لهذا الكتاب الخطير تتمثل فيما حواه من وثائق سرية استطاعت المؤلفة الحصول عليها لتوثيق رؤاها وتدعيم تحليلاتها. 


فتحية لها وللناشر على هذا الجهد المحمود.