المجتمعُ الآخر..
الجمعة 18/سبتمبر/2020 - 05:47 م
أثارَت جرائمُ التحرشِ من خلالِ الإنترنت وكذلك جريمةُ فندقِ فيرمونت بعد سبع سنواتٍ من ارتكابِها، ضجةً كبيرةً، ولمواقعِ التواصلِ الاجتماعي فضلُ كَشفِها. مرتكبو هذه الجرائمُ هم أبناءُ المجتمعِ الآخرِ الذي يُقيمُ في تجمعاتٍ سكنيةٍ مُنعزلةٍ، ويقضي الصيفَ في قرىً بالساحلٍ الشمالي ليست ككلِ قُراه، ويلتحقُ أبناؤه بجامعاتٍ خاصةٍ بعينِها للإحساسِ بالتَميُّزِ الاجتماعي لا العلمَ. مجتمعٌ ينامُ في الفجرِ ويستيقظُ ما بين العصرِ والمغربِ، له أخلاقياتُه وله حِصنُه في كنوزٍ من أموالٍ تجعلُه يستهترُ بالمجتمعِ كلِه، يَتعَلى على أغلبيةٍ كاسحةٍ طحنَتها لقمةُ العيش..
ما هي الأخلاقياتُ التي قدمَتها هذه الجامعاتُ الخاصةُ؟ التحررُ الغربي قبل التَعلُمِ، التناكة على مجتمعِ الأغلبيةِ، التحكمُ في المؤسسةِ التعليميةِ، ثقافةُ كُلُه بثمنِه. هل شعارُ تعلمْ في مصر كأنك تتعلمُ في البلدِ الفلاني شعارٌ حقيقي؟ هل الاجانبُ الذين يديرون الجامعاتِ الاجنبيةِ في مصر على مستوىً علميٍ حقيقي؟ هل يبيعون الوهمَ؟ هل يوضعُ المصريون في إداراتِ تلك الجامعات كمُحَلِل، شكل كده وكده؟ هل تخجلُ وزارةُ التعليمِ العالي من مراجعتِها؟ أهي وجهٌ آخر للاِستعمار؟ وهل تطولُها الجودةُ إياها التي تمارسُ وصايةً جوفاءً على الجامعاتِ الحكوميةِ؟ هل لا مؤاخذة البرطعة الخواجاتي خفيفةٌ على القلبِ؟ هل تراقبُ الوزارةُ حقًا سلامةَ إجراءاتِ أعضاءَ هيئةِ تدريسِ الجامعاتِ الحكوميةِ الذين يُعارون لتلك الجامعاتِ؟
ثم ما هي الفائدةُ التي تعودُ على مجتمعِ الأغلبيةِ من خريجين يتعالون عليه وبه يستهترون؟ ليسَ كلَ ما يأتي من الغربِ خيرٌ، لما مركباتُ النقصِ وكسرةُ العينِ؟ لما الشعاراتُ الزائفةُ المخادعةُ؟
لم تشهدْ التصنيفاتُ الحقيقيةُ للجامعاتِ سوى ظهورٍ خافتٍ لبعضِ جامعاتِ الحكومةِ واِختفاءِ طبيعي للجامعاتِ الخاصةِ بما فيها الأجنبيةِ. أعضاءُ هيئةِ التدريسِ في جامعاتِ الحكومةِ على علمٍ واحترامٍ، يُعانون ويئنون، يَبحثون عن آذانٍ.
اللهم أحمْ التعليمَ الهندسي في هذه الزيطة. اللهم اِحمْ مجتمعَ الأغلبيةِ من إداراتٍ جامعيةٍ إنتماؤها للمجتمعِ الآخرِ.
جرائمُ مُستحدثةٌ من فعلِ المجتمعِ الآخر بمساكنِه ومصايفِه وجامعاتِه الخاصة.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس
Prof. Hossam M.A. Fahmy